موقع عين فرج الأثري

موقع عين فرج الأثري أو العين القوصية، هو موقع أثري في محافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية، والعين بئر قديمة يعود إنشاؤها إلى الفترة 910هـ/1504م - 915هـ/1509م. وتقع وسط جدة التاريخية في سوق العلوي بين حارتي المظلوم واليمن.

سميت عين فرج بهذا الاسم نسبة إلى فرج يسر، وهو من تجار وأهالي مدينة جدة قديمًا، وهو الذي تكفل بترميم العين وأعاد فتحها، وأخذت العين اسمه الأخير "عين فرج يسر"، فيما يرجع أصل بناء العين إلى "قانصوه الغوري".

وكانت المياه تُجلب من وادي القوس الذي يبعد 20 كم من المنطقة التاريخية، وبنيت عين فرج يسر لتوفير المياه الصالحة للشرب لسكان المنطقة التاريخية، وتلبية احتياجات السكان، وإيجاد احتياطي لهم في حالة الأزمات.

تقع عين فرج على عمق 8م بمساحة 8×12م، وبها درج للنزول إليها، وتتميز بموقعها على حارتين رئيستين في جدة، هما اليمن والمظلوم، والحد الفاصل بينهما هو شارع العلوي، كما أن اختيار مصدر المياه يدل على أن المشروع جرت دراسته علميًّا، إذ استمر تدفق المياه لأكثر من 400 سنة، تخللتها فترات بسيطة من الانقطاع.

بنيت عين فرج من الحجر المنقبي والأقواس الرخامية وفق نظام متقن لتصريف المياه، وفي عام 1270هـ/1854م جمعت التبرعات من التجار لإصلاح العين بعد حدوث أزمة في المياه، وعاد الماء إليها واستمرت حتى عام 1304هـ/1887م، إذ جف الماء، واندثرت العين، ثم عادت للظهور بعد سنوات، حين استطاع حسن حبیب (الريس) تحديد موقعها، ووصْف أجزائها، فظهرت من جديد لتكون معلمًا تاريخيًّا.

في عام 1436هـ/2015م، استكشفت أمانة جدة موقع عين فرج يسر الأثري، وأزالت التراب في عمق الأرض. وبدأت مسارات العين تبرز من خلال وجود الحجر المنقبي، وحُدد مكان العين، وعُثر على قطع أثرية ونقدية مدفونة داخل الأرض، كما تم تتبع المسارات حتى ظهرت المناهل، وهي مكان تخزين المياه، أو ما يعرف بالصهاريج.

وبدأت فكرة استكشاف عين فرج يسر بتوجيه من أمير منطقة مكة المكرمة الأسبق الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أكد ضرورة البحث عن العين بوصفها قيمة أثرية وتاريخية مهمة، ووجه أن تتم عملية البحث والاستقصاء عنها على نفقة صندوق الأمير ماجد الخيري، خلال فترة توليه إمارة المنطقة، بعد أن دل على مكانها أحد أبناء المنطقة، لتكون واحدة من الكنوز التي تزخر بها تاريخية جدة، وجرى تشكيل فريق عمل من ستة من مقاولي المنطقة التاريخية، ونفذوا اختبارات للكشف على العين، إذ ظهرت قاعدة العين في المرحلة الخامسة عام 1414هـ/1993م، بعد الحفر وإزالة التراب، إلا أنها لم تكن دليلًا كافيًّا على وجود عين أثرية، حتى ظهرت عقود دائرية، مما أكد وجود العين.