السياحة الفلكية في السعودية

السياحة الفلكية في السعودية، وتعرف بـ "سياحة مراقبة النجوم"، هي سياحة تقوم على مراقبة السماء والأجرام والنجوم والكواكب بالتلسكوبات وأجهزة الرصد الفلكي، في المواقع الخالية من التلوث الضوئي. وتتميز المملكة العربية السعودية بتنوع طبوغرافي جعلها مقصدًا للمهتمين والهواة في مجال السياحة الفلكية.

تتنوّع مواقع السياحة الفلكية في السعودية، وهي مواقع مناسبة ومهيأة للرصد الفلكي ومشاهدة النجوم بين الصحاري والسواحل والجبال، إذ تمتاز الصحاري بالجفاف وندرة السحب وانعدام التلوث الضوئي، مثل: صحراء الربع الخالي، وصحراء النفود الكبير، وصحراء الدهناء، وصحراء قرية بَجدة غربي منطقة تبوك، فيما تمتاز السواحل إذا كانت نسبة الرطوبة الجوية فيها منخفضة باستقرار في طبقات الجو وانخفاض في درجة الحرارة، مثل: سواحل نيوم وأمالا، وجزر البحر الأحمر، وسواحل الوجه والشعيبة.

وتمتاز المواقع الجبلية في حال صفاء السماء بانعدام التلوث الضوئي ونقاء الأجواء، مثل: جبال الفقرة غربي المدينة المنورة والشّفا والهدا في الطائف، إضافة إلى عديد من المدن، مثل: العُلا، وحائل، وتيماء، وتعمل شركة البحر الأحمر الدولية على جعل مشروع البحر الأحمر محمية عالمية لضوء النجوم، من خلال ابتكار حلول في مجال التصميم الهندسي المستدام، وتطوير استراتيجية تحد من استخدام الضوء غير الطبيعي في مشروع البحر الأحمر ليلًا، مما يؤهلها للانضمام لمحميات السماء المظلمة في العالم.  

وتعمل محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية على تحويل جزء من صحراء النفود الكبير الواقعة ضمن نطاقها إلى محمية فلكية بمعايير عالمية، لتكون واحدة من مناطق السياحة الفلكية في السعودية، وتتيح المحمية فرص دعم الأغراض العلمية والتعليمية والطبيعية والتراثية في المنطقة. حيث لا تقتصر مراقبة السماء ليلًا على مشاهدة النجوم فقط، بل تتيح مشاهدة القمر بمراحله، وتساقط الشهب إلى الأرض، والسدم المتكونة نتيجة انفجار النجوم، التي تحدث ألوانًا مميزة في السماء، إلى جانب التعرف على أسماء النجوم، مثل: الشعرى اليمانية، والنسر، وقلب العقرب، وسهيل، والثريا، إذ تُعد من النجوم البارزة المرصودة بين مئات المليارات من النجوم.

أقامت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بالشراكة مع جامعة تبوك في 1444هـ/2022م، لأول مرة فعالية السياحة الفلكية في الطبيق، إحدى مناطق المحمية، لمشاهدة الحدث الفلكي "التقارب بين القمر والمشتري"، وتستهدف الهيئة إقامة عديد من الفعاليات الفلكية؛ لرصد الأحداث الفلكية ومراقبة النجوم والمجرات، وشملت الفعالية أنشطة متنوعة، منها: تصوير فلكي عبر المناظير الفلكية لاقتران القمر والمشتري ومشاهدة النجوم وشرح لمعلومات فلكية من قبل منسوبي الجامعة.