بدأت تسمية المواقع الجغرافية في المملكة العربية السعودية منذ الثمانينات الهجرية/الستينات الميلادية، بعد طلب الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود من الشاعر محمد بن بليهد حصر أسماء المواقع السعودية التي ذُكرت في الشعر العربي الجاهلي، وعمل على المشروع ابن بليهد مع مجموعة باحثين وهم: عبدالله بن خميس، ومحمد العبودي، وحمد الجاسر، وعلي الشويعر، وعبدالرحمن الأنصاري، وفايز البدراني.
نتج عن مشروع حصر الأسماء الجغرافية مجلدات ضخمة للمدن والمحافظات والمراكز، تناولت دراسة الأسماء في الشعر العربي، وهي الأسماء الموجودة الآن في السعودية. كان الباحثون في المشروع من المهتمين باللغة العربية؛ لصعوبة قراءة الشعر العربي من حيث مناسبة الأبيات وأين قيلت، وبالتالي أوصاف المكان المشار إليه في القصيدة. ومن أمثلة ذلك: تسمية مدينة الرياض، حيث كانت قديمًا تسمى حجر اليمامة، وكانت مجموعة أحياء صغيرة متفرقة، فلما توحّدت في مدينة واحدة سمّيت "الرياض"، جمع روضة.
وتتولّى اللجنة الوطنية للأسماء الجغرافية تسمية المواقع في السعودية، وهي لا تطلق الأسماء ابتداءً، بل تبحث عن الاسم الأصلي، وفي حال كان الاسم غير لائق تشتق اللجنة منه اسمًا لائقًا، أما إذا كان موقعًا لا يحمل اسمًا يستعاض عن ذلك بالاستدلال التاريخي للبحث في اسمه فيما لو كان منسيًا، وسؤال أهل المنطقة، فمثلًا في تسمية الجُزر يتوجّه السؤال للبحّارين والصيادين، وبعد التأكد من عدم وجود اسم له يبدأ فريق المسح بالاجتهاد، ومحاولة إيجاد مسمى شبيه بشكل الموقع، أو مسمى مماثل له في موقع آخر، أو يستفيدون من النباتات المنتشرة في الموقع، مثل جزر الشورى التي ينتشر فيها نبات الشورى، وجزر أخرى سمّيت بالطيور أو الصخور.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة