تم نسخ الرابط بنجاح

منبر الرسول صلى الله عليه وسلم

saudipedia Logo
منبر الرسول صلى الله عليه وسلم
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

منبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أحد معالم المسجد النبوي في المدينة المنورة ويقع في الجانب الغربي من مصلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان يرتقيه الرسول حتى يراه الصحابة وهو يخطب فيهم، وورد في فضله أن من حلف عليه آثما تبوَّأ مقعده من النار، وأن ما بين المنبر وبين بيت الرسول روضة من رياض الجنة، وأن المنبر سيكون يوم القيامة على حوض النبي، كما جاء في عدد من الأحاديث الشريفة "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي".

صناعة منبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

تعود أسباب صناعته إلى زيادة عدد مرتادي المسجد النبوي في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى صار بعضهم لا يسمع النبي ولا يراه من بعد المسافة، وكان يخطب قائمًا مستندًا إلى جذعِ نخلة منصوب في المسجد، حتى جاءت فكرة صناعة المنبر ليصعد عليه حتى يراه الناس، ويجلس عليه ويسلم من التعب. وصنع منبر النبي صلى الله عليه وسلم، على أرجح أقوال أهل العلم كالحافظ ابن حجر، نجارٌ اسمه "ميمون"، وكانت صناعته للمنبر من الأثل، أو خشب شجرة يطلق عليها الطرفاء، وتقدر درجاته بثلاث طبقات فقط.

مقاسات منبر الرسول

وصف المؤرخ ابن النجار في كتابه الدرة الثمينة سنة 593هـ مقاسات المنبر النبوي، بأن "طوله ذراعان وشبر وثلاث أصابع، وعرضه ذراع راجح، وطول صدره، وهو مستند النبي صلى الله عليه وسلم، ذراع، وطول رمانتي المنبر اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس شبر وإصبعان".

مراحل تطور منبر الرسول

شهد منبر الرسول صلى الله عليه وسلم عدة تحديثات وتطويرات، إذ كان بناؤه الأول يتكون من درجتين ومقعد، وأثناء خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في الدولة الأموية أضاف إليه مروان بن الحكم ست درجات من جهته السفلية، ليصبح عدد درجاته 8 درجات، تاسعها المجلس، وكان الخلفاء يقفون على الدرجة السابعة التي تعد الأولى من المنبر النبوي في أول صناعته.

وحين انتقل أمر الخلافة إلى الدولة العباسية جدد بعض الخلفاء المنبر لتقادم صناعته، وفي عام 656هـ أصيب المنبر بنيران الحريق الذي شمل أجزاء المسجد النبوي، ووضعت بقاياه في الدكة، أو الحوض المرمري الذي كان أسفل المنبر، وسُقف أعلى الدكة بالآجر حتى صارت مستوية.

في عام 654هـ، أرسل الملك المظفر باليمن منبرًا جديدًا للمسجد النبوي صنع من الصندل، وله رمَّانتان، وبقي عشر سنوات بنفس مكان المنبر الذي قبله، وفي سنة 664هـ أرسل الظاهر بيبرس البندقداري منبرًا جديدًا، واستخدمه خطباء المسجد النبوي حتى سنة 797هـ.

وتوالت المنابر التي يصنعها الأمراء للمسجد النبوي، فأرسل الظاهر برقوق منبرًا جديدًا للمسجد النبوي عام 797هـ، وفي عام 820هـ صنع المؤيد شيخ منبرًا جديدًا، بدلا من منبر برقوق، وبقي مكانه حتى احترق المسجد النبوي عام 886هـ، فبنى أهل المدينة منبرًا جديدًا بالآجر.

تجديد منبر المسجد النبوي في العهد السعودي

جددت المملكة العربية السعودية المنبر عدة مرات، وطلته بماء الذهب، وأحاطته بورق شفاف لحمايته من ملامسة الزائرين، حتى تضمن بقاءه لأطول مدة ممكنة.