تم نسخ الرابط بنجاح

طريق الحج المصري

saudipedia Logo
طريق الحج المصري
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

طريق الحج المصري، هو طريق تاريخي كان يربط بين مصر والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة برًّا وبحرًا، سلكته القوافل بقصد الحج والعمرة والتجارة، ومنه انطلقت الرحلة الأولى للحجاج المصريين إلى الأماكن المقدسة، وكان الحجاج يقضون فيه شهرًا كاملًا حتى يصلوا إلى مكة المكرمة.

مسار طريق الحج المصري

يتحدد مسار طريق الحج المصري حاليًا داخل النطاق الجغرافي لثلاث دول عربية، هي: جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية.

بريًّا؛ كانت القوافل تسلك طريقين، أحدهما داخلي، والآخر ساحلي، وكانت الرحلات جميعها تبدأ من القاهرة شمال مصر باتجاه الشرق، ثم تعبر شبه جزيرة سيناء حتى تصل إلى خليج العقبة على الحدود السعودية الأردنية، ومنها إلى الأراضي السعودية.

الطريق الداخلي لمسار طريق الحج المصري

يفترق الطريقان الداخلي والساحلي عند مدين شمالي السعودية، فيتجه الطريق الداخلي جنوبًا مع ميل إلى جهة الشرق قليلًا، ويتخذ من قرى شغب وبدا محطاتٍ له، حتى يصل إلى المدينة المنورة ثم إلى بدر ومكة المكرمة، في حين يتجه الطريق الساحلي جنوبًا مع ميل إلى الغرب بمحاذاة الساحل، ويمر الحاج عبره على مدن الساحل الغربي للسعودية، التي كانت تمثل منازل ومحطات على طول الطريق، منها: عينونا، وضباء، والوجه، ونبط، وينبع، والجار، وينتهي الطريق الساحلي عند جدة، ومنها يتجه الحاج شرقًا إلى مكة المكرمة. وظل الطريق البري الساحلي في خدمة قوافل الحجاج المصريين حتى عام 1301هـ/1884م، وبعد هذا التاريخ عاد الحجاج المصريون مرة أخرى إلى السفر بحرًا من السويس إلى جدة على ظهر السفن البخارية والشراعية.

الأهمية التاريخية لمسار طريق الحج المصري

كان الطريق الداخلي خلال القرنين الأول والثاني للهجرة هو المسار الرئيس لقوافل الحجاج، في حين برز المسار الساحلي في القرن الثالث الهجري واستمر كذلك حتى القرن الخامس الهجري، وبسبب الظروف السياسية آنذاك، التي أسقطت مدينة آيلة، أحد منازل الطريق الرئيسة، في أيدي الصليبيين، تحول السفر بحرًا عبر عيذاب، وظل طريق الساحل لا ينفذ إلى مكة المكرمة نحو قرنين، حتى افتتحته قوافل الحج الرسمية المحملة بكسوة الكعبة لاحقًا عام 667هـ/1269م.

وتتلخص الحركة التاريخية على طريق الحج المصري في ثلاث مراحل، هي: المرحلة التي توقف فيها الطريق بريًّا، وتحول إلى بري بحري تسافر فيه القوافل برًّا حتى عيذاب، ومنها بحرًا إلى جدة، ثم مرحلة الطريق البري الساحلي، فالمرحلة الأخيرة التي انتهى فيها الحاج باستخدام القطار إلى السويس ثم ركوب البحر إلى جدة.

ويضم طريق الحج المصري آثارًا تاريخية باقية حتى الآن، ويحوز المسار الداخلي النصيب الأكبر منها، منها: بركة البدع، وآثار عينونا، وتريم، والمويلح، والآثار على أودية: الغال، وضباء، والهاشة.

ولطريق الحج المصري داخل الحدود السعودية عدة محطات موزعة على المسارين الداخلي والخارجي، وحسب التقسيم الإداري الجغرافي الحالي للسعودية؛ فإن طريق الحج المصري يعبر أراضي: حقل، والبدع، وضباء، والوجه، وأملج، وبدر، والمدينة المنورة، وينبع، ورابغ، ثم جدة ومكة المكرمة، مرورًا في ثلاث مناطق إدارية، هي: تبوك شمالًا، تليها المدينة المنورة، ثم مكة المكرمة.

 النقوش العربية على طريق الحج المصري

وجدت مئات النقوش العربية على هذا الطريق، نقشها الحجاج على صخور في محطاته وعلى طول مساره، تذكارًا لمرورهم، وتوجد أيضًا آثار معمارية ترجع لتلك الفترة، بعضها على مسار الطريق الداخلي، مثل بركة النابع الواقعة جنوب مدينة ضباء، وبركة بدا، وآبار بلاطة، وبعضها الآخر على المسار الساحلي، مثل: بركة مدين، وبركة الجار، فضلًا عن المدن التي كانت عامرة على الطريق، مثل: مدين، وعينونا، والعونيد، والحوراء، والجار، والجحفة، وشغب، وبدا.