مصفاة ساسرف

مصفاة ساسرف، أو شركة مصفاة أرامكو السعودية الجبيل (ساسرف)، هي شركة سعودية مملوكة بالكامل لأرامكو السعودية. تقع المصفاة في مدينة الجبيل الصناعية، وتُعد من كبريات المصافي العالمية التي تتميز باحتوائها واستخدامها للتقنية العالية في عملياتها التشغيلية، حيث تضم المصفاة وحدتين للتكرير عاليتي التقنية، هما وحدة التكسير الهيدروجيني ووحدة التكسير الحراري، ولهما خاصية التحويل الكامل للزيت الخام إلى مشتقات بيضاء عالية الجودة وذات ربحية.

تعود بدايات المصفاة إلى عام 1981م، حيث وقعت اتفاقية بين المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين) آنذاك وشركة شل العالمية تقضي بتأسيس مجمع لتكرير البترول في مدينة الجبيل الصناعية، وفي عام 1982م بدأت أعمال الإنشاءات، ثم في عام 1984م اكتملت المصفاة، مع البدء في الوحدة الأولى.

وفي 23 ديسمبر 1986م افتتح الملك فهد بن عبدالعزيز الشركة، وتطورت عملياتها الإنتاجية ليصل إنتاجها في عام 1988م إلى 305 آلاف برميل يوميًا، وحدث التطور التالي في فبراير 1989م بانتقال ملكية حصة بترومين إلى الشركة السعودية العربية للتسويق والتكرير "سمارك" التي انتقلت ملكية حصتها في يوليو 1993م إلى شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) التي استحوذت على كامل حصة شركة شل العربية السعودية المحدودة في 18 سبتمبر 2019م.

تنتج المصفاة النفتا وزيت الوقود عالي الكبريت ووقود الطائرات ووقود الديزل. وتمتلك "ساسرف" وتدير مصفاة تكرير تضم وحدة التكسير بالهيدروجين ووحدة خفض اللزوجة ووحدة زيت الغاز الحراري.

استحوذت أرامكو السعودية على حصة حقوق ملكية شركة شل في مشروع ساسرف المشترك مقابل مبلغ 2.4 مليار ريال، لتزيد صافي الطاقة التكريرية لأرامكو السعودية بمقدار 152.5 ألف برميل في اليوم، وبفضل هذه الصفقة أصبحت أرامكو السعودية المُساهم الحصري في شركة ساسرف، وغيرت اسمها لتصبح شركة مصفاة أرامكو السعودية الجبيل، التي تمتلك وتشغل المصفاة.

أُنشئت المصفاة على أرض مساحتها 2 كلم2، وهي تلتزم بضوابط متشددة لحماية البيئة وتتقيد بإجراءات متطورة لرصد الانبعاثات، وتبلغ طاقة كل وحدة من وحدات تقطير الخام 150 ألف برميل يوميًّا، وطاقة وحدة التكسير بالهيدروجين 52 ألف برميل يوميًّا، وتعد من أكبر الوحدات من نوعها بالعالم، بالإضافة إلى ذلك فيها معمل للمشتقات العطرية ينتج 6 آلاف برميل يوميًّا من البنزين مع وحدة للتهذيب المستمر طاقتها 21,400 برميل يوميًّا.

تشمل مرافق المصفاة كذلك وحدة زيت الغاز الحراري، ووحدة توربين الغاز مع وحدة استغلال الحرارة، ويُعد هذا النظام الأول من نوعه في العالم، وغرفة مراقبة مركزية واحدة تعمل على تعزيز إدارة العمليات في المصفاة، مع المحافظة على السلامة والأداء واعتمادية المعدات. ومن شأن الأنظمة المتطورة لإدارة العمليات زيادة كمية المنتج مع المحافظة على المواصفات نفسها.

يجري ضخ منتجات مصفاة ساسرف المكررة عبر 7 أنابيب تمتد من المصفاة إلى صهاريج التخزين في محطة التصدير التابعة للمصفاة في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، حيث تؤخذ منها العينات وتفحص لضمان مطابقتها للمواصفات المطلوبة قبل التصدير.

تتكون منطقة خزانات المصفاة في الميناء من 25 خزانًا، بطاقة إجمالية تبلغ 1.3 مليون م3، وفي المحطة أيضا وحدة لإطفاء الحرائق، وغرفة مراقبة لمتابعة عمليات الشحن ومراقبتها داخل المحطة، ويمكن لمحطات الضخ البالغ عددها 14 محطة تحميل السفن بمعدل 5 آلاف م3 في الساعة، وتغادر المحطة سفينة واحدة على الأقل يوميًّا محملة بمنتجات المصفاة إلى العالم.

مع أفضل منظومات التشغيل والسلامة، حصلت "ساسرف" في يوليو 2017م على جائزة السلامة من شركة شل على (هدف صفر) لثلاثة أعوام متتالية  (2016م و2017م و2018م).

وحصلت المصفاة كذلك على جائزتين من جوائز رئيس أرامكو للتميُّز لعام 2018م للصحة والسلامة والبيئة، وأيضا على جائزة التميز في القدرة التشغيلية المتاحة. 

وحققت مصفاة ساسرف إنجازًا مهما في عام 2022م، حيث حصلت على أول شهادات اعتماد مستقلة في العالم لإنتاج الأمونيا الزرقاء والهيدروجين الأزرق.