التعليم في مدينة مكة المكرمة، هو العملية التعليمية والتربوية التي تُنفذ في المؤسسات التعليمية بمدينة مكة المكرمة وفق سياسات التعليم في المملكة العربية السعودية.
نشأة التعليم النظامي في مدينة مكة المكرمة
أُنشئت أول مدرسة نظامية في مكة المكرمة عام 1291هـ/1874م، وهي المدرسة الصولتية، التي زارها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1344هـ/1925م، وسُميت نسبةً إلى امرأة اسمها "صولة النساء"، وهي من الحجاج الذين زاروا مكة المكرمة، إذ اشترت دارًا بجوار المسجد الحرام، تحديدًا في حيِّ الشبيكة لتجعلها وقفًا لطلاب العلم.
ونُقل مقر المدرسة إلى حي الكعكية، وذلك بعد البدء في مشروع التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، وتعد المدرسة الصولتية نواة لعدد من المدارس التي أُنشئت في مكة المكرمة، ومنها: مدرسة الفلاح، ومدرسة دار الفائزين، إضافة إلى مدرسة دار الحديث المكية.
ورغم إنشاء أول مدرسة نظامية في مكة المكرمة عام 1291هـ/1874م، إلا أن حركة التعليم في مكة المكرمة تعود إلى تاريخ أقدم من ذلك، إذ اتخذ العلماء من المساجد والكتاتيب مكانًا للتعليم، خصوصًا المسجد الحرام، إذ تُعقد فيه حلقات تحفيظ القرآن حتى اليوم، إضافة إلى تعليم الشريعة الإسلامية نظاميًا داخل أروقة المسجد الحرام، الذي يقدِّمه معهد الحرم المكي الشريف، التابع للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتضم مدينة مكة المكرمة إحدى أعرق مؤسسات التعليم الجامعي في السعودية، وهي جامعة أم القرى، التي تعود انطلاقتها إلى عام 1369هـ/1950م، في عهد الملك عبدالعزيز، إذ أُنشئت كلية الشريعة بوصفها نواة الجامعة، والصرح الأول للتعليم العالي بمفهومه الحديث في السعودية، ويصل عدد طلابها المقيدين إلى نحو 92,628 طالبًا وطالبة، وذلك وفق الإحصاءات الصادرة عن الجامعة عام 1442هـ/2021م.
مهام الإدارة العامة للتعليم في مكة المكرمة
تتولى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة مسؤولية تطوير التعليم العام في المحافظات والمراكز التابعة للمنطقة، بما في ذلك مدينة مكة المكرمة، ويتبع للإدارة عدد من الإدارات والمراكز المساعدة، ومنها: إدارة الإشراف التربوي، وإدارة التدريب والابتعاث، وإدارة التعليم المستمر، وإدارة شؤون المعلمين، وإدارة التخطيط المدرسي، وإدارة خدمات الطلاب، إضافة إلى إدارة التوجيه والإرشاد.
المدارس في مدينة مكة المكرمة
يبلغ عدد مدارس التعليم العام في مدينة مكة المكرمة نحو 949 مدرسة، وإجمالي عدد طلابها هو 326,046 طالبًا وطالبة، ومن هذه المدارس 349 مدرسة حكومية للذكور، يدرس فيها نحو 143,473 طالبًا، إضافة إلى 350 مدرسة حكومية للإناث، يدرس في فصولها نحو 132,435 طالبة، وتشكل نسبة المدارس الحكومية في مكة المكرمة نحو 73.7%، بواقع 699 مدرسة لكلا الجنسين، حسب الإحصاءات الرسمية عام 2017م.
ويصل عدد المدارس الأهلية في مدينة مكة المكرمة إلى نحو 250 مدرسة، بإجمالي طلاب يبلغ نحو 50,138 طالبًا وطالبة، منهم 21,665 طالبًا يدرسون في 96 مدرسة أهلية مخصصة للذكور، إضافة إلى 28,473 طالبةً يدرسن في 154 مدرسة للإناث، وفقًا لإحصاءات التعليم الصادرة عام 2017م.
وفي إطار تطوير البنية التحتية التعليمية بمدينة مكة المكرمة؛ دُشّن عام 1444هـ/2022م مجمع تعليمي أُعيد تأهيله في حي الشِّشِّة بمكة المكرمة على مساحة تجاوزت خمسة آلاف م2، ويتكون المجمع من خمسة مبانٍ بمختلف المراحل الدراسية، ويضمُّ نحو 45 فصلًا.
الخيارات التعليمية في مكة المكرمة
تتنوع الخيارات التعليمية التي تتاح للأفراد في مدينة مكة المكرمة، فمنها: التعليم الأكاديمي بكل مراحله، بدءًا برياض الأطفال، ومرورًا بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ووصولًا إلى التعليم الجامعي والدراسات العليا، والتعليم المنزلي، إضافة إلى مسارات التعليم الفني والتقني والمهني.
ويُتاح للأطفال الذين لم يتجاوزوا السادسة الالتحاق ببرامج الطفولة المبكرة، وذلك في مدارس رياض الأطفال التي تتوزع في أنحاء مدينة مكة المكرمة، وتعد إدارة الطفولة المبكرة التابعة للإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، الجهة المسؤولة عن كل الشؤون التعليمية للأطفال، وتعمل على تطوير البرامج التربوية والتعليمية في ثلاثة أقسام هي: قسم الحضانات، وقسم رياض الأطفال، إضافة إلى قسم الصفوف الأولية.
ويمكن للطلبة الموهوبين في مدارس مدينة مكة المكرمة الاستفادة من البرامج والخطط التي يوفرها نظام التعليم بالمدينة، وهي خاضعة لإشراف وتطوير الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، ومن ذلك إنشاء أقسام عدة لرعاية الموهوبين، مثل: قسم الكشف على الموهوبين والتعرف عليهم، وقسم المسابقات والبرامج العامة، وقسم البرامج الإثرائية والرعاية، إضافة إلى قسم الدراسات والتطوير.
ويتوافر في مدينة مكة المكرمة عدد من معاهد التربية الخاصة ببرامجها المخصصة لذوي الإعاقة، وتهدف إلى إكساب الطلاب بعض المهارات التي تتوافق مع مستوياتهم واحتياجاتهم، وتتوافر معاهد التربية الخاصة لكلا الجنسين، ولها أقسام تعليمية عدة، منها: قسم الإعاقة السمعية، وقسم الإعاقة الفكرية، وقسم اضطراب طيف التوحد، إضافة إلى قسم صعوبات تعلم، وتخضع هذه المعاهد لإشراف إدارة التربية الخاصة التابعة للإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة.
وفي مدينة مكة المكرمة كلية تقنية تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وتعد ضمن أكبر الكليات التقنية من حيث عدد المتدربين فيها، وتقدم الشهادة الجامعية المتوسطة "الدبلوم"، وذلك في عدد من التخصصات، منها: تقنية الحاسب والمعلومات، والتقنية الكهربائية، وتقنية المحركات والمركبات، والتقنية الإدارية، إضافة إلى تقنية السياحة والضيافة.
وتسهم المكتبات العامة في مدينة مكة المكرمة في إثراء الحركة التعليمية والبحثية، إذ يوجد في المدينة عدد من المكتبات العامة والخاصة، منها: المكتبة العامة بمكة المكرمة في حيِّ الزاهر، ومكتبة الملك عبدالله الجامعية، التي تقع في الحرم الجامعي بالعابدية، إضافة إلى مكتبة الحرم المكي الشريف، وتقع في حيِّ بطحاء قريش.
النقل المدرسي في مكة المكرمة
يمكن للطلاب الوصول إلى مدارسهم عبر شبكة من الطرق في مدينة مكة المكرمة، منها: الطريق الدائري الثالث، والطريق الدائري الرابع، وذلك عبر وسائل النقل الخاصة، أو من خلال شبكة حافلات مكة، أو عبر التسجيل في خدمة النقل المدرسي، وهي خدمة تقدمها وزارة التعليم بالتعاون مع شركة تطوير للنقل التعليمي، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وتعد الشركة مسؤولة عن كل ما يختص بوسائل النقل الطلابي في المدارس.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة