موقع قُريّة الأثري، هو مستوطنة أثرية، تقع في منطقة تبوك شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتبعد عن مدينة تبوك نحو 76 كم، اكتسبت أهميتها من امتدادها التاريخي، إذ عاشت نحو ثلاثة آلاف سنة، طورت خلالها لغتها وكتابتها، حتى أصبحت من المراكز المهمة شمال غربي الجزيرة العربية إبان العصر الحديدي، ومركزًا تجاريًا على طريق التجارة الذي يربط شمال الجزيرة العربية بجنوبها.
تاريخ موقع قريّة الأثري
كشفت أعمال التنقيب في 1443هـ/2021م، عن تحديد تاريخ نشأة واحة قُريّة الحضرية بـ 1000 سنة، أقدم من التاريخ السابق الذي حدد تاريخها إلى مطلع الألف الأول ق.م، وذلك باتباع الأساليب البحثية الحديثة متعددة التخصصات، واستطاع الفريق المشترك المكون من هيئة التراث وجامعة فيينا النمساوية تحديد تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد 2900 - 2600 ق.م، أي في العصر البرونزي المبكر، من خلال البحث والتقصي الذي جرى على امتداد سور الواحة البالغ طوله 13 كم، ورفع عينات منتظمة منه، وتحديد تاريخها عبر تقنية الكربون المشع وتقنية الوميض المحفّز.
معالم موقع قريّة الأثري
يحوي موقع قريّة الأثري سورًا ضخمًا بدعامات وأبراج طويلة، وفي داخل السور مبانٍ ومنشآت حجرية تشير إلى وجود مجتمع مدني متقدم، كما تحوي آثارًا لنظام شبكة ري معقدة ومتقنة التصميم تستمد مياهها من نبع عند قاعدة التل، وحقولًا لتخزين المواد الزراعية، وأفرانًا لصناعة الفخار، ومعبدًا يضم عددًا من الأكوام الحجرية، وتنتشر في الموقع الكسر الفخارية المتعددة الأنماط والأشكال والفترات.
ومن ضمن الاكتشافات التي أعلنها الفريق البحثي عام 1443هـ/2021م، العثور على مقبرة دائرية من الحجارة في أعلى هضبة الموقع، دُفن فيها 12 فردًا (نساء ورجالاً وأطفالاً)، ودُفن معهم نحو 1000 خرزة وثماني قلائد منوعة من الطين والخزف المزخرف ومستوردات من اللؤلؤ والأصداف، إضافة إلى العظام والعاج والأحجار الكريمة، وما شابهها من العقيق والهيماتيت والأمازونيت والمرو الشفاف، والحجر الأخضر، والفيروز واللازورد، كما دفنت معهم هدايا من أواني الفخار، وقرابين حيوانات.
المصادر
آثار منطقة تبوك، سلسلة آثار المملكة العربية السعودية. وزارة المعارف. 1423، 2003م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة