تم نسخ الرابط بنجاح

العلاقات السعودية البحرينية

saudipedia Logo
العلاقات السعودية البحرينية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

العلاقات السعودية البحرينية، هي العلاقات الدبلوماسية القائمة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وتعود بدايتها إلى عهد الدولة السعودية الأولى، انطلقت من منظور السياسة الخارجية للسعودية القائمة على البحث عن علاقات تحقق مصالح البلاد وتنويع الصلات الدبلوماسية مع جميع الدول، وفقًا للمبادئ التي تقوم عليها السعودية. 

الزيارات السعودية إلى البحرين

كانت أول زيارة رسمية للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى البحرين عام 1348هـ/1930م، ليزور الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين، واستمرت إقامة الملك المؤسس يومين كان فيهما موضع حفاوة وتكريم من الحكام والشعب، وكذلك زار الملك عبدالعزيز البحرين عام 1358هـ/1939م. وفي 10 شوال 1356هـ/15 ديسمبر 1937م، زار الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود (ولي العهد آنذاك)، الشيخ حمد حاكم البحرين، وتوالت الزيارات بين القيادتين منذ تأسيس المملكة العربية السعودية. 

وفي 8 ربيع الأول 1438هـ/7 ديسمبر 2016م، زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مملكة البحرين، واستقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير. وفي عام 1443هـ/2021م زار ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود البحرين.  

واستمرت الزيارات بين القيادتين في جميع المناسبات والإنجازات، وشهد عام 1443هـ/2022م زيارة رسمية للملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى السعودية.

تعزيز العلاقات السعودية البحرينية

تميزت العلاقات السعودية البحرينية بعمقها التاريخي، وتعززت بروابط الدم والإرث والمصير المشترك، وحرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة، لكي تستمر على النهج والمضمون نفسيهما، مما وفر مزيدًا من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة التي تستصحب إرثًا من التقاليد السياسية والدبلوماسية التي أُرسيت على مدى عقود طويلة. 

وتمثل علاقة البلدين ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي، نظرًا لتطابق وجهات النظر بينهما تجاه عدد من قضايا المنطقة، وتعاونهما في التعامل مع التحديات التي تواجهها، كما أن مواقفهما متطابقة تجاه القضايا العربية المشتركة، منها: ملف مكافحة الإرهاب والتطرف، وتطورات الصراع في بعض المناطق العربية. 

وللسعودية والبحرين أدوار قيادية مهمة في المحافظة على السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومكافحة الإرهاب والقوى الداعمة له حول العالم، وتلبيتهما نداء الحكومة الشرعية في اليمن للتصدي لانقلاب الحوثيين. 

وأسهمت العلاقة بين حكومتي السعودية والبحرين في قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وللبلدين دور محوري في الحفاظ على التماسك داخل منظومة مجلس التعاون، وتماشيًا مع الهدف الأسمى لتأسيس المجلس بوحدة الصف الخليجي وقفت السعودية إلى جانب البحرين إبان اندلاع أعمال الشغب في المنامة عام 1432هـ/2011م، وكانت الرياض إحدى القوى المشاركة ضمن قوات درع الجزيرة التي دخلت البحرين لإنهاء هذه الاضطرابات. وعلى مدى عقود شهدت العلاقات بين البلدين زيارات رسمية متبادلة.  

وشكل جسرُ الملك فهد المفتتح عام 1406هـ/1986م والرابط بين البحرين والسعودية دورًا بارزًا في تفعيل سبل تنمية التبادل التجاري، وإزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين، كما شكل الجسر نقطة تحول باتجاه التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. 

وبفضل الإجراءات التي اتخذها البلدان فيما يتعلق بالدخول والخروج عبر جسر الملك فهد، ومنها السماح لمواطني الدولتين بالدخول إليهما ببطاقات الهوية الوطنية وحسب، شهدت الحركة السياحة بينهما تناميًا ملحوظًا، إذ جذب النشاط السياحي البحريني نحو أربعة ملايين زائر سنويًّا، نظرًا للقرب الجغرافي بين البحرين ومدينتي الدمام والخبر الواقعتين ضمن المنطقة الشرقية للسعودية. 

مجلس التنسيق السعودي البحريني

تعززت العلاقة بين السعودية والبحرين تنسيقيًّا، ومن ذلك إنشاء مجلس التنسيق السعودي البحريني عام 2019م الذي يعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. 

العلاقات الاقتصادية بين السعودية والبحرين

تُعد السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين منذ بدء العلاقات بينهما، إذ كان اقتصاد البحرين يعتمد على صيد اللؤلؤ، بينما يستخرج من الشواطئ السعودية ويعرض للبيع في أسواق اللؤلؤ في المنامة، كما تمثل السعودية عمقًا استراتيجيًّا اقتصاديًّا للبحرين، بصفتها سوقًا اقتصادية كبيرة أمام القطاع الخاص البحريني لترويج البضائع والمنتجات البحرينية، كما تمثل البحرين امتدادًا للسوق السعودية في ترويج البضائع والمنتجات السعودية. 

وتُعد البحرين الشريك التجاري الثاني للسعودية بين دول الخليج، والـ12 بين دول العالم، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 1443هـ/2022م إلى 7.2 مليارات دولار، تمثل الصادرات البحرينية إلى السعودية 60% منها. وتجاوزت قيمة الاستثمارات السعودية في البحرين 13 مليار ريال، فيما بلغ عدد الشركات السعودية نحو 896 شركة مساهمة في البحرين تعمل في مجالات السفر، والشحن، والتجارة، والهندسة، وغيرها من المجالات.