تم نسخ الرابط بنجاح

طريق الحج الشامي

saudipedia Logo
طريق الحج الشامي
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

طريق الحج الشامي أو طريق التبوكية، هو الطريق البري التاريخي الذي كان يربط بين دمشق في بلاد الشام ومكة المكرمة غربي شبه الجزيرة العربية قديمًا، كانت تسلكه قوافل الحج والتجارة، وشكل المعبر الرئيس للجيوش الإسلامية في طريقها إلى فتح بلاد الشام، ومسار الرحلة الأولى للحجاج الشاميين إلى مكة المكرمة بعد ظهور الإسلام.

يربط طريق الحج الشامي بلاد الشام بالأماكن المقدسة، وعرف باسم التبوكية نسبة إلى تبوك التي يمر عليها، ويبدأ مساره من دمشق، ويمر بأذرعات، ومعان والمدورة (سرغ)، ثم حالة عمار، ثم ذات الحاج في تبوك، ثم الأقرع، ثم الأخضر (محطة المحدثة)، ثم محطة المعظم، ثم الحجر، ثم العلا ثم قرح.

مسار طريق الحج الشامي

يتحدد مسار طريق الحج الشامي في الوقت الحاضر داخل النطاق الجغرافي لثلاث دول عربية، هي: الجمهورية العربية السورية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية.

تمثل دمشق نقطة البداية على طريق الحج الشامي، وتعد بلدة الكسوة أول منازله، وهي قرية صغيرة تقدر المسافة بينها وبين دمشق بنحو 19.3 كم، ثم يتجه جنوبًا حتى يصل إلى بلدة أذرعات المعروفة اليوم بدرعا، التي كانت آخر محطات الحاج في بلاد الشام.

ثم يسلك الحجاج المسار الأردني، وهو الطريق الذي ينطلق من بلدة خان المفرق المعروفة اليوم بالمفرق في الأردن، وينتهي عند بلدة سرغ التاريخية في محافظة معان جنوبي الأردن، على الحدود السعودية الأردنية.

ويبدأ مسار الطريق داخل الحدود السعودية من مركز حالة عمار شمالًا باتجاه الجنوب، وهي أول منازله وتُعرف هذه المنزلة بعلَم عمودي الشكل يرتكز على قاعدة بيضاوية، وللمسار في الأراضي السعودية تسعة منازل، هي: حالة عمار وذات حاج، وتبوك، والمحدثة، ثم الأقرع والحِجر والمابيات وبدر، ثم جدة آخر منزلة قبل مكة المكرمة.

وبالنظر إلى خريطة المملكة في الوقت الحاضر، فإن الطريق التاريخي يسير عبر أراضي سبع مدن سعودية، هي: تبوك، والعلا، والمدينة المنورة، وبدر، ورابغ، وجدة، ومكة المكرمة.

محطات طريق الحج الشامي

تعد المنطقة المعروفة حاليًّا بالعلا المحطة البارزة على مسار طريق الحج الشامي، إذ تقع في المنتصف بين دمشق ومكة المكرمة، ونمت داخل حدودها خلال العصرين الأموي والعباسي، بفعل الحركة على الطريق، مدينة قرح التاريخية، التي أشار إليها الرحالة في كتبهم على أنها واحدة من مدن الازدهار في الحجاز، إضافة إلى الشواهد الأثرية لمدينة الحِجر التاريخية حاضرة الأنباط في شبه الجزيرة العربية.

شهد الطريق أول الجهود الخيرية المُقدمة لخدمة الحجاج، عندما أمر الخليفة عمر بن الخطاب في السنة الـ17 هـ بعمارة عين تبوك لسقيا الحجاج. يضم الطريق آثارًا إسلامية ما تزال معالمها باقية، ومنها: عين تبوك وبركة معظم بين العلا والمدينة، وقلعة المدورة، وقلعة القطرانة.

تغير طريق الحج الشامي تاريخيًا

ظل طريق الحج الشامي على مساره حتى القرن السادس الهجري، ومع اندثار بعض المدن الواقعة على امتداده وتلف جزء من معالم الطريق، سلكت القوافل مسلكًا حديثًا كان الحاج يتجه فيه من بعد العلا صوب سهل المطران، بدلًا من وادي الجزل ثم زمرد، ويتجه جنوبًا حتى يصل إلى المدينة المنورة.