حقل بقيق هو حقلٌ نفطيٌّ بريٌّ سعودي يضم أكبر مرفق لمعالجة الزيت، وأكبر معمل لتركيز النفط الخام في العالم، وهو المركز الرئيس لأعمال معالجة النفط الذي تنتجه شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، ويُعد من أوائل حقول النفط المُكتشفة في المملكة العربية السعودية.
تاريخ إنتاج حقل بقيق
يقع الحقل في المنطقة الشرقية، بدأ إنتاج النفط منه في بداية أربعينات القرن العشرين الميلادي، بعد تدفق النفط لأول مرة في المملكة من بئر الدمام رقم 7 بثلاثة أعوام، ويفصل بينه وبين مدينة الظهران، مقر إحدى الشركات الرائدة والمتكاملة في مجال الطاقة والكيميائيات على مستوى العالم (أرامكو السعودية)، نحو 48 كلم، ويقع في الجهة الغربية منه حقل الغوار، أكبر حقل نفط تقليدي في العالم.
ظهر النفط من موقع بقيق، بين مدينتي الظهران والهفوف، حيث حُفرت أول بئر استكشافية فيه عام 1359هـ/1940م، ثم توقفت أعمال الحفر فيها جراء تداعيات الحرب العالمية الثانية، وبحلول عام 1362هـ/1943م حُفرت في الحقل ثلاث آبار نفطية، قُدر إنتاج أولاها بنحو 9 آلاف برميل نفط يوميًّا وقتها. وخلال ثماني سنوات من اكتشاف النفط فيه، قفز إنتاج حقل بقيق إلى أكثر من نحو 140 مليون برميل يوميًّا.
معامل حقل بقيق
تُعد معامل حقل بقيق حلقة وصل بين منشآت وحقول المملكة النفطية، حيث تستقبل النفط الخام المر من معامل فرز الغاز في الحقول المجاورة، ليعالج في مرافق الحقل ويحول إلى نفطٍ خامٍ حلو، تمهيدًا لنقله إلى الجبيل ورأس تنورة وينبع.
نشأة مدينة بقيق
نشأت مدينة بقيق - موطن الحقل - إثر ظهور الزيت فيها، حيث بدأت بوصفها سكنًا لموظفي أرامكو عام 1366هـ/1946م، وتمددت خلال 60 عامًا حتى وصل عدد سكانها عام 1443هـ/2022م إلى 64.6 ألف نسمة.
قبل تشغيل شبكة الغاز الرئيسة في المملكة أوائل ثمانينات القرن العشرين، كان لأحد معامل حقل بقيق السابقةُ في الاستفادة من الغاز الطبيعي المصاحب، ففي عام 1375هـ/1955م كان يُعاد حقن الغاز بعد فصله عن النفط، بطاقة 200 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًّا، وتستخلص سوائله لتوريدها للأسواق المحلية أو بغرض التصدير.
الموقع الاستراتيجي لحقل بقيق
يمر بحقل بقيق خط التابلاين، أول موقع تسجله هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة بوصفه موقع تراث صناعي وطني، وقد شُغِّل عام 1370هـ/1950م على امتداد 1,648 كلم شمالًا ناقلًا النفط بين الدول العربية، ابتداءً من المنطقة الشرقية في المملكة، وانتهاءً بصيدا في لبنان، حيث كان الحقل موقع المعالجة الرئيس لمعالجة معظم النفط المنقول عبر الخط، حتى توقف عن العمل عام 1411هـ/1990م.
يقطعُ الحقلَ من الناحية الغربية خطَّا أنابيب الزيت الخام والغاز الطبيعي شرق - غرب المحليَّان، اللذان يمتدان من رأس تنورة شرق المملكة حتى مدينة ينبع الصناعية غربها.
الاختبارات ذات الصلة