علي الرزيزاء

علي الرزيزاء (ولد 1364هـ/1945م)، هو فنان سعودي، رئيس مجموعة الرياض التشكيلية، تميز بقدرته على تحليل واستلهام الزخارف التقليدية للعمارة النجدية في أعماله الفنية، إذ حول رموز العمارة التراثية إلى أشكال مفككة تنتمي للفن الحديث. شارك في معارض محلية بالمملكة العربية السعودية، وأخرى دولية في أمريكا، وإيطاليا ودول أخرى.

ولد علي الرزيزاء في أشيقر إحدى محافظات منطقة الرياض، وعاش طفولته فقيرًا يتيمًا. أنهى دراسته في معهد التربية الفنيّة بالرياض أوائل السبعينيات من القرن الميلادي العشرين، والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما؛ العاصمة الإيطالية، إذ حصل منها على دبلوم التصميم الداخلي، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.

عمل علي الرزيزاء معلمًا لمدة ثلاثة أعوام في معهد التربية الفنية في الرياض، كما عمل معلمًا في مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية بالتعليم العام، ومشرفًا لمدة ثلاثة أعوام في المراكز الصيفية، وترك بصمته الفنية على من درسوا الفن على يديه، كما عمل مهندس ديكور لمدة ستة أعوام في أمانة منطقة الرياض، وأشرف على تنظيم عدد من المعارض التابعة للأمانة، وعمل على إعداد وتصميم وتنفيذ معرض "الرياض بين الأمس واليوم"، الذي جال على عدد من الدول والعواصم، إضافة إلى عمله محاضرًا في كلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض.

تأثر علي الرزيزاء بالنقوش التي تملأ الجدران وتزين الأبواب والملابس والأسواق والأحياء الشعبية في نجد، فكانت تجذب انتباهه، وتنعكس على أعماله، كما تأثر بالحركة الفنية في إيطاليا خلال دراسته هناك، وبدأ بعد عودته إلى السعودية، التركيز على إنتاج مفردات محليّة، تراهن على المحتوى النجديّ بوصفه إحدى واجهات التنوع في السعوديّة، وتركيب صيغة أصيلة، جامعًا بين الأصالة والمعاصرة في بوتقة التراث. وسجّل التراث المحلي حضورًا في أعماله، وهو ما تجلى في إنتاجه خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، من حيث استخدام الألوان والأشكال الهندسية كرموز، مثل الأقواس، والنقوش الهندسية المتقنة، إضافة إلى الشكل الدائري ونصف الدائري، والأهلّة والخطوط المنحنية، والمثلث، فضلًا عن الأبواب، والجلسات، والأدوات التراثية من دلة وإبريق.

حوّل علي الرزيزاء منزله إلى متحف فني، يجسد رؤيته المستمدة من بيئته النجدية، تحديدًا أشيقر، وزخارف بيوتها الطينية، والأبواب، والشبابيك، والأرضيات، والأسقف، والزخارف، والنقوش، والألوان، والأثاث، إضافة إلى الإضاءة والتهوية. ويحتوي المنزل على أكثر من 50 عملًا لفنانين عالميين وعرب وسعوديين.

ومن إنجازاته تصميمه شعار الاحتفال بمئوية تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1419هـ/1999م. واقتنت شخصيات سياسية عالمية أعمال الرزيزاء، كما تعرف على شخصيات سياسية دولية أخرى أثناء المعارض الخارجيّة.