تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الإعلام في السعودية
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

الإعلام في السعودية، هو وسائل ومؤسسات الإعلام في المملكة العربية السعودية، سواءً المملوكة للقطاع الحكومي، أو الخاص، الذي بدأ قبيل توحيد السعودية، وتطور لاحقًا لناحية الإمكانات المادية والبشرية، ووضع الأسس التنظيمية والتشريعية وبناء المؤسسات الإعلامية.

تاريخ الإعلام في السعودية

تعود بواكير الإعلام السعودي إلى ما قبل توحيد المملكة العربية السعودية، إذ بدأت مع تأسيس جريدة أم القرى في مدينة مكة المكرمة، عام 1343هـ/ 1924م، في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وكانت أم القرى النواة الأولى في منظومة الإعلام السعودي. وتقتصر فيما تنشره على ما يصدر عن الدولة من قرارات وبيانات حكومية موجهة إلى المواطن السعودي.

وبعد سبع سنوات أضيفت صحيفة صوت الحجاز إلى منظومة الإعلام، وذلك عام 1350هـ/ 1932م، وكانت تصدر في مدينة مكة المكرمة. كما صدرت صحف أخرى فيما عُرف حينها بـ"صحافة الأفراد"، إذ كانت ملكية هذه الصحف تعود إلى أفراد، قبل أن تتحول إلى مؤسسات. فيما شهد عام 1378هـ/ 1958م، دمج الصحف، إذ دُمجت صحيفة حراء مع صحيفة الندوة، وصحيفة عرفات مع صحيفة البلاد. وتبع الدمج إلغاء ملكية الأفراد للصحف، وذلك عام 1383هـ/ 1963م. تنظيميًا؛ ثم الموافقة على نظام المؤسسات الصحفية الأهلية، ومنح امتياز إصدار الصحف عام 1383هـ/ 1964م.

مأسسة الإعلام السعودي الرسمي

بعد توحيد السعودية بأربع سنوات؛ شهدت البلاد عام 1355هـ/ 1936م، إنشاء مجلس الدعاية والحج الذي كان يتبع حينها وزارة المالية؛ وكانت مهمته تتمثل في التصدي إلى الحملات الموجهة ضد السعودية.

وتلا هذه الخطوة صدور مرسوم ملكي ممهور بتوقيع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بتاريخ 22 رمضان 1368هـ / 18 يوليو 1949م، بإنشاء الإذاعة السعودية، وكلف بهذه المهمة نائبه في الحجاز وزير الخارجية آنذاك الأمير (الملك لاحقًا) فيصل بن عبدالعزيز آل سعود. وكانت مهمة الإذاعة الوليدة ربط السعودية في العالم الخارجي، ونشر الثقافة والمعرفة في البلاد. واستعانت السعودية بخبراء سودانيين منتدبين من هيئة الإذاعة السودانية، درّبوا سعوديين على العمل الإذاعي. واستمر البث الإذاعي لفترة من الزمن تحت إشراف هذا الفريق، خصوصًا الإشراف الهندسي وتنسيق البرامج.

وصدر مرسوم ملكي بتاريخ 17 جمادى الآخرة 1374هـ/ 10 فبراير 1955م، بتغيير مسمى الإذاعة إلى المديرية العامة للإذاعة. كما جرى تأسيس المديرية العامة للصحافة والنشر، وربط الإذاعة بها. وبعدها بأربع سنوات تحديدًا عام 1378هـ/ 1959م، صدر نظام المطبوعات والنشر.

إنشاء وزارة الإعلام

تحولت المديرية العامة للصحافة والنشر إلى وزارة الإعلام، لتشرف على وسائل الإعلام، وذلك بمرسوم ملكي أصدره الملك فيصل بن عبدالعزيز بتاريخ 9 شوال 1382هـ/ 5 مارس 1963م. وقد تغير مسمى الوزارة إلى وزارة الثقافة والإعلام، بموجب قرار أصدره مجلس الوزراء السعودي عام 1424هـ / 2003م. وجرى فصل الوزارتين بموجب أمر ملكي صدر بتاريخ 17 رمضان 1439هـ / 2 يونيو 2018م، وذلك بإنشاء وزارة للثقافة وفصلها عن الإعلام، ونقل مهام نشاط الثقافة ومسؤولياته إليها، وتعديل اسم وزارة الثقافة والإعلام، ليكون وزارة الإعلام.

أهداف وزارة الإعلام

تسعى وزارة الإعلام إلى ترسيخ صورة نمطية عن السعودية بوصفها دولة مؤثرة ومنفتحة على العالم. وتقوم استراتيجية وزارة الإعلام على صنع إعلام منافس، بتطوير الصناعة الإعلامية بما يزيد حجم القطاع، ويحقق الإسهامات الاقتصادية، وتنويع المحتوى الإعلامي، ورفع جودته، إضافة إلى تعزيز أثر التواصل الحكومي في السعودية، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن السعودية؛ محليًا، وإقليميًا، وعالميًا.

وتتضمن الأهداف الاستراتيجية لوزارة الإعلام زيادة جودة المحتوى الإعلامي المحلي، ورفع إسهام قطاع الإعلام في اقتصاد السعودية، وتمكين منظومة الإعلام لمواكبة التحولات العالمية، وتعزيز التواصل حول إنجازات وقرارات السعودية وتطلعاتها المستقبلية.

تنظيم الإعلام في السعودية

صدرت عدة مراسيم ملكية وقرارات من مجلس الوزراء السعودي، تتضمن أنظمة وتشريعات لتنظيم الإعلام في السعودية، منها: نظام الإذاعة الأساسي، ونظام المطبوعات والنشر، ونظام المؤسسات الصحفية، وتنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتنظيم وكالة الأنباء السعودية، ونظام الإعلام المرئي والمسموع، وتنظيم وكالة الأنباء السعودية، وتنظيم الهيئة العامة لتنظيم الإعلام.

وصدر نظام المطبوعات والنشر في السعودية، في 3 رمضان 1421هـ/ 29 نوفمبر 2000م، لينظم عمليات المطبوعات والنشر التي تختص بها وزارة الإعلام. ويتضمن الأنشطة الخاضعة للنظام والضوابط والأحكام والعقوبات المتعلقة بعملية النشر والطباعة.

ويغطي نظام المطبوعات والنشر أنشطة عدة، منها: المطبوعات، والمطابع، وخدمات ما قبل الطباعة، والمكتبات، والتصوير الفوتوغرافي، والتسجيلات الصوتية، والإنتاج الفني الإذاعي أو السينمائي أو المسرحي أو التلفزيوني، واستديوهات التلفزيون والإذاعة، والنشر، والتوزيع، والدعاية والإعلان، والخدمات الصحفية، والاستشارات والدراسات الإعلامية، والعلاقات العامة، وأي نشاط تقترحه وزارة الإعلام ويقرّه مجلس الوزراء.

وكالة الأنباء السعودية

يُطلق عليها اختصارًا "واس"، أُسست عام 1390هـ/ 1971م، هي صوت السعودية؛ عربيًا وإسلاميًا وعالميًا، وهي المصدر الأول لتغطية الأخبار والفعاليات في السعودية. وتقدم محتوى إعلاميًا بعدة لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والروسية، والفارسية، والصينية.

تحولت وكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة بقرار من مجلس الوزراء في 7 رجب 1433هـ/ 28 مايو 2012م، وترتبط إداريًا بوزير الإعلام، ولها مجلس إدارة يرأسه وزير الإعلام، ويضم في عضويته ممثلين من عدة جهات حكومية، إضافة إلى اثنين من أصحاب الرأي والخبرة.

الهيئة العامة لتنظيم الإعلام

أُسست باسم "الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع"، بتاريخ 20 رجب 1433هـ / 10 يونيو 2012م، وتغير اسمها لاحقًا إلى "الهيئة العامة لتنظيم الإعلام"، وأصدر مجلس الوزراء السعودي قرار تنظيمها بتاريخ 27 صفر 1445هـ/ 12 سبتمبر 2023م. وتختص بتطوير وتنظيم القطاع الإعلامي في السعودية، بما يضمن الاستدامة والتميز. وتتركز مهمتها في تحسين بيئة الأعمال وضمان جودة المحتوى الإعلامي، بالتنسيق مع الجهات المحلية والدولية ذات الصلة.

وتتمتع الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيميًّا بوزير الإعلام، ومقرها الرئيس في مدينة الرياض، ولها فروع ومكاتب داخل السعودية.

وتهدف الهيئة العامة لتنظيم الإعلام إلى تنظيم قطاع الإعلام في السعودية وأنشطته المختلفة، ونشاط البث الإعلامي، ومراقبة أدائه وتطويره وتشجيع الاستثمار فيه، ووضع ضوابط للمحتوى الإعلامي، وتنظيم وضع العاملين في مجال الإعلام.

هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية

هي هيئة حكومية سعودية، أُسست عام 1433هـ / 2012م، بعد موافقة مجلس الوزراء السعودي على تحويل نشاط الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة. وتتمتع الهيئة بشخصية اعتبارية واستقلالية مالية، وترتبط تنظيميًا بوزير الإعلام. وتسعى لإيصال رسالة السعودية؛ محليًا وعالميًا، بالكلمة والصورة، ورفع مستوى الأداء الإذاعي والتلفزيوني وتطويرهما. وتتبع لها عدة قنوات حكومية؛ تلفزيونية وإذاعية ورقمية. وتشمل: قناة السعودية، وقناة SBC، وقناة الإخبارية، وقناة ذكريات، وقناة القرآن الكريم، والقنوات الرياضية السعودية، وقناة السعودية الآن، وقناة السنة النبوية. كما تتبع للهيئة قنوات إذاعية ورقمية، هي: إذاعة القرآن الكريم، وإذاعة الرياض، وإذاعة جدة، وإذاعة راديو السعودية، وإذاعة نداء الإسلام، وإذاعة الإخبارية، والإذاعات الدولية السعودية. ومن الخدمات الإعلامية التي تقدمها الهيئة: منصة خدمات قطاع الأعمال، ومنصة سيما، ومنصة التسجيل والمشاركة في البرامج، وبوابة تقديم إنتاج الأعمال التلفزيونية، ومنصة المنقولات.