رقصة الدمة

رقصة الدمة، هي إحدى الرقصات التقليدية جنوبي المملكة العربية السعودية، يؤديها أهالي منطقة عسير في تهامة والسراة في المناسبات الخاصة والعامة، كالمناسبات الوطنية، والأعياد، ومناسبات الزواج. تؤدى بالحركة والصوت والإيقاع كونها من الرقصات التي تثير الحماس بين المشاركين وتظهر القوة والشجاعة في نفوسهم.

 تعتمد رقصة الدمة في أدائها الجماعي على المرونة وسرعة الحركة في تبادل المواقع بين المشاركين أثناء اللعب والاستعراض والأداء المتميز الذي يشارك فيه الشعراء النبطيون بإلقاء قصائدهم البطولية والفخرية والعاطفية والابتهالية والمدائح ومنافستهم في السجال والارتجال التلقائي للشعر، وهو ما يسمونه بشعر الدمة وشعراء الدمة، ويصاحب الغناء واللعب والاستعراض في رقصة الدمة إيقاعاتها السريعة القوية والمؤثرة التي تثير الحماس في صفوف المشاركين فيها بأصواتها العالية، لأنها تؤدى بإيقاعات الزير والزلفة، خاصة حينما تكون الإيقاعات كثيرة ومتعددة لإظهار البهجة لتتماشى مع سرعة الحركات وخفتها في الأداء واللعب واشتداده عند وقع الأقدام وضربها بالأرض بقوة من المشاركين تعبيرًا عن المتعة. كما يقوم بعض المشاركين بالتعبير عن ابتهاجهم بالقفز الحركي المتكرر في الهواء، لإظهار قدراتهم الجسمانية ومهاراتهم ورشاقتهم الاستعراضية.

تحظى رقصة الدمة بمشاركة شيوخ القبائل بجانب الشباب، وخلال الرقص واللعب تطلق الأعيرة النارية في الهواء تعبيرًا عن الفرح والترحيب بالضيوف. ورقصة الدمة إما أن تكون باصطفاف المشاركين والحضور في صفوف متراصة أو تكون حلقات شبه دائرية منتظمة يتوسطهم الشعراء وعازفو الإيقاع ويتقدمهم الشيوخ وكبار السن والأعيان ثم الشباب، ولكلتا الطريقتين ساحة فسيحة في الوسط تكون مضمارًا للعب والاستعراض الجماعي في السير والتنقل وتبادل الأماكن والمواقع بخفة وسرعة في الحركة رغم صعوبتها بتشابك الأيدي والكفوف ولإظهار المواهب والقدرات الإبداعية، فيلقي الشاعر قصيدته من بيت أو بيتين ثم يردد الصف الأول البيت الأول من القصيدة ويتغنى به ثم يردد الصف الثاني البيت الثاني من القصيدة ويتغنى به، ثم العكس حتى يحفظ الجميع البيتين، وهكذا يستمر مع إيقاع الطبول واستعراض المشاركين ثم يأخذ الشاعر الثاني الدور على نفس الطريقة والإيقاع والاستعراض والغناء الجماعي حتى نهاية الحفل.