بئر رومة، هي بئر ماء اشتراها الصحابي عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وأوقفها وقفًا عامًّا يستطيع الناس الشرب منها مجانًا.وشرط الواقف لا يزال ساريا.
تقع بئر رومة (بئر عثمان) عند الجهة الشمالية الغربية من المدينة المنورة، بالقرب من وادي العقيق (غرب بئر رومة)، وتحيط بالبئر منطقة بها مزارع وبساتين، عرفها الناس ـ فيما بعد ـ بمزارع منطقة عثمان بن عفان، وتحيط ببئر رومة مزرعة صغيرة في شمال البلاد المعروفة بأم شجرة وتعود ملكيتها لبيت المدني، إلا أن هذه البلاد آلت إلى مخطط (يُعرف بمخطط أم شجرة) أصدرته أمانة منطقة المدينة المنورة، ويفصل شارع بينه وبين مزرعة عثمان ويخترق الشارع عرض المزرعة وتقع عليه المداخل الرئيسة لها.
ويقدر عمق بئر رومة بنحو 37م، وقطرها يصل إلى 4م تقريبًا، ويبلغ مستوى الماء فيها 29م تقريبًا.
قصة بئر رومة
أخذت المدينة المنورة في الازدهار بعد هجرة النبي، صلى الله عليه وسلم، إليها. ووجد المسلمون أن أحد أعذب مياه المدينة بئر تقع في منطقة العقيق الأصغر تسمى بئر رومة، وكانت مياه المدينة تجف كلها إلا بئر رومة، إلا أن الوصول إلى البئر لم يكن بالأمر الميسور، إذ كان يتعين على من يريد الماء منها أن يدفع لمالكها، وهو ما لم يكن متاحًا لكثير من سكان المدينة المنورة في ذلك الوقت، فقال الرسول، صلى الله عليه وسلم، "من يشتري بئر رومة وله الجنة" ليبادر عثمان بن عفان، رضي الله عنه، إلى شرائها، وجعلها وقفًا عامًّا يستطيع الجميع الشرب منه مجانًا.
مالك بئر رومة
كانت البئر لرجل من مزينة، ثم آلت إلى رومة الغفاري، ومنه اشتراها يهودي، وبدأ اليهودي يبيع مائها للمسلمين، وكان يبيع القربة بمد، ثم اشتراها عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وكان نصفها باثني عشر ألف درهم، والنصف الآخر بثمانية آلاف درهم، ثم تصدق بها على المسلمين.
وفي عصر الدولة السعودية اهتمت الدولة بالبئر وباستصلاح الأرض التي تقع فيها والاستفادة منها في زراعة النخيل وتوزيع ثمره على المحتاجين، ليستمر وقف الصحابي عثمان بن عفان، رضي الله عنه، حتى يومنا هذا.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة