تم نسخ الرابط بنجاح

حقول النفط في السعودية

saudipedia Logo
حقول النفط في السعودية
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

حقول النفط في السعودية، هي مجموعة الحقول والآبار النفطية البرية والبحرية المكتشفة والمُشغلة في المملكة العربية السعودية، والبالغ عددها 142 حقلًا، تقع معظم حقول النفط البرية ضمن حدود المنطقة الشرقية، بمحاذاة ساحل الخليج العربي وحدوده البحرية، وتوكل كل مهام الاكتشاف والتنقيب وعمليات التطوير والإنتاج فيها إلى شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، أكبر منتجٍ ومصدِّرٍ للنفط في العالم.

احتياطي النفط الخام في السعودية

تحتفظ الحقول النفطية في المملكة بثاني أعلى احتياطي للنفط الخام في العالم، ويبلغ مجموع احتياطياتها نحو 338.4 مليار برميل مكافئ نفطي، وتصل طاقة إنتاجها القصوى في اليوم إلى 12.0 مليون برميل، من أنواع: النفط الخام العربي الثقيل، والعربي الخفيف، والعربي الخفيف جدًّا، والمتوسط، إضافةً للنفط العربي الممتاز.

توزيع حقول النفط في السعودية

تتوزع حقول النفط والمنشآت التابعة لها على مسافاتٍ متقاربة، حيث يقع الجزء الأكبر منها في منطقة الشرقية، كحقول: الغوار والسفانية والشيبة وبقيق والقطيف، وعدد من الحقول في منطقة الرياض كخريص والنعيم، وحقل في منطقة الحدود الشمالية، وترتبط بمنشآت المعالجة والتكرير والتحويل في المدن الصناعية في شرق المملكة وغربها وشمالها، عبر شبكةٍ متشعبةٍ من خطوط الأنابيب.

مصادر نفطية بارزة في السعودية

تُعد بئر الدمام رقم (7) مكمن أول اكتشاف للنفط بكمياتٍ تجاريةٍ في المملكة، وقد أطلق عليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك)، اسم "بئر الخير" خلال زياراته لمنشآت أرامكو عام 1420هـ/1999م، فيما يمثل مكمن الشرورة بمنطقة الحدود الشمالية التابع لحقل أبرق التلول في الجنوب الشرقي من مدينة عرعر، والمكتشف عام 1442هـ/2020م أحدث مواقع التنقيب في في المملكة.

حقل الغوار البري

تحظى المملكة بأكبر حقل نفط تقليدي في العالم، وهو حقل الغوار البري، الواقع في محافظة الأحساء شرقي المملكة، إذ يستأثر وحده بنحو 6.25% من إجمالي الإنتاج النفطي العالمي، وبأكثر من 50% من إنتاج النفط التراكمي في المملكة، التي تضم مياهها الإقليمية في الخليج العربي أكبر حقل مغمورٍ للنفط في العالم، وهو حقل السفانية الذي يحتفظ باحتياطي يصل إلى 34.03 مليار برميل مكافئ نفطي.

ويتركز النفط في المملكة، ضمن منطقتها الشرقية وجنوب الشرقية، بسبب وقوعها ضمن شريطٍ عريضٍ يحوي نحو 60% من احتياطيات النفط العالمي، يبدأ هذا الشريط من شمال العراق، مرورًا بالخليج العربي وسواحله وخليج عمان وسواحل بحر العرب.

عمليات التنقيب عن النفط في السعودية

بدأت أولى عمليات التنقيب عن النفط في السعودية بدايات العشرينات من القرن العشرين، بعد أن منح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط لشركة "جنرال إيسترن سينديكت" في مايو 1923م، إلا أن فشل الشركة في اكتشاف النفط وعجزها عن سداد المستحقات التي عليها إلى الحكومة السعودية في عام 1925م، دفعا الملك عبدالعزيز إلى إلغاء امتياز الشركة في 1926م.

اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط

دعمَت اكتشافاتُ النفط في منطقة الخليج العربي، خاصة في جبل دخان بالبحرين، على بعد 70 كلم من الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية تكهناتِ تَوارِي النفط داخل أراضيها، الأمر الذي دفع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى توقيع اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط مع الشركة الأمريكية "ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)" في عام 1352هـ/1933م، التي ما لبثت أن انبثقت عنها شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني (كاسوك) لتنفيذ كل شؤون التنقيب في المملكة.

نشطت في ثلاثينات القرن العشرين عمليات استكشاف وحفر الآبار في المملكة، وفي أواخر الثلاثينات أبحرت من ميناء رأس تنورة أول شحنة نفط من السعودية، ثم توسعت عمليات التنقيب وزاد عدد الحقول في مطلع أربعينات القرن العشرين، وظهرت بوادر النمو والازدهار الاقتصادي القائم على العوائد النفطية، وخلالها تغير اسم الشركة القائمة بالأعمال النفطية في الأراضي السعودية، لتسمى: شركة الزيت العربية الأمريكية.

ما إن انتصف القرن العشرون، حتى انتقلت الشركة من مقرها في نيويورك إلى مدينة الظهران، وأصبحت المملكة تنتج أكثرَ من مليون برميلٍ من النفط الخام يوميًّا، وفي عام 1409هـ/1988م، تغير اسم الشركة إلى شركة الزيت العربية السعودية، وتنامى إنتاجها اليومي من النفط حتى  حققت أعلى إنتاجٍ تاريخي من النفط الخام في يومٍ واحد، نحو 12.1 مليون برميل، في 9 شعبان 1441هـ/2 أبريل 2020.

تطور بعض مدن المنطقة الشرقية بالتزامن مع تنامي إنتاج النفط

نمت واتسعت حواضرُ مدنيَّةٌ كانت قرًى على مقربةٍ من آبار وحقول النفط، كمدينتي الخُبر والجبيل، ونشأت الظهران التي بدأت بوصفها مجمعاتٍ سكنيةً للعمال والموظفين في أرامكو السعودية، وإلى جانب المكاتب الرئيسة للشركة تأسست جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1383هـ/1963م، المتخصصة في مجالات العلوم والهندسة، ويُستقطب خريجوها للعمل في وظائف الصناعة النفطية.

تأسيس مدن صناعية لتنمية الصناعات النفطية والبتروكيماوية

تأسست مدنٌ صناعيةٌ لتنمية الصناعات النفطية والبتروكيماوية، أقدمُها مدينة الجبيل الصناعية في محافظة الجبيل بمنطقة الشرقية، وأحدثُها مدينة وعد الشمال الصناعية في منطقة الحدود الشمالية.

نشاط الموانئ السعودية في شحن النفط ومشتقاته

ازدهرت الموانئ وافتُتحت أخرى لشحن النفط ومشتقاته وتصديرها على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر، كميناء رأس تنورة الذي صُدِّرت عبره أولُ شحنةٍ من النفط السعودي عام 1358هـ/1939م، وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، وميناء الملك فهد الصناعي بينبع، وميناء رأس الخير.

النفط في الأدب السعودي

حضر النفط والتحولات الاجتماعية والاقتصادية من بعده في فنون الأدب السعودي، كالشعر والرواية، فتارةً يُستعاض عنه بالطفرة وأحوالها، وتارةً يُذكر بصريح العبارة، كقول الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد عام 1419هـ/1998م، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية):

يقولون "البدو والنفط"      أنا من نفطنا ممنون

سبقنا به سنين العمر          وعدينا به الحرمان