مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، هي إحدى المبادرات التي أعلن عنها ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في شعبان 1442هـ/ مارس 2021م، لحماية الأرض والبيئة، وعكس مسار التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقليص تأثيرات الحرارة المرتفعة على الفرص ومستوى جودة الحياة في المنطقة.
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر هي مسعىً إقليمي تقوده المملكة العربية السعودية للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ على المنطقة، والعمل المشترك لتحقيق أهداف العمل المناخي العالمي. من خلال توسيع التعاون الإقليمي وإنشاء بنية تحتية كفيلة بخفض الانبعاثات وحماية البيئة في المعركة العالمية ضد تغير المناخ.
ركائز مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
تستمد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر أهدافها البيئية الاستراتيجية من خلال 3 ركائز أساسية، تتمثل في الإشراف البيئي، ونقل المعرفة والحلول المستقبلية المبتكرة لقضايا المناخ؛ لضمان وضع حلول جذرية ترتقي بمستوى البيئة، وتنعكس على استدامة البيئة، وارتفاع مستويات جودة حياة الإنسان.
وتعد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر نقطة انطلاق نحو مشاركة الجهود من خلال توحيد العمل لتوسيع نطاق الالتزامات المناخية لحماية المنطقة مناخيًّا، ومساعدتها في تنفيذ خططها المستقبلية في المجالات المناخية، بما يسهم في تحقيق مستقبل أفضل للمنطقة وسكانها.
الدول الداعمة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر
باعتماد مبدأ كوكب الأرض أولاً، تتيح مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إحداث أثر إيجابي يتجاوز مجال البيئة، ويساهم في خلق فرص اقتصادية ضخمة. وتحظى المبادرة بدعم دولي واسع بقيادة السعودية، يشمل الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، السويد، اليونان، البرازيل، باكستان، الهند، الكويت، الأردن، الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، العراق، قطر، مصر، البحرين، الإمارات، سلطنة عمان، جيبوتي، تشاد، تنزانيا، جنوب أفريقيا، اليمن، فلسطين.
أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
تهدف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لغرس 50 مليار شجرة في جميع دول منطقة الشرق الأوسط (من بينها 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية)، إضافةً إلى استصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة والعناية بها عن طريق التشجير، للإسهام في خفض الانبعاثات الكربونية في العالم بنسبة 2.5%، فضلًا عن المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية المرتبطة بإنتاج النفط والغاز في المنطقة لأكثر من 60%.
مؤسسة المبادرة الخضراء
أطلقت المملكة العربية السعودية مؤسسة المبادرة الخضراء، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى دعم وضمان تنفيذ أهداف مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
المشاريع الفرعية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر
تتضمن المشاريع الفرعية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر منصةً تعاونية لتسريع تنفيذ مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون، صندوقَ استثمار إقليميا مخصصا لتمويل الحلول التقنية للاقتصاد الدائري للكربون، مركزا إقليميا لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، مركزا إقليميا للتنمية المستدامة لمصايد الأسماك، مركزا إقليميا للتغير المناخي، مركزا إقليميا للإنذار المبكر بالعواصف، برنامج بذر سحابي إقليمي يهدف إلى زيادة معدّل هطول الأمطار بنسبة 10-20% انطلاقًا من خط الأساس الحالي، مبادرة إقليمية لحلول الوقود النظيف لأغراض الطهي، من أجل توفير حلول غذائية نظيفة لأكثر من 750 مليون شخص حول العالم.
قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
تشكل قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إحدى عناصر المبادرة لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون بين قادة المنطقة في تحقيق الالتزامات البيئية المشتركة بينهم، من خلال تكثيف الجهود لمجابهة التحديات المناخية داخل وخارج حدودها، والاتفاق على آليات العمل وأسسه بأعمال القمة في ربيع الأول 1443هـ/ أكتوبر 2021م بالعاصمة السعودية الرياض.
وتعمل قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر على تشكيل تحالف لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط، وهو أول تحالف من نوعه في المنطقة، إضافةً إلى وضع أسس دبلوماسية المناخ، وتعزيز الإرادة السياسية اللازمة لإحداث تغيير جذري، فضلًا عن تعزيز الاستثمار ونقل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة، وتوفير منصة تجمع بين المعرفة ورأس المال.
قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2021
انطلقت النسخة الأولى من الاجتماع الدوري لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لمناقشة تغير المناخ، وتوحيد جهود الدول لمكافحة التغير المناخي، والمحافظة على كوكب الأرض، في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض في 19 ربيع الأول 1443هـ/25 أكتوبر 2021م.
شاركت في القمة مجموعة من الدول، منها الكويت، والأردن، والجزائر، والمغرب، وتونس، واليمن، والعراق، وقطر، ومصر، وفلسطين. واتفق قادة الدول المشاركة على عقد القمة دوريًّا لمتابعة تطور إنجاز أهداف المبادرة.
قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022
برئاسة مشتركة بين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، انطلقت في 13 ربيع الآخر 1444 هـ / 7 نوفمبر 2022 م النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة شرم الشيخ.
وانطلقت فعاليات قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بالتزامن مع انعقاد قمة قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP27) وسط مشاركة كبار القادة في العالم، بمن في ذلك رؤساء الدول والحكومات من مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط، ودول المشرق العربي، وأفريقيا، والشركاء الدوليون.
وسعت الدول المشاركة في القمة إلى تحقيق المستهدفات الإقليمية التي دعت إليها السعودية في القمة الافتتاحية للمبادرة، والمتمثلة في تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10% من الإسهامات العالمية، وزراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، وفق برنامج يعد أكبر البرامج لزراعة الأشجار في العالم.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة