محافظة فَيفاء، هي إحدى محافظات منطقة جازان، جنوب غربي المملكة العربية السعودية، ورابع أصغر المحافظات من حيث عدد السكان، يعيش فيها 1.4% فقط من سكان منطقة جازان، ويقدر عددهم بـ 19,346 نسمةً وفقًا لتعداد السعودية 2022.
فيفاء محافظة جبلية، تقع ضمن النطاق الأكثر ارتفاعًا من منطقة جازان، على المرتفعات الغربية لجبال السروات، وعلى بعد 120 كلم شمال شرقي مدينة جازان مقر الإمارة، وبارتفاع يزيد على 1800م عن سطح البحر.
يرتبط أهالي جبال فيفاء ببيئتهم الجبلية التي عاشوا فيها على مدى أجيال عبر التاريخ، ويتميزون بلهجة خاصة بهم لا يفهمها سواهم، ولا يستطيع التحدث بها غيرهم، وقد وجد الباحثون أن معظم مفردات هذه اللهجة تنتمي لأصول اللغة العربية الفصحى القديمة، ولكنها تأثرت في لهجتها باللغة الحِميَرية القديمة التي كانوا يتحدثونها.
يتركّز النشاط الأساس لأهالي فيفاء على الزراعة وتربية الماشية كمصدرين للدخل، وتمتاز المحافظة بغطاء نباتي كثيف ومتنوع تنتشر فيه الأشجار المعمّرة والنباتات العطرية، فتزرع الأشجار العطرية والحبوب بأنواعها والخضراوات والفواكه، ومنها: السفرجل والعنب والليمون والجوافة والتمر الهندي، إلى جانب تربية النحل، حتى عُرفت جبال فيفاء بجودة منتجاتها من العسل بأنواعه: السدرة والقتاد والسمرة، وغيرها، كما زرع الأهالي منذ القدم البن المعروف بجودته العالية.
التنمية في محافظة فيفاء
شهدت محافظة فيفاء عديدًا من مشروعات التنمية والخدمات والبنية التحتية، ومن ذلك قطاع النقل، حيث يستخدم سكان المحافظة وزائروها مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجازان، وهو أقرب المطارات إليها، يقع على بعد 95 كلم، وهو مطار إقليمي تصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 900 ألف مسافر سنويًّا.
توجد في المحافظة أيضًا شبكة طرق تربطها بالمحافظات المجاورة، منها: طريق (صبيا - العيدابي) الذي يربط بين المناطق الساحلية وأبرز المحافظات الجبلية، وطريق (فيفاء - العيدابي - الداير) ويخدم قطاعًا سكانيًّا كبيرًا في منطقة جازان، إضافة إلى طريق (حقو - فيفاء).
جبال محافظة فيفاء
أدّى تعدد المواقع الجبلية في محافظة فيفاء إلى وصفها بأرض الحدائق المعلقة، وهي تشارك غيرها من محافظات منطقة جازان ذات الطابع الجبلي في برودة أجوائها خلال فصل الشتاء، واعتدال مناخها في فصل الصيف، ما يجعلها محط أنظار السكان والزائرين.
غالب تضاريس محافظة فيفاء هي مناطق جبلية تمتاز بمتنزهاتها وقممها العالية ومنها: العبسية، واللغثة، والكدرة، وبقعة الوشل، والسرة، وقرضة، والسمّاع الذي يُعدُّ من المواقع المميزة في جبال فيفاء، حيث يستطيع الزائر من خلاله أن يطل على بقعة "العذر" ذات المناظر الساحرة، والنفيعة ووادي الحجوري والدفرة، كما يمكنه مشاهدة الجبال المجاورة ومناطق السهول، ورؤية مدن "جازان، وصبيا، وأبوعريش"، وسد وادي جازان والعارضة وغيرها من المواقع.
من الجبال البارزة أيضًا في المحافظة جبل "العبسية"، وهو أعلى قمة في جبال فيفاء، ويطل على معظم أنحاء الجبال ومن جميع الجهات، وعلى مناظر خلابة ومدرجات زاهية الخضرة، أمّا "الخطم" فهو موقع يرتكز في بقعة حيدان، ومنه يستطيع الزائر مشاهدة جبال بلغازي والمدرجات والمزارع.
التراث في محافظة فيفاء
يعود تاريخ محافظة فيفاء إلى حقب تاريخية قديمة، وقد اشتهرت المحافظة منذ القدم بنمطها العمراني الخاص من خلال البيوت الحجرية ذات التصاميم الأسطوانية، والتي تنوعت بين بيوت وقلاع وحصون تزيد أعدادها على 500 بيت حجري، لا تزال كثير منها صامدة لتشهد على تاريخ وحضارة شيّدها الآباء والأجداد.
يضم متحف فيفاء العديد من الشواهد والآثار التاريخية للمحافظة وبقية المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، وقد أمضى صاحب المتحف حسين بن يحيى الفيفي نحو 30 عامًا ليجمع أكثر من 2000 قطعة تراثية عن حياة الأهالي القديمة من أدوات للزراعة والحرْث والحصاد، وأوانٍ للطبخ وإعداد القهوة، والصناعات الجلدية، والأسلحة القديمة، وأدوات الكيْل والملابس التراثية والحُلي النسائية القديمة.
يمكن للسيّاح وزوار محافظة فيفاء أن يشاهدوا تراث المحافظة في سوق "النفيعة"، وهو من أول الأسواق بالمحافظة، ولا يزال يحافظ على طابعه التقليدي وبساطة دكاكينه ومعروضاته من التراث الجبلي القديم، وهناك أيضًا سوق "حقو فيفا" الذي أنشأته بلدية المحافظة وفق الطراز المعماري والخدماتي الحديث، والذي يوفّر الخدمات البلدية لمرتادي السوق والساحات الشعبية الواسعة التي تقام بها مناسبات وفعاليات المحافظة في الأعياد والمناسبات.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة