تم نسخ الرابط بنجاح

آبار حمى

saudipedia Logo
آبار حمى
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

آبار حمى، هي مجموعة آبار تاريخية تقع في منطقة نجران جنوب غربي المملكة العربية السعودية، ضمن منطقة حمى الثقافية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. تحيط بآبار حمى منطقة الفن الصخري الثقافي وتقع على مساحة 557 كم2، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية.

موقع آبار حمى

تقع آبار حمى في موقع حمى التاريخي بمحافظة ثار شمال مدينة نجران بـ130 كم، وكانت الآبار قديمًا محطة لتزويد القوافل التجارية من جنوب الجزيرة العربية إلى الشام ومصر وبلاد الرافدين، ويعود تاريخها إلى نحو 3 آلاف عام، فيما تزخر المنطقة المحيطة بالآبار بكثير من الآثار ومعالم الحضارات الإنسانية التي تحكي تاريخًا يعود إلى الألف السابع قبل الميلاد، وآبار حمى ستة، هي: أم نخلة، والقراين، والجناح، وسقيا، والحماطة، والحبيسة، حُفرت غالبيتها في الصخور، وتحيط بها الكهوف والجبال من جميع الجهات عدا الجهة الشرقية، وينتشر حول آبار حمى نحو 34 معلمًا وموقعًا أثريًا ما بين مساكن بدائية وإنشاءات أثرية.

تاريخ آبار حمى

أسهم التعاقب الحضاري المتواصل على المنطقة في إنتاج كثير من الآثار والنقوش في مختلف مواقعها، وأمكن الوصول إلى 100 موقع شهدت حركة حضاريَّة عبر مختلف الأزمان، وأظهرت الاكتشافات الأثرية في المنطقة، من خلال فرق سعودية ودولية متخصصة، حضارات تعود إلى العصر الحجري، على نحو ما وصلت إليه أعمال البعثة السعودية اليابانية بالتعاون مع "الجايكا" خلال عام 2002م، التي سجلت نحو 90 نقشًا تتوزع ما بين مواقع: حمى، والعريسة، والخشيبة، والمسماة، والنصلة العليا، وكوكب، ومواقع أخرى.

وتمثل "منطقة حمى الثقافية" عمقًا حضاريًا وتاريخيًا مهمًا، فهي تحيط بها منطقة جبلية قاحلة، وتقع على أحد أقدم طرق القوافل القديمة التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية، وتتضمن المنطقة مجموعة كبيرة من الصور المنقوشة على الصخور التي تصوِّر الصيد والحيوانات والنباتات وأساليب الحياة لثقافة امتدت لـ 7 آلاف سنة. 

وتركت حركة المسافرين والجيوش آثارًا في الموقع تمثلت في كثير من الكتابات والنقوش على الصخور بعدة خطوط منها: خط المسند والآرامي-النبطي والكتابة العربية الجنوبية والخط الثمودي والكتابة اليونانية والعربية. وهناك آثار لم يجر التنقيب عنها بعد، وهي تتكون من أرجام وهياكل حجرية ومدافن وأدوات حجرية مبعثرة وآبار قديمة.

وتحافظ آبار حمى على حضورها التاريخي كمورد تلتقي عنده أزمان الحضارات الإنسانية، ولا تزال تفيض بمائها العذب، وذلك منذ أن كانت محطة تَزوِّدٍ بالماء للقوافل التي نقلت البخور والبهارات والمُر من جنوب الجزيرة العربية إلى الشام ومصر وبلاد الرافدين.

النقوش الأثرية في منطقة آبار حمى

يُعد موقع آبار حمى من مواقع الرسوم والنقوش الصخرية البارزة في السعودية عامة ونجران خاصة، ويحتضن الموقع أيضًا أماكن أثرية أخرى كجبل "صيدح" وجبل "حمى" وموقع "عان جمل" و"شسعا" و"الكوكب"، الثرية بالنقوش والرسوم التي كانت من أولى محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية القديمة.

وشكّلت النقوش والرسوم الصخرية انعكاسًا لمحاولات التواصل الإنساني من خلال اللغة ومحاولات كتابة الأبجدية التي عرفت بالخط المسند الجنوبي الذي أدت التجارة إلى انتشاره، وكان الذين يرتادون طريق القوافل يسجلون ذكرياتهم ورسومهم بالخطين الثمودي والمسند الجنوبي، وذلك على امتداد الطريق وحول مصبات المياه والكهوف وفي سفوح الجبال عند آبار حمى، وهي مليئة بالرسوم والنقوش الصخرية التي تشتمل على الرسوم الآدمية والحيوانية.

منطقة حمى في قائمة اليونسكو للتراث العالمي

في عام 1442هـ/2021م، نجحت المملكة في تسجيل "منطقة حمى الثقافية" في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" وسجلت خلال اجتماعات الدورة الـ44 للجنة التراث العالمي المنعقدة في مدينة فوزهو في جمهورية الصين الشعبية، لتصبح سادس موقع سعودي في هذه القائمة العالمية الرفيعة، إلى جانب المواقع الخمسة المسجلة سابقًا، وهي: موقع الحِجر المدرج في قائمة التراث العالمي عام 1429هـ/2008م، ثم حي الطريف بالدرعية التاريخية عام 1431هـ/2010م، ثم جدة التاريخية عام 1435هـ/2014م، فمواقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل عام 1436هـ/يوليو 2015م، ثم واحة الأحساء في شوال 1439هـ/يونيو 2018م. وتلتها في الانضمام للقائمة محمية عروق بني معارض في عام 1445هـ/2023م، كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة، وفي عام 1446هـ/2024م، أُعلن عن تسجيل 'المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية' جنوب منطقة الرياض، كونه موقعًا ثقافيًّا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني. 

مقالات ذات الصلة