تم نسخ الرابط بنجاح

الشاعر والمعلم في العرضة السعودية

saudipedia Logo
الشاعر والمعلم في العرضة السعودية
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

الشاعر والمعلم في العرضة السعودية، هما اللذن يؤديان دورًا مهمًّا في العرضة السعودية بالمملكة العربية السعودية، إذ يردد صفا العرضة أهزوجة العرضة الحربية، شطرًا شطرًا بالتناوب، ويعتمدون على تلقين الشاعر أهل الصف، أو المعلم الذي ينقله من الشاعر إليهم. والعرضـة فـي الأصـل "رقصـة حربيـة" تُثيـر عزائـم المقاتليـن، وصـورة مـن صـور التلاحـم بيـن القائـد وشـعبه، يؤديهـا الفرسـان أمامـه مظهريـن بذلـك حبهـم لأرضهـم، ومـدى انتمائهـم واعتزازهـم بهـا ووفائهـم وإخلاصهـم لقائدهـم، إذ تضمنـت القصائـد البطوليـة التـي تعـرض أمجـاد القـادة وإنجازاتهـم، وتضحيـات الآبـاء وبطولاتهـم واستبسـالهم للدفـاع عـن أراضيهـم والتغنـي بالانتصـارات.

أهمية شاعر العرضة السعودية

لا تُقام العَرضة دون الشاعر، ففي غياب فهد بن دحيم عن إحدى العرضات لمرضه، أمر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإحضاره، وهذا يدل على أهمية وجوده في مشهد العرضة، وللعرضة السعودية شعراء بارزون، منهم: فهد بن دحيم، عبدالله بن خميس، سليمان بن حاذور، محمد عبدالله القاضي، ناصر بن زيد بن شنار، سعد بن حريول السبيعي، محمد العوني.

وكتب شعراء العرضة عددًا من أشهر قصائد العرضة السعودية، ويعود ذلك إلى ارتباطها بأسرة آل سعود قبل قيام الدولة السعودية الأولى. وأسهمت ألقاب مثل "نخوة العوجا" في الانتصارات، إذ كان الملك عبدالعزيز يبث بها الحماسة في جيشه لرد المعتدين، ولذلك بقيت لكلمة العوجا دلالتها التي ترتبط بالفروسية والشجاعة والإقدام، ووردت في العديد من قصائد الحماسة، مثل: "حنا أهل العوجا، وحنا اللي نرد الضديـد والطايلة يحظى بها من عز طاروقها". و"النخوة" هي النداء المرتبط بمجتمع أو دولة ليبث في أهلها الحماسة والفخر، فيما يقصد بـ"العوجا"، الدرعية التي تقع على امتداد وادي َحنيفة بطبيعته المتعرجة.

القصيدة الشعرية في العرضة السعودية

تُعد القصيدة الشعرية أحد أركان ومقومات العرضة السعودية، فعلى بنائها تقام الرقصة، لذلك يترتب على تأدية العرضة السعودية وفق لحنٍ وإيقاعٍ ناجح، كتابة ونظم مضامين شعرية وصور بلاغية وتناسب شعر الحماسة، وهو بدوره ما ينعكس على حماس المؤدين -العارضين- ويسهم في رفع روحهم المعنوية وزيادة قرعهم للطبول.

وتتطرق القصيدة لأغراض الفخر والوصف ولا تتجاوز في العادة عشرة أبيات من الشعر العامي، وتكون من البحر الطويل أو المتوسط أو القصير، وكانت تلقى من قبل مؤلفها (الشاعر)، إذ يُلقي البيت الشعري لتردد بعده صفوف العرضة ذلك البيت وفق لحن معين، كما تعد القصيدة هي العنصر المعنوي الذي تجتمع عليه العرضة وعليها تقوم الرقصة، ويغلب عليها غرض الحماسة لارتباطها قديمًا بالحروب لتشجيع المحاربين.

وللعرضة شعراء قديمًا وحديثًا، منهم: ناصر العريني وعبدالله الصبي ومحمد العوني وفهد بن دحيّم وعبدالرحمن البواردي، وأورد قصائدهم عبدالله بن خميس في كتابه (أهازيج الحرب أو شعر العرضة).