القصة القصيرة في السعودية، هي أحد الأنواع الأدبية التي لازمت تطور الأدب السعودي في جميع مراحله، ظهر أول ملامحها بداية تأسيس المملكة العربية السعودية، من خلال المقال القصصي، مثل: نص عبدالوهاب آشي "على ملعب الحوادث" الذي نشر في كتاب "أدب الحجاز" عام 1344هـ/1926م، ونص محمد حسن عواد "الزواج الإجباري" المنشور في كتابه "خواطر مصرحة" عام 1345هـ/1927م، ونص عزيز ضياء "الابن العاق" عام 1351هـ/1932م، وهو أول نص قصصي قصير، إلا أنه تأخر في النشر.
صدرت صحيفة "صوت الحجاز" في مكة المكرمة عام 1350هـ/1932م، واهتمت بنشر القصص، ثم صدرت "مجلة المنهل" في المدينة المنورة عام 1355هـ/1937م وعنيت بالقصص، وخصصت لها بابًا في المجلة، وشارك غير السعوديين في كتابة القصة القصيرة، تحديدًا في فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، مثل الجزائري أحمد رضا حوحو، والأفغاني محمد عالم.
تاريخ القصة القصيرة في السعودية
بسبب الحرب العالمية الثانية، توقفت الصحف عن الإصدار، وبالتالي توقف نشر القصص، إلا أن الصحف عادت مرة أخرى، وارتفعت إصداراتها، وتوسعت في نشر القصص بصورة أكبر، حتى باتت جزءًا من مادتها الصحفية، وحققت بذلك انتشارًا، وزاد عدد قرائها، وصدر في تلك الفترة أوائل المجموعات القصصية، مثل مجموعة "شبح من فلسطين" لسعد البواردي، و"الأذن تعشق" و"الحنينة" لأمين سالم رويحي، و"أنات الساقية" لحسن عبدالله القرشي، ومجموعة "مع الشيطان" لإبراهيم هاشم فلالي.
تطور القصة القصيرة في السعودية
مرت القصة القصيرة في السعودية بعدد من المراحل في تطورها:
المرحلة الأولى: اتجه كتاب القصة القصيرة نحو الصياغة الفنية، وظهر ذلك في عدد من النماذج القصصية لعدد من الكتاب، مثل: حمزة بوقري، وعبدالرحمن الشاعر، وإبراهيم الناصر، ومحمود عيسى المشهدي.
المرحلة الثانية: استخدم عدد من الكتاب في قصصهم نوعًا من القصدية الفنية الواضحة، مثل: سباعي عثمان، وعبدالله السالمي، وسليمان سندي، وأنور الجبرتي، ومحمد علي علوان، وفي بداية الثمانينات الميلادية، اعتمد بعض الكتاب في كتابة قصصهم على الكتابة الذاتية، التي تتصف بالغموض والسوداوية، وأطلق عليهم منصور الحازمي "الغرباء" وذلك لأن القصة لديهم اختلفت عما كانت عليه في السابق، وأصبحت تهتم باللحظات الشعورية والمواقف النفسية المتوترة، كذلك اللغة الشعرية في تلك القصص طغت على البنية السردية، وأصبحت هدف الكاتب الأول.
المرحلة الثالثة: ظهرت النماذج الأولى للقصة القصيرة جدًا في منتصف تسعينات القرن العشرين الميلادي، وأصبحت نصوصها مساوية لنصوص القصة القصيرة، واستطاعت أن تجذب عددًا من الأسماء، مثل: جبير المليحان.
كتاب القصة القصيرة في السعودية
نضجت تجربة القصة القصيرة في السعودية على يد مجموعة من الكتاب، منهم: جار الله الحميد، وعبده خال، وعبدالعزيز مشري، وسعد الدوسري، ويوسف المحيميد، وخالد اليوسف، وعبدالعزيز الصقعبي، وحسن النعمي، وعلي زعلة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة