المبخرة، أو "المبخرة الجمرية" أو "المدخنة"، هي أحد رموز الضيافة في المملكة العربية السعودية، وهي مِشعل يحتوي على قاعدة مربعة ذات جوانب مائلة إلى الداخل، تدعم كوبًا مربعًا بجوانب مائلة إلى الخارج، وغالبًا ما تُنحت القاعدة إذا كانت خشبية لتشكيل أرجل المبخرة، ويُبطن كأس المبخرة بصفائح معدنية رقيقة تحتمل حرارة الجمر.
يشيع استخدام المبخرة في المجتمع السعودي، إذ استخدم الأجداد البخور منذ مئات السنين، ولا يخلو البيت السعودي من المبخرة الجمرية التي تفوح منها روائح البخور من عنبرٍ وعودٍ، بعد احتراقها بالجمر المشتعل فيها، فتعطر الأجواء وتنشر الروائح الزكية وهي الأكثر استخدامًا.
أصبحت المبخرة جزءًا من الثقافة الاجتماعية، وتُعد رمزًا من رموز الذوق الرفيع والأناقة وكرم الضيافة، وتضم في حناياها مزيج البخور وخشب العود لتفوح في أرجاء المكان معطرًا الثياب والأبدان والضيوف.
أنواع المباخر
توجد مباخر قديمة مصنوعة من الفخار أو المعدن أو الحديد،وتتعدد أشكال المباخر التي صنعتها المجتمعات المحلية، فمنها الخشبية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج، وتطورت أكثر لتستغني عن الجمر والفحم وأصبحت تعمل بالكهرباء.
وتأخذ المبخرة تصميمًا متشابهًا، إذ تأتي على شكل هرم مقلوب يعتمد على أربع قوائم، وتُزين المبخرة بالعديد من الزخارف المتنوعة من النحاس والبرونز والزجاج.
استخدام المبخرة في الطراز العمراني
بوصفها جزءًا من الثقافة المجتمعية، يحرص بعض السعوديين على وضع مجسم المبخرة على أسوار البيوت وفي الاستراحات، وتعمد بعض بلديات المحافظات لوضع مجسم كبير للمبخرة عند مدخل المدينة في دلالة على الاحتفاظ بالعادات العربية الأصيلة لإكرام الضيف.
ألهمت المبخرة المهندسين المعماريين لإنشاء مبانٍ على شكل مبخرة تقليدية، إذ تُعرَف نافورة الملك فهد في محافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة، وهي أطول نافورة في العالم، بوصفها أحد فنون الميادين العامة التي اتسمت بتصميم يحاكي المبخرة المُذهَّبة التقليدية.
تُمارس حرفة صناعة المباخر بشكلٍ أساسي من قبل الحرفيين في معظم مناطق السعودية، وملتقى الحرفيين، ومعظم فعاليات اليوم الوطني السعودي.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة