أساطين المسجد النبوي

أساطين المسجد النبوي، جمع أسطوانة، وهي السواري والأعمدة التي كانت تُمثّل أساسات بناء المسجد النبوي الشريف وقت بنائه خلال العهد النبوي، وكانت من جذوع أشجار النخيل، ويُطلق على الأعمدة التي حلّت مكانها في الزيادات والتوسعات المتعاقبة "سواري"، جمع سارية.

حرص القائمون على توسعات المسجد النبوي في العصور السابقة على تحديد أماكن الأساطين والمحافظة عليها باستبدالها بأخرى حديثة مع بقاء أسمائها الأولى، وجُددت الأساطين الموجودة في قبلة المسجد حتى اليوم.

تُعرف الأساطين في المسجد النبوي بأسماء منقوشة على كلٍ منها، تحكي ارتباطها بأحداث من السيرة النبوية؛ وهي: الأسطوانة المخلقة، وأسطوانة عائشة وتسمى بـ"القرعة" و"المهاجرين"، وأسطوانة التوبة المعروفة بأسطوانة أبي لبابة، وأسطوانة السرير، إضافة إلى أسطوانة المحرس، وأسطوانة الوفود، وأسطوانة مربعة القبر، وأسطوانة التهجد.

تُعدُّ الأسطوانة المخلقة من معالم المسجد النبوي، وتعني المطيَّبة أو المعطّرة، تجاور المحراب النبوي من جهة القبلة، وهي الأسطوانة التي حلّت في موضع الجذع الذي حنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يستند إليه قبل بناء المنبر.

تأتي أسطوانة القرعة التي يُطلق عليها أسطوانة عائشة رضي الله عنها، ثالثةً من جهة المنبر والقبر والقبلة، وعُرفت عبر التاريخ بهذه التسمية لما رويَ عن عائشة رضي الله عنها بأنها أخبرت عبدالله بن الزبير بفضل تلك الأسطوانة، فقام فصلى عندها، فسميت أسطوانة عائشة.

تأتي أسطوانة التوبة الرابعة من جهة المنبر، والثانية من جهة القبر، والثالثة من جهة القبلة، وتُعرف بأسطوانة أبي لبابة، وهو رفاعة بن عبدالمنذر رضي الله عنه، والذي ربط نفسه في جذع نخلة داخل المسجد النبوي -وهو موضع أسطوانة التوبة- وأبى أن يحلّ قيده حتى يحلّه رسول الله.

على الشرق من أسطوانة التوبة؛ تأتي أسطوانة السرير الملتصقة بالشباك المطل على الروضة الشريفة، وكانت موضعًا لاعتكاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ كان عليه الصلاة والسلام يضطجع على سريره عند هذه الأسطوانة.

تقع أسطوانة المحرس، مقابل الخوخة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخرج منها إذا كان في بيت عائشة رضي الله عنها، إلى الروضة الشريفة للصلاة، ويُطلق عليها أسطوانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه كان يجلس عندها لحراسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

تقع أسطوانة الوفود خلف أسطوانة المحرس من جهة الشمال، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يجلس عندها لمقابلة الوفود القادمة إليه.

تقع أسطوانة مربعة القبر داخل الجدار المحيط بالقبر الشريف، بحيث لا يمكن للزوار رؤيتها، وتُعرف بأسطوانة مقام جبريل عليه السلام، وعندها يكون باب بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خلف بيت السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترتكز أسطوانة التهجد، ومكتوب عليها بالرخام (هذا متهجد النبي صلى الله عليه وسلم).