قمة المياه الواحدة

قمة المياه الواحدة، هي قمة دولية عقدت في الرياض في 2 جمادى الآخرة 1446هـ/3 ديسمبر 2024م، لمناقشة التحديات البيئية المتعلقة بندرة المياه والجفاف، وذلك تزامنًا مع مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، الذي عقد خلال الفترة 1-12 جمادى الآخرة 1446هـ/2-13 ديسمبر 2024م في الرياض.

عقدت القمة، التي افتتحها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برئاسة مشتركة بين ولي العهد، ورئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، ورئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس البنك الدولي أجاي بانجا.

وألقى ولي العهد كلمة خلال افتتاح أعمال القمة، أكد خلالها أن القمة تنطلق بالتزامن مع استضافة المملكة مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي يهدف إلى الحد من تدهور الأراضي والجفاف، حيث تعد الأراضي الوعاء الرئيس للمياه العذبة.

تضمنت كلمة ولي العهد أن المملكة عملت على إدراج موضوعات المياه للمرة الأولى، ضمن عمل مجموعة العشرين خلال مدة رئاستها عام 2020م، إضافة إلى تقديمها تمويلات تجاوزت مبلغ ستة مليارات دولار؛ لدعم أكثر من 200 مشروع إنمائي في قطاع المياه، في أكثر من 60 دولة نامية، وتستعد المملكة لاستضافة المنتدى العالمي للمياه، في الدورة الـ11 عام 2027م، بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه.

كما تضمنت الكلمة إعلان المملكة تأسيس المنظمة العالمية للمياه ومقرها الرياض، تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات، لمعالجة تحديات المياه بصورة شمولية، وستعمل هذه المنظمة على معالجة القضايا المتعلقة بالمياه على مستوى العالم، من خلال توحيد الجهود الدولية، وإيجاد الحلول الشاملة للتحديات المائية، بما في ذلك تبادل الخبرات والتقنيات المبتكرة، وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.

تهدف قمة المياه الواحدة التي أعلنت على هامش مؤتمر الأطراف "كوب 28" بالشراكة مع السعودية، إلى تعزيز حوكمة المياه العالمية، كما تهدف لأن تكون حاضنة للحلول الملموسة لمواجهة تحديات المياه استعدادًا لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه عام 2026م.

وجمعت القمة الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص لعقد مناقشات دولية حيال الحلول الممكنة لمواجهة تحديات قطاع المياه وتمويله ضمن السياقات البيئية، وذلك في ظل تزايد أزمة المياه العالمية بسبب العوامل المناخية وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث.

يعد مؤتمر الأطراف "كوب 16" الرياض المؤتمر الأول لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي يُعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أنه الحدث الأول للاتفاقية الذي يتميز باستحداث مفهوم المنطقة الخضراء، إلى جانب كونه أكبر مؤتمر متعدد الأطراف. ووفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، يؤثر تدهور الأراضي على نحو 40% من المساحات على الأرض، ويمتد تأثيره ليطول حياة أكثر من 3.2 مليارات شخص كل عام، في حين تتدهور 100 مليون هكتار من الأراضي، وذلك بالتوازي مع زيادة وتيرة الجفاف وشدّته بنحو الثلث منذ عام 2000م.