قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بالخرج

قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بالخرج، هو أحد القصور التاريخية التي تعود للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يقع في حي العزيزية بمدينة السيح في محافظة الخرج بمنطقة الرياض، وسط المملكة العربية السعودية. أمر الملك عبدالعزيز ببنائه عام 1359هـ/1940م، وكان يستقبل ضيوفه فيه. 

تعد الخرج البوابة الجنوبية للرياض، لذا رغب الملك عبدالعزيز في تحصين هذه الجهة ببناء هذا القصر لصد أي تمرد محتمل، إذ تتميز الخرج بعدة مزايا، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لكل طامع يريد السيطرة على اليمامة ونجد، منها مواردها الطبيعية المتمثلة في خصوبة أراضيها ووفرة عيونها المائية، فأنشأ الملك المؤسس مشروع الخرج الزراعي، كما أنشأ مقر إقامة له في الخرج، يمضي فيه بعض الوقت كل عام، لمتابعة المشروع الزراعي، ولكي ترتاض أصائل خيله، كذلك تمتاز الخرج بمواقع أثرية بارزة يرجع تاريخ بعضها إلى 500 ق. م، مثل المدافن الأثرية ومواقع "البنة" الأثرية في اليمامة، التي كانت تمر بها القوافل في رحلتها من الشام إلى اليمن والعكس.

ومدينة السيح هي العاصمة الإدارية لمحافظة الخرج، ومركزها الإداري والاقتصادي. أسست بعد توحيد السعودية بمبادرة من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وشهدت قفزات تنموية، وتتمتع بمزايا ومقومات اقتصادية جاذبة للاستثمار، وتحتضن منشآت اقتصادية وحكومية مهمة.

شُيد قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بالخرج على مساحة تصل إلى 1725م2، وهو مكون من طابقين، وبُني على الطراز المعماري الإسلامي، واستخدم البناؤون الأحجار المغطاة بالجص، والطين اللبن وجريد النخل وخشب الأثل. ويحتوي القصر على شرفات متنوعة، وأطلق عليه وزير المالية آنذاك عبدالله بن سليمان الحمدان اسم "قصر مشرف"، بسبب إطلالته على بعض البلدات والقرى الواقعة شمالي السيح.

توجد في القصر فتحات مستطيلة تستعمل للإنارة الطبيعية في الثلث العلوي من الجدران الخارجية، وتقابل كل فتحة نافذة كبيرة في الثلث السفلي من الطابق الثاني، مقاسها 70×150 سم، مما أضفى على القصر لمسة جمالية، وزُخرفت أبوابه بزخارف تحتوي على أوراق نباتية متكررة. كما زُين بالزخارف والعقود المزخرفة والألوان المميزة.

وبُني القصر على مرحلتين، على يد ابن دحيم البقري من أهالي الأحساء، وبنى الجزء الشرقي من القصر البنّاء إبراهيم النشمي، الذي أصبح أميرًا للخرج.

خصص الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الجهة الغربية من القصر لاستقبال الضيوف ولأعمال الحكومة، وخُصصت الجهة الشرقية للعائلة وسكنه الخاص، وبُني بين القصرين جسر يبلغ طوله 160م. يحتوي القصر على فناء مربع الشكل، واستخدم فيه خشب جُلب من إقليم البنجاب، ووُضعت تحت الجسر مخازن للأطعمة والأسلحة.

ويحتوي القصر على خمس وحدات معمارية متماثلة لناحية التصميم ومواد البناء وعدد الطوابق، وساحته مربعة الشكل، وتحتوي على أعمدة تحيط بالساحة من جميع الجوانب. كما يحتوي على ثلاثة أسوار: الخارجي ثم سورين داخليين، وإلى جانب القصر مبنى آخر يتكون من طابقين مطلي بالجص ونوافذه زجاجية كبيرة، تتوجها فتحات نصف دائرية.

نفذت الهيئة العامة للسياحة والآثار (وزارة السياحة حاليًا) عام 1430هـ/2009م، أعمال ترميم وإعادة تأهيل لعدد من القصور التاريخية في عدد من مدن السعودية، ضمن برنامج تأهيل المباني التاريخية للدولة في عهد الملك عبدالعزيز، ومنها قصر الملك عبدالعزيز في الخرج.

وتشرف هيئة التراث على القصر حاليًا، وعملت على تأهيله وتطوير مرافقه.

يعد قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بالخرج واحدًا من أماكن إقامة الاحتفالات والفعاليات الوطنية في محافظة الخرج، ضمن خطة لربط المنشآت التاريخية بالمناسبات الوطنية والاجتماعية والسياحية، إذ يشهد القصر احتفالات اليوم الوطني وعيدي الفطر والأضحى، وتقام فيه العروض والمسيرات والفعاليات.

كما تعرض في القصر أعمال حرفيين وحرفيات، ومنتجات الأسر المنتجة من منتجات تراثية وأكلات وشعبية، ومعارض صور للمعالم التاريخية والأثرية والسياحية في محافظة الخرج. ومن الفعاليات التي شهدها القصر مهرجان "تراث وموروث" عام 1438هـ/2017م، وتضمن ألعابًا شعبية، وعروضًا فلكلورية، والحرف والصناعات التقليدية، وعروض السيارات التراثية، ومسرح الطفل، ومكتبة للصور الفوتوغرافية.