تم نسخ الرابط بنجاح

جغرافيا مدينة مكة

saudipedia Logo
جغرافيا مدينة مكة
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق

جغرافيا مدينة مكة المكرمة، هي جميع العوامل والمؤثرات والظواهر الطبيعية والعوامل البشرية والمعالم الطبيعية في مدينة مكة المكرمة، وكل ما له صلة بدراسة طبيعة الأرض من حيث البنية الجيولوجية والظواهر الطبيعية والظواهر البشرية والمناخ. 

طبيعة تضاريس مكة المكرمة

يُطلق على مدينة مكة المكرمة العاصمة المقدسة، لاحتضانها البيت الحرام قبلة المسلمين، وتُعد تضاريسها من أصعب التكوينات الجيولوجية، فأغلبها متكونة من صخور بركانية، ضمن تشكيلات الدرع العربي التي منها جبال مكة المكرمة، وتتنوع تلك التضاريس بين التلال والجبال والأودية. ويمكن تقسيم هذه التضاريس إلى ثلاثة أقسام: غربي، وأوسط، وشرقي، فيما يتسم طقسها ومناخها بالجفاف وارتفاع الحرارة صيفًا، ويعتدل شتاءً مع هطول أمطار قليلة. 

الحدود الجغرافية لمدينة مكة المكرمة

مدينة مكة المكرمة هي العاصمة الإدارية لمنطقة مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية، وتقع على خط دائرة عرض 21 درجة و27 دقيقةً وخط طول 39 درجةً و49 دقيقةً، وعلى ارتفاع نحو 280 م فوق سطح البحر، تحدها من الشمال محافظة الجموم، ومن الشرق محافظة الطائف، ومن الجنوب والغرب محافظتا بحرة والجموم. 
وتبعد مدينة مكة المكرمة عن جدة نحو 73 كم، وعن الطائف 87 كم، وعن المدينة المنورة 450 كم، وعن العاصمة الرياض 990 كم. ويبلغ عدد سكان العاصمة المقدسة وفقًا لتعداد السعودية 2022م، نحو 2,427,924 نسمةً، وهو ما يمثل نحو 30% من سكان منطقة مكة المكرمة.

مساحة مدينة مكة المكرمة

تمثل العاصمة المقدسة نحو 2.14% من إجمالي مساحة منطقة مكة المكرمة، إذ تمتد بطول يصل لنحو 77.5 كم من الشمال للجنوب، وبعرض نحو 89 كم من الشرق للغرب، وتبلغ مساحتها نحو 3004 كم2، ويَحتضنُ وادي إبراهيم الخليل مركز مدينة مكة المكرمة، وينحصر بدوره بين سلسلتين جبليتين متقاربتين من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية، وتتألف السلسلة الجبلية الشمالية من جبل الفلق، جبل قعيقعان. وتبدأ السلسلة الجنوبية من جبل أبي حديدة غربًا وتتجه جنوبًا نحو جبل كدي ثم جبل أبي قبيس في الجنوب الشرقي فجبل خندمة الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية على طريق جدة - الطائف.

التركيب الجيولوجي لمدينة مكة المكرمة

يعرف الممر الطبوغرافي الذي نشأت مدينة مكة المكرمة فيه منذ القرن الخامس للميلاد باسم "جوف مكة" ويقع عند نقطة التلاقي ما بين وادي التنعيم ووادي مكة. وشكل هذا الموقع الجبلي نمط التوسع الحديث للمدينة، التي بدأت بالنمو من المنطقة المركزية للمسجد الحرام، التي يقل ارتفاعها عن ارتفاع معظم أنحاء المدينة. 
أما أودية مدينة مكة المكرمة فتغطيها ترسبات الحصى والرمل، ومعظم هذه الأودية التي تتشكل منها مكة المكرمة، تتبع في تكوينها حركات الصدوع والانكسارات التي مرَّ الدرع العربي بها على مر الأزمنة الجيولوجية القديمة. 

تضاريس مدينة مكة المكرمة

تتنوع تضاريس مدينة مكة المكرمة ما بين تلال وجبال وأودية، وتُقسم هذه التضاريس إلى ثلاثة أقسام، هي: الغربي والأوسط والشرقي، ويتراوح ارتفاع التضاريس في القسم الغربي للمدينة ما بين 200 و250 م، وقد يصل ارتفاع بعض قمم الجبال إلى 400 م فوق سطح البحر، في حين يفوق ارتفاع تضاريس القسم الغربي 300 م، ويضم عددًا من الجبال التاريخية منها: جبل ثور الذي ترتفع قمته إلى 759 م، وجبل قعيقعان الذي يصل ارتفاعه إلى 427 م، وجبل خندمة الذي يبلغ ارتفاع قمته 420 م، وجبل أبي قبيس ويصل ارتفاعه إلى 372 م.
فيما يرتفع القسم الشرقي من مدينة مكة المكرمة ليتجاوز 400 م فوق سطح البحر، ويحتضن قممًا جبلية يزيد ارتفاعها على 800 م، منها جبل الطارقي الذي يقع شرقي مشعر منى، ويصل ارتفاع قمته إلى 900 م، وهو الجبل الأعلى قمة في جبال مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. 

مناخ مدينة مكة المكرمة

يتسم طقس العاصمة المقدسة بالجفاف والحرارة الشديدة صيفًا، وبالدفء والجفاف شتاءً مع هطول أمطار قليلة، إذ تتجاوز درجة الحرارة 48 درجةً مئويةً صيفًا، في حين يعتدل مناخها شتاءً فتنخفض إلى 18 درجةً مئويةً، وأسهم موقع مدينة مكة المكرمة البعيد نسبيًّا عن المسطحات المائية الكبيرة، في تسجيلها أعلى معدلات درجات الحرارة على مستوى العالم، إذ بلغ مُعدل درجة الحرارة السنوي 29.9 درجةً مئوية. 
ونتيجة لمتغيرات مراكز الضغط الجوي التي تُعد أحد أهم العوامل المؤثرة في الرياح التي تهب على مدينة مكة المكرمة، وموقع المدينة وتضاريسها التي تؤدي دورًا رئيسًا ومهمًّا في اتجاهات الرياح، وحسب الدراسات التي أُجريت على مكة المُكرمة؛ فإن الرياح التي تهب على المدينة تأتي من الجهة الشمالية، والجهة الشمالية الغربية، والجهة الجنوبية الغربية، ويبلغ متوسط سرعة الرياح في مكة المكرمة أقل من ثلاث عقد، أي: ما يُعادل 5.6 كم في الساعة، في حين سجل أعلى متوسط سرعة رياح عند 36 عقدة، وهو ما يعادل 66.7 كم في الساعة، ويتراوح متوسط سرعة الرياح العادي ما بين 4 و4.5 عقد في الساعة.
ورياح مدينة مكة المكرمة: شمالية غربية جافة صيفًا رطبة، وفي الشتاء تكون ممطرة، ورياح شمالية شرقية حارة جافة صيفًا دافئة شتاءً، ورياح جنوبية غربية موسمية ممطرة. 

أمطار مدينة مكة المكرمة

تُعد الأمطار في مدينة مكة المكرمة قليلة، وهي عادة ما تنتج عن الرياح الشمالية الغربية، أو الجنوبية الغربية الموسمية الممطرة، ويتراوح معدل الأمطار الهاطلة على مكة المكرمة ما بين 25 و80 ملم سنويًّا. 
ومعدل الرطوبة العام في مدينة مكة المكرمة منخفض، ويعود ذلك إلى طبيعتها الصحراوية الجافة، وحسب آخر الإحصاءات الرسمية المُسجلة فإن أعلى نسبة رطوبة وفق المعايير المناخية كانت 57% في حين بلغ أدنى نسبة رطوبة 32%. 

تاريخ مدينة مكة المكرمة

تتمتع مدينة مكة المكرمة بأهمية دينية، بصفتها المدينة المقدسة لأكثر من خُمس سكان العالم، الذين يتوافدون إليها لأداء مناسك الحج والعمرة، وهي مكان ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويقتصر دخول المدينة على المسلمين، كما تُعدُّ من أقدم المدن في العالم، وقد ورد اسمها في المصادر اليونانية والسريانية والرومانية القديمة، إذ يُطلق عليها في اللغة السريانية "مكرابو"، وفي اللغة الآشورية "مكا"، وفي اللغة السبئية القديمة "مكرابا"، وجميع هذه التسميات تعني "المدينة المقدسة". 
وتلتقي في مكة المُكرمة أفئدة ملايين المسلمين من شتى بقاع الأرض، فهي مهبط الوحي، وفيها المسجد الحرام وكعبته المُشرفة؛ قبلة المسلمين ومقصد الحجاج والمعتمرين. 
وفي إطار تطوير نظم المعلومات الجغرافية للعاصمة المقدسة، توفر أمانة العاصمة المقدسة خرائط المشاعر المقدسة وبياناتها الجغرافية، من خلال خدمة المستكشف الجغرافي التي تقدمها وزارة البلديات والإسكان، وهي خدمة تضم مجموعة من الخرائط التعريفية لكل أمانة من الأمانات التابعة لمناطق أو محافظات السعودية، ومنها أمانة العاصمة المُقدسة، إذ جرى جمع كل البيانات المكانية للمنطقة، وبُنيت قاعدة بيانات جغرافية للمشاعر المقدسة، صُنِّفت وقُسِّمت إلى فئات حسب الجهة التابعة لها، مع إخراجها على خرائط رقمية وورقية.