محافظة الأفلاج

محافظة الأفلاج، هي إحدى محافظات منطقة الرياض وسط المملكة العربية السعودية، وهي ثالث أكبر محافظات المنطقة من حيث المساحة بعد محافظتي السليل والقويعية.

تقع محافظة الأفلاج جنوب شرقي منطقة الرياض، وتحدها من الشمال محافظتا الخرج وحوطة بني تميم، ومن الجنوب محافظة السليل، ومن الشرق المنطقة الشرقية، ومن الغرب محافظتا وادي الدواسر والقويعية.

ويعيش في محافظة الأفلاج 54,544 نسمة حسب تعداد السعودية 2022، يشكلون نسبة 0.6% من سكان منطقة الرياض.

وتبلغ مساحة محافظة الأفلاج 51 ألف كم2، وهي بذلك تسجل كثافة سكانية منخفضة بمعدل 1.06 شخص لكل كم2 من أراضيها.

تعد محافظة الأفلاج موطن الشخصيتين التاريخيتين الشهيرتين: قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى، ومحبوبته ليلى العامرية، اللذين عاشا في القرن الأول من الهجرة، وتضم جبل التوباد، أحد الشواهد التاريخية على قصتهما في شعر قيس. ويعد الجبل حاليًّا أحد أبرز المعالم التاريخية في المدينة، إلى جانب قرية صداء وحصن مرغم وقصر العادي وقصر سلمى. ومن المواقع التراثية في محافظة الأفلاج أيضًا المتحف الشخصي للمواطن صالح آل تميم، ومسجد الحزيمي التراثي.

وتوجد في المحافظة قصور طينية قديمة كبيرة، يفوق عرض جدرانها ثلاثة أمتار، مبنية من لبن طيني محروق، ومغطى بالجص، إضافة إلى منشآت معمارية مدرّجة تغطيها كثبان رملية. ويوجد في الأفلاج نظام الريّ بالقنوات المدفونة (الخرز)، المنفذ بنظامٍ هندسيّ مميز، يتمثّل في وجود عين طبيعية رئيسة، وعلى امتداد الموقع قنوات صغيرة تستعمل للتهوية والإضاءة والصيانة، وجميع هذه القنوات متصلة ببعضها، وبمسافة متساوية ولا تزال بحالتها الأصلية.

ومن المواقع الأثرية في محافظة الأفلاج قصيرات عاد، الذي كان معاصرًا لموقع الفاو في محافظة وادي الدواسر. وقد خضع الموقع لمسح أثري عام 1398هـ/1978م، ضمن مشروع المسح الأثري الشامل لوسط السعودية. وقد اهتمت هيئة التراث بهذا الموقع، إذ أطلقت عام 1442هـ/2021م، مشروع دراسة الموقع الأثري والمواقع المرتبطة به، والتحقق من بعض المنشآت المعمارية التي بلّغ عنها مهتمون بالآثار، ضمن مشروع اكتشاف الآثار في السعودية ودراستها وتحليلها والمحافظة عليها وصونها.

ويحتوي موقع قصيرات عاد على منشآت مائية عبارة عن عيون وقنوات، إضافة إلى أحواض زراعية، وأطلال مبان أثرية وتنتشر على أطرافه كسر فخارية. كما اكتشفت منطقة سكنية بتحصينات عالية تضم وحدات سكنية ومرافق عامة، كما عثر على أفران من الجص والفخار تستخدم للتخزين والطهي والغسيل.

تشتهر محافظة الأفلاج بالقرى الزراعية التي تنتشر على سفوح جبال طويق أو كما يعرف قديمًا بجبال العارض، إضافة إلى وفرة المياه الجارية من العيون والأودية.

وتعد الأفلاج من المحافظات المنتجة للتمور، بسبب خصوبة التربة، وملاءمة الطقس لغرس النخيل، ويقام في المحافظة مهرجان للتمور، ويتجاوز عدد نخيلها 800 ألف نخلة، تنتج أصنافًا عدة من التمور، منها: الخلاص، والنبت، والصقعي، والسري، والصفري، وخلاصة فارس، والقطارة، وأم قوزن، والهلالي، وخلاص الشيوخ، والهشيشي، والمقفزي، والبرحي.

يقع أقرب المطارات إلى محافظة الأفلاج على مسافة 295 كم جنوب غربي المحافظة، وهو مطار وادي الدواسر المحلي، ثم مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض على بعد 328 كم شمال الأفلاج.

وتضم المحافظة فرعًا لجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، ممثلة في كلية العلوم والدراسات الإنسانية، وكلية المجتمع. وافتتح فيها فرع للكلية التقنية في الخرج، عام 1435هـ/2013م.

تنشط في محافظة الأفلاج عدة جمعيات خيرية وتنموية، منها: جمعية العناية بالمساجد "مآذن"، وجمعية التنمية الأسرية، والجمعية النسائية الخيرية "بشرى"، إضافة إلى لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية، وفرع جمعية الأيتام "إنسان" بمحافظة الأفلاج، والجمعية الأهلية لحفظ النعمة "صَوْن"، وجمعية العناية بالبيئة.