آلة السمسمية

آلة السمسمية، هي آلة طربية تقليدية تشبه القيثارة، يستخدمها البحارة في أهازيجهم ورقصاتهم على متن السنابيك والسواعي، اشتهرت في مدينة ينبع غربي المملكة العربية السعودية، وتشكل هذه الآلة جزءًا من الثقافة والفن الينبعاوي، وسُجلت آلة السمسميّة (صناعة الآلة والعزف عليها) لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في ملف مشترك مع مصر بتاريخ 3 جمادى الآخرة 1446هـ/4 ديسمبر 2024م. 

كانت آلة السمسمية تصنع بوساطة خشب مجوف، مغطى بطبقة من الجلد الرقيق، وعليه ثلاثة أضلاع متساوية من خشب يركب على هيئة مثلثة، أما الضلع الثالث فتركب عليه خمسة مفاتيح من الخشب، ثم تربط عليها أسلاك من المعدن المشدود وبعدها يثبت في القطعة الخشبية المجوفة، لتخرج النغمات أثناء العزف.

وحديثًا دخلت في صناعتها الجوالين وعلب الزيتون وغيرها، ويرجع السبب في ذلك لخفتها وقوة صدى أوتارها ونغماتها.

ينضم عازف آلة السمسمية لفرقة موسيقية متنوعة، ويكون موقعه في الوسط بين عازفي الآلات وأعضائها، إذ يسهم الجميع في التصفيق والغناء والترديد والرقص وفق إيقاع واحد.

وتشتمل الفرقة عادة على عازف للسمسمية أو عازفين ويسمى كلٌّ منهما "مرواس أول" و"مرواس ثان"، ولهم لباس وأدوات معينة يعرفون به كالفوطة، والعمامة البحرية، والزنبيل، والعصا.

أما رقصة السمسمية فهي رقصة هادئة تكون في المناسبات والحفلات العامة والخاصة، تستعرض فيها الفرقة مهاراتها في الغناء والرقص.

كما تستعمل آلة السمسمية في فنون أخرى، كالخبيتي وهو أحد الفنون المتعارف عليها في منطقة مكة المكرمة، إذ تستخدم الآلات التراثية، ومنها: السمسمية والناي والطبول والدفوف.

تُعد آلة السمسمية من الفنون التقليدية المستخدمة في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات في المناطق الساحلية، مثل: الأعراس، والمهرجانات المحلية، وتُعزف في المناسبات الجماعية، إذ يتجمع الناس للتغني على أنغامها، وتروى من خلالها قصص من التراث البحري، والحياة الاجتماعية، ما يعكس روح الفرح والتلاحم المجتمعي، كما تمثّل فرصة للتواصل الاجتماعي، والربط بين الأجيال، وترتبط السمسمية بالهوية الفنية للمجتمعات الساحلية، إذ تتوارث مهارة العزف عليها جيلًا بعد آخر، وهي من الفنون التي تجمع بين التراث والتجديد في الفن السعودي، إضافة إلى كونها تحمل بعدًا ثقافيًّا واجتماعيًّا جعلها جزءًا حيًّا من الذاكرة الجماعية.