التعليم في مدينة الدمام

التعليم في مدينة الدمام، هو الحركة التعليمية التي تزود الطلاب والطالبات في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، بالعلوم والمهارات الأساسية في جميع المراحل الدراسية التي تشمل الروضة، والابتدائية، والثانوية، والجامعية، وغيرها، وتكون عبر نظامين، هما التعليم الحكومي والتعليم الأهلي. 

بدأ التعليم النظامي في مدينة الدمام بالتزامن مع ازدياد أعداد المدارس في المنطقة الشرقية ومناطق السعودية عمومًا، وتعد المدرسة الابتدائية الثانية ضمن أقدم المدارس النظامية في الدمام، إذ بنتها شركة أرامكو السعودية وافتتحها الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود عام 1373هـ/1954م، ثم عُدِّل اسمها لاحقًا إلى مدرسة القادسية.

تضم مدينة الدمام جامعة حكومية واحدة، هي جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، التي أسست عام 1430هـ/2009م تحت اسم "جامعة الدمام" بعد انفصالها عن جامعة الملك فيصل في الأحساء، إضافة إلى عدد من الكليات الأهلية. ويبلغ عدد الطلاب في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل 31,683 طالبًا وطالبة، منهم 8,791 من الذكور، ونحو 22,892 من الإناث، وفقاً لإحصاءات عام 1444هـ/2023م.

يصل إجمالي عدد مدارس التعليم العام الحكومي في مدينة الدمام للمراحل الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية، إلى 749 مدرسة حكومية وأهلية، يدرس فيها 216,415 طالبًا وطالبة، وهي 158 مدرسة حكومية للذكور، يدرس في فصولها 66,410 طلاب، و193 مدرسة حكومية للإناث، يدرس فيها 77,825 طالبة، و174 مدرسة أهلية للذكور يدرس فيها 50,929 طالبًا، و90 مدرسة أهلية للإناث، يدرس في فصولها 15,954 طالبة، إضافة إلى مدارس التعليم الخاص البالغ عددها 134 مدرسة، يدرس بها 2,146 طالبًا، و3,133 طالبة. وفقًا للإحصاءات الرسمية في 1438هـ/2017م.

كما تضم مدينة الدمام عددًا من مدارس رياض الأطفال، وتُعنى ببناء المهارات المعرفية والعقلية للأطفال في المراحل العمرية المبكرة، وهي موزعة في أنحاء مدينة الدمام، وتشرف عليها الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية.

تخضع المدارس بمدينة الدمام لإشراف الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية، وتعد الإدارة الجهة المعنية بشؤون التعليم في المنطقة الشرقية، بما في ذلك مدينة الدمام، وهي تنقسم إلى إدارات أكثر تخصصية، مثل: إدارة الإشراف التربوي، وإدارة التدريب والابتعاث، وإدارة النشاط الطلابي، وإدارة الموهوبين، وإدارة التقويم والقبول، وإدارة التوجيه والإرشاد، وإدارة التربية الخاصة، وإدارة تعليم الكبار، وإدارة التخطيط المدرسي، وإدارة الشؤون الصحية، إضافة إلى إدارة التجهيزات المدرسية، وتعمل هذه الإدارات على تصريف شؤون التعليم بمدينة الدمام من خلال عدد من المكاتب، منها: مكتب تعليم شرق الدمام، ومكتب تعليم غرب الدمام.

يعد نظام التعليم في مدينة الدمام جزءًا من النظام التعليمي في السعودية، إذ يتوافر في الدمام عدد من الخيارات التعليمية، التي تشمل: التعليم الأكاديمي بكل مراحله، بدءًا برياض الأطفال، ومرورًا بمراحل التعليم العام، ووصولًا إلى التعليم الجامعي والدراسات العليا، والتعليم العسكري، والتعليم الفني، إضافةً إلى مسارات التعليم التقني والمهني.

يضم تعليم الدمام مسارات التعليم التقني والمهني بوصفها تخصصات رئيسة في الكلية التقنية بالدمام، التي أُنشئت عام 1408هـ/1988م، وتتفرع لتشمل عددًا من التخصصات، منها: الحاسب وتقنية المعلومات، والتقنية الميكانيكية، والتقنية المدنية والمعمارية، والتقنية الكيميائية، والتقنية الخاصة، والتقنية الكهربائية، والتقنية الإلكترونية، والتقنية الإدارية والمالية.

تسهم المكتبات العامة في إثراء الحركة العلمية والبحثية في مدينة الدمام، إذ تحتضن المدينة مكتبات عدة، منها: المكتبة العامة بالدمام، التي أسست عام 1382هـ/1962م، والمكتبة المركزية الرئيسة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وغيرهما من المكتبات العامة والخاصة.

تتبع مدينة الدمام لنظام التعليم في السعودية، وهو مجاني في مراحل التعليم العام، وقد يكون مدفوعًا خلال مراحل الدراسات العليا، باستثناء بعض الحالات كطلاب المِنح الدراسية، ويسهم في تطوير مناهج التعليم في السعودية "شركة تطوير التعليم القابضة" وعدد من الشركات التابعة لها، وهي شركة حكومية مملوكة للدولة بالكامل، إضافة إلى هيئة تقويم التعليم والتدريب المختصة في بناء معايير اعتماد المناهج والمدارس والاختبارات وتقييم جودتها.

يُمكِّن نظام التعليم في مدينة الدمام ذوي الإعاقة من الحصول على الخدمات التعليمية التي تتناسب مع أوضاعهم، إذ يتوافر عدد من البرامج المخصصة لرعايتهم، إلى جانب معاهد ومدارس عدة لتقديم الرعاية والتعليم حسب نوع الإعاقة، ومنها: مدارس ومعاهد الإعاقة الصحية والجسمية، ومدارس ومعاهد الإعاقة السمعية والبصرية، إضافة إلى مدارس ومعاهد الإعاقة الفكرية وصعوبات التعلم، وتعد إدارة التربية الخاصة التابعة للإدارة العامة للتعليم في المنطقة الشرقية الجهة المشرفة على خدمات التعليم المقدمة لفئات التربية الخاصة وذوي الإعاقة.

ويعمل النظام التعليمي في مدينة الدمام على خفض نسب الأمية، وتعزيز المستوى التعليمي للبالغين ممن لم تتح لهم فرصة التعليم في عمر مبكر، وذلك عبر برامج عدة موجهة للكبار وتتناسب مع احتياجاتهم.

يتيح النظام التعليمي بمدينة الدمام فرصًا واسعة لتنمية المواهب لدى الطلاب والطالبات، ومن ذلك: تخصيص مركز تحت اسم "مركز الموهوبين"، ويهدف إلى التعرف على الموهوبين في المدارس ورعايتهم وتطوير مهاراتهم، وبعد ذلك يمكن للطلاب ذوي المواهب الخاصة الالتحاق بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) في العاصمة الرياض، وهي المسؤولة عن تقديم برامج عدة للطلاب الموهوبين بعد استقطابهم من خلال إدارات التعليم في مختلف مناطق السعودية.

في عام 2020م، وخلال جائحة كورونا، تحوَّل نظام التعليم في السعودية إلى التعليم عن بعد، وحضر طلاب التعليم العام في مدينة الدمام دروسهم وأجروا اختباراتهم عبر منصة "مدرستي"، في حين استُخدمت منصة "بلاك بورد" لأغراض التعليم الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، إلى جانب استخدام المنصة في الكليات الأهلية في مدينة الدمام.