حمى النمور

حِمى النمور، هو أحد المواقع الأثرية في منطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، يقع في الحواف الشمالية الشرقية والشمالية الغربية من مركز الهدا بمحافظة الطائف، ويحتوي على نقوش ورسوم صخرية أثرية، إذ عُثر فيه على أكثر من 90 رسمًا ونقشًا صخريًّا، إضافةً إلى نقوش ثمودية، وأخرى إسلامية تعود إلى القرون الأولى من الهجرة. وتتركز النقوش حول مصب مائي يمثل رافدًا للوادي الرئيس، وهو أحد أودية جبال الهدا، يمتد من الغرب إلى الشرق.

يقع حمى النمور في منطقة صخرية وعرة غربي محافظة الطائف، ويمكن الوصول إليه عن طريق جهته الجنوبية الشرقية قبيل قمة النقبة الحمراء بنحو 50م في مكان يطلق عليه اسم "البوابة" عند نقطة التقاء طريق الطائف – الهدا القديم مع الطريق السريع.

تتنوع النقوش المرسومة على صخور حمى النمور، وبعضها رسوم لأبقار ذات قرون معقوفة ومتعرجة بالطريقة التخطيطية، إضافةً إلى رسوم أخرى لوعول بقرون معقوفة إلى أعلى، كما تحوي الرسوم مناظر صيد النعام، مع عدد من الوسوم.

وتمثل النقوش الكتابية أحد المعالم التاريخية المهمة في حمى النمور، ولا سيما أنها تعود إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى، وتشتمل مضامينها على أسماء شخصيات مرت في موقع الحمى، إضافةً إلى عدد من العبارات والجمل والأدعية والآيات القرآنية التي احتفظت بها صخور المنطقة منذ كتابتها.

كان حمى النمور سابقًا أحد عناصر الطريق من الطائف إلى مكة المكرمة منذ فترة ما قبل الإسلام حتى القرون الهجرية الثلاثة الأولى، ثم استُحدثت عقبة كَرَا خلال القرن الرابع الهجري، واستأثرت باهتمام المتنقلين بين الطائف ومكة المكرمة، بسبب قصر مسافتها مقارنةً بالطريق القديم، إذ يمكن الانتقال منها إلى وادي نعمان أسفل الجبل، ثم إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة وصولًا إلى قلب المدينة، وهي العقبة التي هُيئت رسميًا فأصبحت طريقًا للمشاة والجَمّالة ثم السيارات، لتصبح أحد الطرق الرئيسة للانتقال بين مدينتي مكة المكرمة والطائف، بجانب طريق السيل المؤدي إلى الطائف من جهة ميقات قرن المنازل.

ويعد ميقات وادي محرم الذي يجاور طريق حمى النمور، أحد المواقع الرئيسة لمرور الحجاج والمعتمرين القادمين من شرقي السعودية وجنوبيها إلى مكة المكرمة، بصفته ميقاتًا للإحرام وعقد النية لمن أراد الحج أو العمرة.

إضافة إلى أهميته الأثرية والتاريخية؛ يعد موقع حِمى النمور مقصدًا للسياح، خصوصًا بعد هطول الأمطار، إذ تتشكل فيه الشلالات النازلة من أعلى قمم الهدا. وتنمو في الموقع مجموعة من الأزهار والنباتات العطرية وأشجار العرعر المعمرة، فتجتذب هواة السياحة الطبيعية والباحثين عن الاسترخاء والاستجمام والتخييم.