مشروع القدية

مشروع القِدِيّة، هو مشروع ترفيهي سعودي، يهدف إلى أن يكون أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة العربية السعودية والعالم، أعلن عن إنشائه ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان في 10 رجب 1438هـ /7 أبريل 2017م. يقع جنوب غرب العاصمة الرياض على مساحة إجمالية تبلغ 376 كلم2، وهي مساحة أكبر من ديزني لاند الأمريكية بثلاث مرات.

يعد صندوق الاستثمارات العامة المستثمر الرئيس في المشروع، إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين، وتشرف على تنفيذ المشروع شركة القدية للاستثمار التي أنشئت عام 1439هـ/ 2018م، ومن المتوقع أن تصبح القدية بعد اكتمالها أكبر الوجهات الترفيهية في العالم.

يأتي المشروع ضمن الخطط الهادفة إلى دعم رؤية السعودية 2030، بابتكار استثمارات نوعية مستدامة ومتميّزة داخل المملكة، تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وخلق مناطق وظيفية جديدة لاستيعاب مزيد من الطاقات الشبابية.

يعتمد المفهوم الأصلي لمشروع القدية على إقامة مدينة تكون بمثابة عاصمة للترفيه والرياضة والفنون، وسيحتوي المخطط العام لها على أكثر من 300 منشأة ترفيهية وتعليمية موجودة في خمس مناطق مختلفة، صممت وفق تخطيط دقيق ليتكامل مع المناظر الطبيعية المذهلة لموقع القدية التاريخي.

ولد مشروع القدية في 10 رجب 1438هـ /7 أبريل 2017 كجزء من رؤية 2030، وهو عبارة عن برنامج مستدام للازدهار طويل الأجل. وفي 12 شعبان 1439هـ/28 أبريل 2018م وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر الأساس للمشروع، حيث تم بث حفل التدشين على شاشات التلفزيون بحضور جمهور محلي وعالمي مميز. اعتمد مشروع القدية في بنائه على خمس ركائز أساسية تشمل: الرياضة والصحة، الطبيعة والبيئة، المتنزهات والوجهات الترفيهية، الحركة والتشويق، الفنون والثقافة، ومن خلال ذلك يُعمل على المشروع على أن يكون عاصمة للترفيه والرياضة والفنون.

يقع مشروع القدية على بعد 45 كلم من وسط مدينة الرياض، و70 كلم من مطار الملك خالد الدولي، و10 كلم من آخر محطات مشروع مترو الرياض. ويبلغ إجمالي مساحة المشروع 376 كلم2، بينما المساحة المقرر تطويرها تبلغ 223 كلم2. ومساحة المشروع أكبر من ديزني لاند الأمريكية بثلاث مرات، ومن المتوقع أن تصبح أكبر الوجهات الترفيهية في العالم، وستُشكّل المساحة المبنية من القدية نحو 30% من المساحة الإجمالية للمشروع، على أن تكون المساحة المتبقية منها للمعالم الطبيعية.

يعبر مشروع القدية عن أصالة وتاريخ المكان الذي انطلق منه، إذ يعود تاريخها إلى قرون من الزمن، فكانت منذُ زمنٍ بعيد قرية تمتد بطول أحد طرق التجارة والحج التي تمر عبر شبه الجزيرة العربية. وعن الشعار فقد اعتُمِدَ للمشروع شعارٌ يعكس الطبيعة الجبلية والتضاريس الجغرافية لمنطقة المشروع، إضافة إلى ألوانه التي ترمز إلى طبيعة المنطقة الترفيهية.

يدعم مشروع القدية رؤية السعودية 2030 من خلال تأسيسه كوجهة سياحية عالمية لجذب السياحة المحلية والإقليمية، مما يجعلها مساهمًا رئيسًا في تنويع مصادر الدخل الوطني غير النفطي، كما يحقق مشروع القدية عدة أهداف أخرى تشمل: تطوير وجهة عالمية لكافة سكان المملكة من  مواطنين ومقيمين، إضافة إلى الزوار من جميع أنحاء العالم، وتقديم حزمة من العروض الترفيهية والرياضية والفنية المتنوعة والتجارب الاستثنائية، كما يسهم في خلق فرص وظيفية في القطاعات الجديدة، مثل الضيافة والسياحة والترفيه، كما يحسن المشروع أنماط الحياة عبر الفرص التي يطرحها وتخدم التحول في المملكة، وكذلك في جذب اهتمام السوق العالمية وإقبالها على المملكة.

صورة تخيلية لطبيعة وبيئة مرافق مشروع القدية في الرياض. (المركز الإعلامي لمشروع القدية)

طُوّر المخطط الرئيس لمشروع القدية بالتعاون مع شركة Bjarke Ingels Group الدنماركية التي عُرِف عنها تطوير مشاريع ترفيهية وتراثية وثقافية عالميًّا، وصُمّم هذا المشروع ليتكامل مع طبيعة الموقع ويعززها، إذ يحتوي على تصاميم متعددة تُراعي جودة الحياة وتحفز على المشي والاكتشاف والاستمتاع بالأنشطة المختلفة في الترفيه والرياضة والفن. وتتألف القدية من خمس مناطق تطويرية رئيسة، هي: منطقة الترفيه، ومنطقة مركز المدينة أو قرية القدية، والمنطقة البيئية، ومنطقة الحركة والتشويق، ومنطقة الجولف. كما تتصل مناطق المشروع بعضها مع بعض من خلال مجموعة من وسائل النقل المتطورة، أو ممرات المشي، أو مسارات ركوب الدراجات أو الحافلات أو المركبات ذاتية القيادة.

تمثل منطقة "منتجع الترفيه" قلب القدية، حيث ستضم أربع مناطق سياحية مغلقة بمنطقة مركزية مخصصة للمحلات التجارية والمطاعم والترفيه، بما في ذلك 6 فلاجز القدية الممتدة على مساحة تبلغ 32 هكتارًا، إضافة إلى مجموعة من المرافق الفندقية المميزة، مع إطلالة مميزة على منتجع الترفيه من على ارتفاع 200م. وستقام بجوار هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 15 هكتارًا، منطقة رئيسة مفتوحة للترفيه في الهواء الطلق، تدعم استضافة مختلف الفعاليات، بسعة تتراوح من 5,000 إلى 40,000 زائر بمفهوم الحدائق الطبيعية، تتخللها مرافق للتزلج على الجليد.

 يشكل مركز المدينة الذي يقع على سفوح جبال طويق قرية متعددة المميزات مخصصة للرياضة والفنون، كما أنها ستكون وجهة مثالية تجمع بين العمل والإقامة والترفيه والاسترخاء، حيث يتكون بناؤها من مجموعة من المجمعات السكنية والتجارية ومتاجر التجزئة، بينما تربط سكة حديدية معلقة بين منطقة مركز المدينة والقدية، إضافة إلى أن مركز المدينة سيكون موطنًا للألعاب الرياضية المختلفة، حيث سيضم مجموعة متنوعة من الملاعب الرياضية، بما فيها ملعب رياضي مغلق متعدد الاستخدامات بسعة 18 ألف مقعد، واستاد رياضي يقع على سفح الجبل بسعة 20 ألف مقعد، ومركز رياضي للألعاب المائية، ومركز رياضي آخر مؤهل لاستضافة مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات الرياضية الفردية.

أعدِت منطقة الحركة والتشويق لتكون الوجهة المفضلة لعشاق رياضة السيارات ومحترفيها، كما ستكون منطقة التعلم الرئيسة للباحثين عن الأنشطة والتجارب عالية السرعة، وتضم المنطقة حلبة السرعة. كما ستُبنى حلبة لسباقات السيارات وفقًا لمعايير الاتحاد الدولي للسيارات من الدرجة الأولى، ومن خلالها ستكون القدية قادرة على استضافة العديد من المسابقات الرياضية العالمية، ومجموعة واسعة من الأنشطة بحلول عام 2030م. كما تضم منتجعًا للسباقات الخاصة، ومنتجعًا سكنيًّا خاصًّا بمضمار السباق، وموتورسبورت بيزنس بارك، وواحات للتكنولوجيا والهندسة.

توفر المنطقة البيئية لزوارها فرصة لاستكشاف أسرار البيئة الصحراوية من خلال التجارب المميزة في قلب الطبيعة والحياة الفطرية. وتمثل المنطقة البيئية عالمًا جديدًا غنيًّا بالمناظر الخلابة والمغامرات الخارجية التي تمنح مرتاديها تجربة لا تنسى، تشمل مشاهدة الحيوانات في بيئتها الطبيعية، والقفز المظلي من قمة الجبل، والهايكنج، وحبل الانزلاق، كما تضم المنطقة مسارات للدراجات الجبلية، ومنتجع تخييم، ومنتجع "إكو لودج".

تقع منطقة الجولف في منتصف القدية، وتمتد من حافة المدينة عند نقطة التقاء مركز المترو مع مركز العبور، وتستمر إلى ساحة الجرف، حيث تتلاقى أجمل المناظر ونقاط الربط معًا حول مركز الفنون الأدائية في القدية، كما يمنح موقعها الزوار مشاهد بانورامية للمشروع عبر مجموعة من المرافق السكنية والترفيهية، التي تشمل ملعب جولف للبطولات يتألف من 18 حفرة، وناديا، ومنتجعًا فندقيًّا فاخرًا وسبا ومرافق للفروسية، يمكن الوصول إليها جميعًا من الفلل والمنازل.

وينقسم مجمع الجولف إلى منطقتين رئيستين: خاصة وعامة، حيث ستضم المنطقة الخاصة عروضًا سكنية حصرية ومنتجعًا فندقيًّا وصحيًّا راقيًا، إضافة إلى ملعب جاك نيكولاس لبطولات الجولف​​، أول ملعب مميز في المنطقة، حيث سيكون مزودًا بأحدث تقنيات الري، كما تضم المنطقة العامة مجتمعًا​ متكاملًا يقدم مجموعة متنوعة من الرياضات وخيارات التجزئة والمطاعم الرائعة، وناديًا اجتماعيًّا، ومجمعًا سكنيًّا يشتمل على فلل ومنازل ومنتجعات خاصة وفندق ومنتجع صحي للجولف ومرافق فروسية.

صورة تخيلية لمضمار سباق السيارات في مشروع القدية. (المركز الإعلامي لمشروع القدية)

يشتمل مشروع القدية على عدد من المرافق الترفيهية، بما في ذلك المتنزهات الترفيهية والمتنزهات المائية والمناظر الطبيعية والأنشطة الثقافية، والمناطق الرياضية ومسارات ركوب السيارات والدراجات. ويتطلع المشروع بعد انتهائه  إلى أن يكون قادرًا على استضافة عدد من المسابقات الرياضية العالمية، ومجموعة واسعة من الأنشطة بحلول عام 2030. كما تضم المرحلة الأولى من المشروع أكثر من 45 مشروعًا متنوعًا و300 نشاط عبر قطاعات الفنون والإبداع والضيافة والترفيه والرياضة.

تعد 6 فلاجز القدية المدينة الترفيهية الأولى من نوعها في المملكة، تمتد على مساحة 320.000م2،  وتضم 28 لعبة، منها 10 ألعاب للبالغين، و18 لعبة للعائلات والأطفال، تتوزع على ست مناطق، هي: "مدينة البخار" الواقعة على مفترق طرق بين الماضي والمستقبل. "منطقة حدائق الغسق"، وهي مصممة حصريًّا للزوار الصغار وعائلاتهم، وتضم عددًا من الألعاب، منها: قطار ملاهي الغسق، ولعبة مطاردة الفراشة، ولعبة جولة المنطاد. أما "منطقة الينابيع الغامضة" فهي بمثابة أرض العجائب المائية الغنية بالشلالات والقنوات المائية والينابيع الحارة، وكذلك النباتات والأشجار النادرة. ومن مناطق فلاجز القدية كذلك "مدينة التشويق"، وهي مدينة تمثل تجسيدًا حقيقيًّا لجوهر رؤية السعودية 2030، تميزها إطلالتها على مناظر مفعمة بالحيوية، كما تضم لعبة رحلة الصقر التي تعد أطول وأسرع وأعلى أفعوانية في العالم، إضافة إلى "منطقة وادي الثروات"، وهي أرض مغامرات صائدي الثروات الذين جابوا العالم قديمًا بحثًا عن كنوز دفينة، وتضم عدة ألعاب، منها: لعبة قطار ملاهي نافثة اللهب، البرج الدوار، لعبة طائري الوادي. و"منطقة المعرض الكبير" التي تعيد زوارها إلى ذكريات الماضي والزمن الجميل، حيث تضم أجواء الكرنفالات وأسواق التجارة التقليدية التي تمتزج مع أعظم مآثر العلم والتكنولوجيا، وتضم عدة ألعاب، منها: قطار ملاهي "السفينة الدوارة"، لعبة دوامة الخيول العربية.

وصُممت جميع الألعاب ومناطق الجذب في فلاجز القدية حصريًّا لمدينة القدية، إذ تجسد التراث الثقافي الغني للموقع والمملكة بشكلٍ عام، كما تضم خمس ألعاب حصرية ستسجل 10 أرقام قياسية جديدة، من أبرزها "رحلة الصقر"، وهي أطول وأسرع وأعلى قطار ملاهٍ في العالم، وقطار ملاهي "نافثة اللهب"، وهو أعلى قطار ملاهٍ بشكل قبعة مقلوبة في العالم، إلى جانب السفينة الدوارة، وهي أعلى قطار ملاهٍ من نوعه في العالم، بالإضافة إلى برج سيروكو، أعلى لعبة "صاروخ" في العالم، و"جيروسبين"، وهي أعلى لعبة بندول في العالم.

وعن الشركة التي تولت أعمال المشروع، عملت شركة Six Flags، التي تعد أكبر شركة مدن ترفيهية إقليمية في العالم، على العمل على مشروع فلاجز القدية، والذي يعد أكبر استثماراتها الأجنبية خلال 50 عامًا منذ تأسيسها، حيث قامت الشركة بتنفيذ تصاميم لمتنزهات وألعاب ومعالم جذب خصيصًا وحصريًا لمشروع القدية الترفيهي.

صورة تخيلية لساحة الهضبة ومركز الفنون المسرحية في مشروع القدية. (المركز الإعلامي لمشروع القدية)

يمثل إحدى مناطق الجذب السياحي في القدية، إذ يعد أول متنزه ألعاب مائية في المملكة، والأكبر من نوعه في المنطقة، صُمم بطريقة تتوافق مع الثقافة والتراث الغني للمملكة على مساحة تبلغ 252 ألف م2، يضم 23 لعبة ومنطقة جذب، من بينها سبع ستكون الأولى من نوعها في العالم، تتوزع على 9 مناطق رئيسة، وهي: البوابة الرئيسة، وصخرة الجمل، وكهف الضب، ووادي الأمواج، والمغارة، ووادي الأفاعي، والقمة العربية، وأراضي الرعي، وبحيرة الركمجة. كما سيكون متنزه الألعاب المائية الوحيد في العالم الذي يقدم مزيجًا من الألعاب الجافة والمائية، بالإضافة إلى توفير أحدث المرافق للسباقات والمنافسات لمحبي الرياضات المائية.

تشكل حلبة السرعة إحدى مناطق الجذب الرئيسة لعشاق رياضة السيارات في القدية، فقد تم بناء الحلبة حول مضمار سباقات فورمولا 1 المصنف من الدرجة الأولى. وستكون حلبة السرعة موطنًا لعدد من أنشطة رياضة السيارات المليئة بالإثارة، مثل الكارتينج وتجارب الجمهور وتجارب القيادة، والكثير غير ذلك.

صُمم ملعب جاك نيكولاس لبطولات الجولف ليكون وجهةً مفضلةً للمنافسة بين نخبة من لاعبي الجولف العالميين، ويعدُ أول ملعب جولف في المنطقة يصممه لاعب الجولف العالمي جاك نيكولاس، حيث سيقام ملعب الجولف الجديد على بعد 40 دقيقة من قلب العاصمة السعودية الرياض، مُحاطًا بجمال المناظر الطبيعية الخلابة في القدية وجبل طويق. وسيعمل جاك وشركته جاك نيكولاس المختصة بتصميم مسارات ملاعب الجولف بتصميم الملعب ومسارات الجولف، ضمن نادٍ خاص يقع داخل مجتمع سكني حصري في قلب مشروع القدية.

يقدم مركز الفنون المسرحية في القدية مسرحًا متعدد الاستخدامات، يعد الأول من نوعه في المملكة، إذ يتيح لمرتاديه مجموعة من الأنشطة المسرحية تضم مزيجًا متنوعًا من فنون الأداء والبرامج التعليمية إلى التدريب المهني وبرامج الفنانين المقيمين.

يشكل مجمع الفنون في القدية موطنًا لمجموعة واسعة من الأنشطة المخصصة لجميع أشكال الفنون، منها: العروض الفنية الغامرة، والمعارض الإبداعية، وعروض الأزياء، إضافة إلى الحفلات الموسيقية والأنشطة والفعاليات الموقتة. كما يمنح مجمع الفنون الزوار مساحة واسعة للتعرف على ثقافة المملكة وتراثها العريق، حيث تتم مشاركة الفنون فيه مع العالم، كما أنه يسهم في خلق فرص للباحثين عن طرق للتعلم والتوسع لصقل مهاراتهم، حيث يوفر مجمع الفنون مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية.

تقع ساحة المهرجانات في قلب منتجع الترفيه وتحيط بها مجموعة واسعة من المناظر الطبيعية والمساحات الواسعة الخضراء. وتحتضن الساحة مجموعة واسعة من الأحداث والحفلات الموسيقية والعروض والمهرجانات، كما تستضيف في مرافقها العصرية الفرق المحلية والعالمية لتقديم عروض فنية وأغنيات جماعية وفردية، كما تضم الساحة مجموعة واسعة الخيارات من المطاعم المفتوحة.

يأتي مشروع القدية ضمن الخطط الهادفة إلى دعم رؤية السعودية 2030، إذ يعد ضمن سلسلة من المشاريع العملاقة التي أُطلقت لتقليص الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني. كما يعمل على تحقيق أثر اقتصادي من خلال إعادة توجيه مليارات الدولارات التي ينفقها السعوديون على السياحة الخارجية سنويًّا إلى الداخل.

يعد مشروع القدية مكونًا رئيسًا في رؤية السعودية 2030، إذ يعمل على تحقيق هدف اقتصادي واجتماعي مزدوج، يتمثل في دفع مسيرة التنوع الاقتصادي وإثراء حياة الشباب في المملكة، إضافة إلى ابتكار استثمارات نوعية مستدامة ومتميّزة داخل المملكة، تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وخلق مناطق وظيفية جديدة لاستيعاب مزيد من الطاقات الشبابية.

وتأتي القدية محققةً لعدد من المبادئ الأساسية لرؤية 2030، وهي: دفع تنويع الاقتصاد الوطني، مضاعفة إنفاق العائلات على الترفيه والسياحة، توفير فرص وظيفية جديدة لشباب المملكة، تمكين المرأة والشباب، إضافة إلى المساهمة في تعزيز أنماط حياة أكثر صحة، وتعزيز ثقافة الشركات الناشئة.

يسعى مشروع القدية إلى تسخير توجهات السياحة الدولية الخارجية من أجل مضاعفة إنفاق الأسرة على الترفيه داخليًّا، من خلال الاستحواذ على حصّة من الـ30 مليار دولار التي ينفقها السعوديون سنويًّا خارج البلد. ومن المتوقع أن يصل عدد زوار القدية سنويًا بحلول عام 2030 إلى 17 مليون زائر، وتوفر أكثر من 25 ألف فرصة عمل، تسهم في الاقتصاد السعودي بنحو 17 مليار ريال سنويًا بحلول نهاية ذلك العام.

أنشئت شركة القدية لتقود عملية إدارة وتطوير مشروع القدية بالكامل، حيث أعلن عنها في 4 رمضان 1439هـ/ 21 مايو 2018م، كشركة مساهمة مقفلة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة تحت مسمى "شركة القدية للاستثمار".

كما تم الإعلان في عام 1442هـ/ 2021م عن خطط لبعض أهم الأصول الرئيسة في القدية، بما في ذلك ملعب بطولات الجولف، وقطار ملاهي رحلة الصقر، التي ستكون من أبرز معالم متنزه Six Flags القدية الترفيهي. وتم منح عقود تتجاوز قيمتها ملياريْ ريال سعودي، وذلك لشركات سعودية، كما تم الإعلان عن شراكة استراتيجية مع شركة ديتاساد السعودية.

منحت شركة القدية للاستثمار في عام  1443هـ/2021م عقد إنشاء متنزه Six Flags لشركة بويج باتيمون إنترناسيونال - الفرنسية، وهي شركة متخصصة في مشاريع البناء المعقدة على الساحة العالمية منذ نحو 50 عامًا، وتنتشر أعمالها عبر خمس قارات في نحو 30 دولة.

طُوّر المخطط الرئيس للمشروع بالتعاون مع شركة "بيارك إنجلز جروب" الدنماركية، التي عُرِف عنها تطوير مشاريع ترفيهية وتراثية وثقافية عالميًّا، كما صُمّمت القدية لتتجانس مع طبيعة الموقع الفريدة وتعززها.

تعاقدت شركة القدية للاستثمار مع شركة  ALEC للهندسة والمقاولات لتنفيذ أول متنزه ترفيهي للألعاب المائية في المملكة والأكبر من نوعه في المنطقة، وتتبع الشركة لمؤسسة دبي للاستثمارات (ICD)، وتعمل في قطاع البناء والأعمال ذات الصلة في دول مجلس التعاون الخليجي وإفريقيا.