محافظة تنومة، هي إحدى محافظات منطقة عسير، تقع على مرتفعات جبال السروات جنوب غربي المملكة العربية السعودية، داخل نطاق المناخ المعتدل طوال العام في السعودية، وهي ثاني أصغر التجمعات السكانية بعد محافظة الأمواه في المنطقة، يعيش فيها 0.9% من سكان منطقة عسير حسب تعداد السعودية 2022، ويقدر عددهم بـ 17,756 نسمة. ويتبعها مركز منصبة.
تقع محافظة تنومة في وسط منطقة عسير، على بعد 119 كم شمالي مدينة أبها مقر إمارة المنطقة، تحدها شمالًا محافظة النماص، وشرقًا محافظتا بيشة وخميس مشيط، ومن الغرب محافظة بارق، وجنوبًا مدينة أبها.
يخدم محافظةَ تنومة مطارُ أبها، وهو أقرب المطارات إليها، ويبعد عن مركز المدينة 131 كم، وهو مطار دولي تصل طاقته الاستيعابية الحالية إلى نحو 1.6 مليون مسافر سنويًّا.
يعبر الطريق الرئيس رقم 15 أراضي المحافظة، ويعد مركز النقل البري الرئيس فيها، ووسيلة الوصول من وإلى تنومة.
تاريخيًا تقع محافظة تنومة على طريق الحجاج والقوافل التجارية، وتتوسط الطرق البرية.
تنومة في الشعر العربي والمؤلفات
لتنومة تاريخ عريق، إذ ورد ذكرها في الشعر الجاهلي، فقال عنها الشاعر حاجز الأزدي "ويوم صبحنا الحي يوم تنومة.. بملمومة يهوى الشجاع وئيدها". وذكرها المؤرخ الهمداني (280-334هـ)، بقوله "يتلو سراة عنز سراة الحجر بن الهنو من الأزد، ومدنها الجهوة، ومنها تنومة"، إلى أن قال "وتنومة والأشجان، ونحيان، ثم الجهوة قرى لبني ربيعة بن حجر".
وجاء في كتاب "تنومة.. زهراء السروات" للدكتور صالح أبو عراد، أن "إقليم تنومة الجغرافي يمتد من الشمال إلى الجنوب، بعرض يبلغ نحو 25 كم، ومن الشرق إلى الغرب بطول نحو 80 كم، وهذا الإقليم تغطيه في الغالب غابات كثيفة وبخاصة شمالي المنطقة حيث يغطي شجر العرعر معظم المرتفعات، وكذلك شجر الشث والطلح وبعض أنواع الحشائش".
طقس محافظة تنومة
ترتفع محافظة تنومة عن سطح البحر الأحمر نحو 2300م، مما يجعلها محاطة بالسحاب، ويغلب على طقسها البرودة معظم شهور السنة، خصوصًا في فصل الشتاء، ويكثر تشكل الضباب، وتشهد تساقط الثلوج.
التعليم في محافظة تنومة
تضم محافظة تنومة 50 مدرسة من مراحل التعليم الثلاث: الابتدائي والمتوسط والثانوي. كما تحتوي على كلية تقنية تتبع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، تمنح درجة الدبلوم في تخصصي تقنيات محاسبية، وتقنية شبكات الحاسب.
جبال محافظة تنومة
توجد في محافظة تنومة مرتفعات جبلية تتصل بجبال السروات، وتشكل عامل جذب سياحي، منها: سلسلة جبال منعا التي اكتسبت اسمها لكونها منيعة وذات تضاريس صعبة لا يستطيع تجاوزها والتأقلم معها إلا أهلها، إضافة إلى جبال: عكران، والجَرداء، والفَرش، ولنبش، وغلامة، وعطان، والمنامة، وعبدالله، وجلالة، والفطحاء، والقضية، والطويلة، والحمام، وعيسى، وآل سودة، ومَومَة.
واستثمرت محافظة تنومة جبالها في استقطاب هواة ممارسة رياضة التسلق، إذ نظم الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج عام 1440هـ/2019م، فعاليات مسارات التسلق بالتعاون مع إمارة منطقة عسير، بمشاركة متسلقين من مختلف دول العالم.
وفي مواسم الأمطار تنحدر من جبال محافظة تنومة الشلالات الصخرية، خصوصًا في قرية الدهناء وجبال منعا، فيما تفيض السدود بمياه الأمطار وتنتشر النباتات العطرية، مثل: النعناع، والياسمين، وإكليل الجبل، والريحان، والبعيثران، والشيح، في الحقول والجبال والأودية.
النقوش الأثرية في محافظة تنومة
تحتوي جبال محافظة تنومة على آثار عدة، على هيئة مواقع أثرية ونقوش تاريخية وتجاويف صخرية ومنحوتات تكونت بفعل عوامل التعرية على مدى آلاف السنين، إذ يحوي جبل عكران كتلة صخرية كبيرة بارتفاع شاهق، وينفرد بتكوين صخري كبير، وكهفه الكبير المطل على غرب الجبل. ويوجد في الجبل مسجد أثري، يتكون من مبنى حجري واحد غير مسقوف، يبلغ طوله نحو 7.5 م، وعرضه 3.5 م، وبالقرب من المسجد يقع كهف هو عبارة عن مغارة كبيرة تخترق الجبل، ويوجد أسفل فتحة الكهف نقش صخري يعرف بـ"الحنش والحية"، وهو على شكل ثعبان أحمر، وبجواره حية كبيرة سوداء، إضافة إلى رسوم ونقوش لنعام وطيور أخرى وخيول وغزلان وجمال،إضافة إلى حصون وقلاع بأشكال مختلفة ما يزال بعضها بحالة جيدة رغم تقادم بنائه، وكذلك طرق قديمة تربط بين تهامة والمرتفعات التي يوجد في بعضها آثار أقدام منحوتة على الصخور.
كما تتميز محافظة تنومة بالنقوش والزخارف التقليدية والكتابات المنحوتة على أبواب بيوتها ونوافذها المصنوعة من أخشاب شجرة الطلح. وتوضح هذه النقوش براعة ودقة في التنفيذ وطرق التشكيل. كما تمت زخرفة الأبواب والنوافذ بسبائك حديدية أو نحاسية على هيئة مقابض أو حلق بأشكال مختلفة. وتبين نقوش الأبواب المكانة الاجتماعية والاقتصادية لصاحب المنزل.
وشهدت محافظة تنومة عام 1440هـ/2018م، مسحًا أثريًا نفذه فريق علمي من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (سابقًا)، شمل مواقع الفنون الصخرية والكتابات العربية القديمة، تمهيدًا لتسجيل النقوش الأثرية في سجل الآثار الوطني، للعناية بها وحمايتها من التعديات.
الزراعة في محافظة تنومة
أسهمت وفرة المياه في ازدهار الزراعة بمحافظة تنومة. ويمد سد غالبة مزارع المحافظة بالمياه، وهو سدٌّ ترابي في وادي ترج، أنشئ عام 1430هـ/2009م، للاستفادة من حصاد مياه الأمطار، ورفع منسوب مياه الآبار في الوادي، والحد من حدوث فيضانات. وتبلغ السعة التخزينية للسد 217.730 م3، ويصل طوله إلى 185م، وارتفاعه 16م. كما تعتمد مزارع تنومة، على مياه الأمطار التي يخزنها المزارعون في الخزانات، فضلًا عن سدود صغيرة تنتشر حول المزارع، إضافة إلى استخدام الآبار التقليدية. وتنتشر في جبال تنومة المدرجات الزراعية، التي أنشئت منذ قرون لاستصلاح الأراضي وزراعتها.
وأسهمت الطبيعة الزراعية لتنومة في ازدهار السياحة الزراعية في المحافظة، إذ تكثر في مزارعها الأكواخ المصنوعة من الخشب أو الزجاج التي يقصدها الزوار.
وتنتشر في جبال محافظة تنومة وعلى ضفاف أوديتها، أشجار معمرة، مثل: التالقة، والحمر، والجُمّيز، التي يطلق عليها محليًا اسم "البراية"، وعَدَن، والسدر، واللبخ، والرقاع. وبعض هذه الأشجار مثمرة، وثمرها يأكله الإنسان أو الحيوان. كما توفر هذه الأشجار الظل للسكان والحقول، وتستخدم أغصانها في بعض الصناعات، مثل صناعة خلايا النحل الطبيعية، وبناء البيوت. كما تدخل في بعض الصناعات الدوائية.
وتحيط بمحافظة تنومة عدة غابات، منها: برمة، والأبوعة، والحيفة، وشعف آل سودة، ووادي الغر، ونازلة القذال، والشرف والمحفار، ومومة، إضافة إلى المتنزهات، مثل: شلال، والقمراء، وترج، وغدانة، وترجس.
المحاصيل الزراعية في محافظة تنومة
من المحاصيل التي تنتجها مزارع محافظة تنومة: الحبوب، والخضراوات، والفواكه، خصوصًا الليمون الشهري الذي لا ينقطع إنتاجه طوال العام، إضافة إلى الخوخ، والمشمش، والبرتقال، والجوافة، والتين، والرمان، والعنب، واليوسفي، إضافة إلى اللوز، والتفاح، والكمثرى، والأجاص، وكذلك البُر، والبلس، والشعير، واللوبيا، والعتر. كما تشتهر بأشجار الزيتون، والشت، والطلع، والعرعر، والزهور البرية بأنواعها. وبعض أنواع الحمضيات اليابانية التي نجحت زراعتها في تنومة.
كما تعد الطماطم من المنتجات الزراعية في محافظة تنومة، إذ نظمت الجمعية التعاونية للخدمات الزراعية في النماص، بالتعاون مع محافظة تنومة، وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة عسير، عام 1445هـ/2023م "ملتقى اقتصاديات الطماطم". وتضمن الملتقى ورش عمل متنوعة عن زراعة الطماطم من التقليدية إلى الاقتصادية، وجلسات حوارية شارك فيها مختصون في الجوانب الزراعية والاقتصادية، ومعرضًا لمنتجات الطماطم المحلية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة