مبادرة مستقبل الاستثمار، هي منتدى استثماري سنوي، تأسس على يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في عام 1439هـ / 2017م. أصبح يُطلق عليه في الإعلام اسم "دافوس الصحراء"، يستضيفه صندوق الاستثمارات العامة سنويًّا في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ويناقش اتجاهات ومستقبل الاقتصاد العالمي وبيئة الاستثمار في العقود المقبلة.
تعمل المبادرة على استغلال الفرص الاستثمارية وتحفيز الابتكار وتفعيل التقنيات المتقدمة، إضافة إلى استكشاف ومعالجة التحديات العالمية، وهي مكان لالتقاء المستثمرين والقادة القادرين على تشكيل مستقبل الاستثمار العالمي.
أهمية مبادرة مستقبل الاستثمار
انطلقت النسخة الأولى من المنتدى في عام 2017م الذي شهد تقلبًا في أسعار النفط وتقدمًا كبيرًا على صعيد تقنيات الطاقة والبيئة، بهدف حثّ المستثمرين على البحث عن مصادر جديدة لجني العوائد والأرباح من جانب، ومن جانب آخر ليكون منصة أساسية لتشجيع التواصل العالمي بين المستثمرين والمبتكرين والحكومات، إضافة إلى قادة القطاعات الاقتصادية.
ناقش المنتدى حين التأسيس تحديات تنويع الاقتصاد من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة، بمشاركة كبار المسؤولين في الطاقة عالميًّا، وكان بينهم وزير الطاقة السابق المهندس خالد الفالح، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة الرئيسة التنفيذية لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع، رايتشل كايت.
شهدت النسخة الأولى من المنتدى الإعلان عن إطلاق مشروع نيوم "مدينة المستقبل"، وهي منطقة اقتصادية مستقلة، بقيمة مالية تبلغ 500 مليار دولار، ستنشأ على أراضي ثلاث دول، هي المملكة العربية السعودية ومصر والأردن. كذلك تضمنت موضوعات النقاش الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والعملات المشفرة وتغير المناخ.
استضاف المنتدى نحو 3800 مشارك من 90 دولة، رجال أعمال، ورؤساء تنفيذيين ومسؤولين حكوميين واقتصاديين، وكان من أبرز المشاركين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخزانة الأمريكي سابقًا ستيفن منوشين، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي السابقة كريستين لاغارد، والرئيس التنفيذي لمجموعة سوفت بنك ماسايوشي سون.
عوائد مبادرة مستقبل الاستثمار
في النسخة الثانية للمنتدى التي عقدت عام 2018م بعنوان "خارطة طريق للقرن الثاني والعشرين"، وتابعها أكثر من 2.6 مليون مشاهد أثناء البث المباشر للمؤتمر، جذب المنتدى عددًا من الشركات العالمية في مجالات الطاقة والتقنية، والقنوات الأجنبية والوكالات العالمية. وأبرمت خلال تلك النسخة اتفاقيات تجاوزت قيمتها 225 مليار ريال.
في كلمة أمام المؤتمر، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: الدول العربية شهدت تطورًا كبيرًا على مستوى اقتصادها في السنوات الماضية، والشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة خلال خمس سنوات قادمة، مضيفًا "هذه حربي التي أقودها، ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأنا أرى الشرق الأوسط في مقدمة مصاف العالم".
تميز المنتدى بشكل خاص بتبنيه الأفكار المبتكرة، مثل استكشاف نماذج جديدة للابتكار والاستثمار، تسهم في تعزيز العوائد المالية وتدعم الاستدامة في جوانب الحياة، وتأسيس الأنظمة وتبني الثقافة التي تسهم في تشجيع أفضل الممارسات البشرية في عصر التقنية.
في عام 2019م استضاف المنتدى في نسخته الثالثة نحو 6000 مشارك من 110 دول، إضافة إلى 275 متحدثًا ونحو 30 شخصية دولية بارزة، منهم كبير مستشاري البيت الأبيض سابقًا جاريد كوشنر، وعدد من المسؤولين في عدة دول عربية وأوروبية.
انعقدت النسخة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار في عام 1442هـ/ 2021م تحت عنوان "النهضة الاقتصادية الجديدة"، إذ ناقش المشاركون تمكين الذكاء الاصطناعي في النهضة الاقتصادية، والتحديات العالمية في مجالات الرعاية الصحية والتغير المناخي، وتأثر أكثر من مليار طفل بإغلاق المدارس عقب جائحة كورونا، وفي المبادرة أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال جلسة للحوار بعنوان "مستقبل الرياض" عن استراتيجية لتطوير مدينة الرياض، كجزء من خطط تنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد.
المنتدى يستثمر في الإنسانية
في عام 1443هـ/2021م استضافت الرياض أعمال الدورة الخامسة لمبادرة مستقبل الاستثمار 2021 تحت عنوان"الاستثمار في الإنسانية" بمشاركة أكثر من 2000 بعثة، و5 آلاف مشارك من صناع القرار، وقادة شركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم.
ناقشت هذه النسخة التي جاءت بعد تخفيف قيود جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) كيفية الاستثمار في المياه النظيفة، والتعليم، والصحة العامة، والمساواة بين الجنسين، ومحاربة الفقر، خاصة في الدول التي لم تستطع الوصول إلى لقاح كورونا.
المنتدى يمكّن لنظام عالمي جديد
شهدت النسخة السادسة في عام 1444هـ/2022م التي انعقدت تحت شعار "الاستثمار في الإنسانية.. تمكين نظام عالمي جديد"، مشاركة 6000 مشارك من دول العالم، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل وخارج المملكة، وبلغ عدد جلساتها 180 جلسة عقدت بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة، تم خلالها مناقشة موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيواقتصادي والمساواة في عالم غير متساوٍ.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة