
ميناء الدفي الأثري، ويطلق عليه أيضًا ميناء ثاج، هو ميناء أثري يعود إلى القرن الثالث الميلادي، كان تابعًا لمملكة الجرهاء، ويُعد جزءًا من موقع الدفي الأثري في مدينة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. واكتُشف الموقع بين عامي 1404 - 1408هـ/1984 – 1988م، فيما اكتُشف الميناء عام 1432هـ/2011م.
موقع ميناء الدفي الأثري
يقع ميناء الدفي الأثري حاليًا داخل حرم الكلية الصناعية في الجبيل الصناعية التابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع. ويبعد موقع الدفي الأثري عن مدينة الجبيل البلد نحو 14 كم، ويحيط بالموقع سور تبلغ مساحته 60 ألف م2، مقابل ساحل البحر، ويصل ارتفاع التلال الأثرية عن سطح البحر إلى ما بين 5 و6 م. وأدى الميناء دورًا في ربط شرقي الجزيرة العربية بحريًا بعدد من الحضارات عبر طرق التجارة البحرية.
أهمية ميناء الدفي الأثري
ازدهر ميناء الدفي الأثري خلال فترة مملكة الجرهاء التي سادت في شرقي الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، ويُرجح أنه يعود إلى فترة القرن الثالث قبل الميلاد. وأجرى فريق مكون من 40 مختصًا وخبيرًا من الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقًا) بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومؤسسة التراث الخيرية، أعمال مسح وتنقيب أثري وتوثيق لموقع الدفي، وتأهيله ليكون متحفًا مفتوحًا يحافظ على الآثار المُكتشفة فيه.
نتائج التنقيب في موقع الدفي الأثري
كشفت أعمال التنقيب في موقع الدفي الأثري عن مبان سكنية مترابطة، مبنية بحجارة مُشذبة، واستخدمت في البناء مونة صلبة مُستخلصة من الجير. كما اكتُشف وسط هذه المباني طريق يمتد شرق - غرب، وتتوسط أغلب المباني أحواض دائرية بقطر 1.5 م، مُشيدة من حجارة مُشذبة بأرضية ترابية، تستخدم لتخزين الأغذية.
ويحيط في موقع الدفي الأثري سور مُشيد من حجارة كبيرة كُشف جزء منه في الناحية الشمالية للموقع. وعُثر على لقى أثرية خلال أعمال التنقيب، منها مباخر، وأوان فخارية، وعظام أسماك وكائنات بحرية، ودمى طينية. وحدد الباحثون من خلال دراسة طبقات الموقع ثلاث مراحل استيطانية واضحة المعالم، ما يرجح أن الاستيطان في موقع الدفي يعود إلى المراحل المبكرة من مملكة الجرهاء.
واكتشف المنقبون في موقع الدفي الأثري سبع مجموعات معمارية متباعدة، تمثل كل منها مجموعة أبنية متجاورة ومتلاصقة، لكل بناء مدخل مستقل، ويحوي فناء وغرفة أو غرفتين وتنتشر في الأقبية وقرب المداخل الخارجية أفران ومواقد دائرية الشكل مبنية بالحجارة الصغيرة بقطر 70 سم، مبطنة بجرار فخارية، وتتشابه المباني في بعض الخصائص التقنية والمعمارية البناء من مادة الحجر البحري (الفروش)، واستخدم الطين في ربط الحجارة ببعضها كمونة، كما استخدم الجير المحروق في تعبئة الفراغات.
وعُثر في أرضية إحدى غرف موقع الدفي الأثري على أجزاء من ملاط من الجص الأبيض، كما عثر في الموقع على هاون (مهباش) من النحاس، مع طقم أيد نحاسية، إضافة إلى أوان فخارية وزجاجية وأدوات طبية نحاسية وأخرى مُصنعة من الحديد وأخرى لصيد الأسماك، وإضافة إلى العمل في البحر؛ اشتغل السكان في صناعة العطور والعقاقير، إذ تتوافر في الموقع أدوات طحن وخلط العقاقير والمواد العطرية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة