التعليم في المدينة المنورة، هو العملية التعليمية التي تُقدَّم في ظل بيئة تربوية تساعد على الابتكار وتشجع الإبداع، كما ترفع من مستوى مخرجات التعليم في منطقة المدينة المنورة غربي المملكة العربية السعودية، وتسهم في زيادة إنتاج البحث العلمي، وذلك في إطار السياسة العامة للتعليم في السعودية.
تعود نشأة التعليم في المدينة المنورة إلى عام 622م، الذي يصادف العام الأول من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، إذ بنى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد النبوي، واتخذ منه مكانًا للعبادة، ومدرسةً لتعليم أصحابه علوم الدين والقرآن الكريم، وبعد ذلك أُنشئت الكتاتيب وازدادت أعداد الطلاب ودور العلم والعلماء في المدينة المنورة.
التعليم العام في المدينة المنورة
وصل إجمالي عدد مدارس التعليم العام في المدينة المنورة حتى أكتوبر 2024م إلى 1815 مدرسة، تتنوع ما بين مدارس حكومية ومدارس أهلية وأجنبية لكلا الجنسين، وتشمل مختلف المراحل الدراسية، وهي: الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، ويدرس فيها نحو 365,262 طالبًا وطالبة.
تعليم القرآن الكريم وعلوم الشريعة في المدينة المنورة
في المدينة المنورة عددٌ من مرافق التعليم التي تختص بتعليم القرآن الكريم وعلوم الشريعة الإسلامية، لمكانة المدينة المنورة لدى المسلمين، بوصفها تضم المكان الذي سكن فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ودُفن، ومن ضمن هذه المرافق التعليمية: معهد المسجد النبوي الشريف، وكلية المسجد النبوي.
ويتخذ معهد المسجد النبوي بقسميه الرجالي والنسائي من أروقة المسجد النبوي فصولًا لتدريس الطلاب في المراحل كافة، بدءًا بالمرحلة الابتدائية، مرورًا بالمتوسطة ووصولًا للثانوية، ويمنح شهادات مختصة في العلوم الشرعية دون اشتراط سن معينة للالتحاق بالمعهد والحصول على الشهادة، وبالتوازي مع خدمات التعليم التي يوفرها المعهد، تقدم كلية المسجد النبوي شهادات تعادل درجة البكالوريوس في التخصصات الشرعية.
التعليم التقني والمهني في المدينة المنورة
يتيح النظام التعليمي في المدينة المنورة عددًا من الخيارات التعليمية، ومنها مسارات التعليم التقني والمهني، إذ تضم المدينة كلية تقنية تشرف عليها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وتقدم شهادات دبلوم مهنية في تخصصات عدة، منها: القوى الكهربائية، والآلات والمعدات، والطاقة المتجددة، والتبريد والتكييف، والمحاسبة، والتسويق، والإدارة المكتبية، والإلكترونيات الصناعية والتحكم، والبرمجيات، والدعم الفني، إضافة إلى الشبكات. كما تقدم الكلية شهادات بكالوريوس في تخصصات دعم أنظمة شبكات والأمن السيبراني والهندسة الإلكترونية والهندسة الكهربائية، وصولًا إلى المحاسبة والإدارة العامة.
التعليم الجامعي في المدينة المنورة
تضم المدينة المنورة جامعتين حكوميتين، هما: جامعة طيبة، التي أُنشئت عام 1424هـ/2004م، والجامعة الإسلامية، التي أُسست عام 1381هـ/1961م، كما تضم جامعات وكليات أهلية عدة.
وبلغ عدد الطلاب في الجامعات الحكومية في المدينة المنورة عام 1445 - 1446هـ/2024م، نحو 70,518 طالبًا وطالبة، منهم 52,645 في جامعة طيبة، و17,873 طالبًا في الجامعة الإسلامية من الطلاب السعوديين وآخرين من المقيمين، إضافة إلى طلاب المنح الذين قدِموا من مختلف أنحاء العالم.
وتتولى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة مسؤولية الإشراف على شؤون التعليم في المنطقة، بما في ذلك الإشراف على المدارس الحكومية والأهلية في منطقة المدينة المنورة.
مؤشرات الأمية في المدينة المنورة
تعد مؤشرات الأمية في المدينة المنورة منخفضة عند مقارنتها بدول عدة، إذ بلغت نسبة السكان الذين لا يجيدون القراءة والكتابة في المدينة المنورة نحو 2.54%، وذلك بعد تنظيم عدد من برامج محو الأمية، مثل: مشروع المدينة المنورة بلا أمية، ومشروع الأمن العام بلا أمية، ومشروع وزارة بلا أمية، ومعرض تعليم الكبار الدائم، ومشروع الحي المتعلم، وغيرها.
وتعمل إدارتا تعليم الكبار وتعليم الكبيرات التابعتان للإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة على خفض نسب الأمية، وتعزيز المستوى التعليمي للبالغين ممن لم تتح لهم فرصة التعليم في عمر مبكر، عبر برامج عدة موجهة للكبار وتتناسب مع احتياجاتهم.
وتتوافر في المدينة المنورة عدة مدارس لتعليم الأطفال قبل المرحلة الابتدائية، وهي موزعة في مختلف أنحاء المدينة، وتقدم الخدمات التعليمية التي تستهدف بناء المهارات المعرفية والعقلية للأطفال في المراحل العمرية المبكرة، وتُشرف عليها إدارة رياض الأطفال التابعة للإدارة العامة للتعليم في المدينة المنورة.
وتسهم المكتبات في المدينة المنورة في إثراء حركة البحث العلمي، وتفتح أبوابها للزائرين، وتتيح خدمات إعارة الكتب، ومن هذه المكتبات: مكتبة المسجد النبوي، والمكتبة العامة في المدينة المنورة، إضافة إلى المكتبة المركزية في الجامعة الإسلامية، ومكتبة جامعة طيبة، وغيرها من المكتبات العامة والخاصة.
المعاهد والمراكز البحثية في المدينة المنورة
تضم المدينة المنورة عددًا من المراكز والمعاهد البحثية، التي تختص في مجالات عدة، منها: مركز أبحاث السموم في جامعة طيبة، ومركز التقنية متناهية الصغر، ومركز الدراسات التربوية، ومركز العلوم الإنسانية، ومركز بحوث علوم الأسرة، ومعهد البحوث والاستشارات، مركز الجينات والأمراض الوراثية، إضافة إلى مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، ويُعنى بإعداد الدراسات والأبحاث المتعلقة في المدينة المنورة وتاريخها.
ويُمكِّن نظام التعليم في المدينة المنورة ذوي الإعاقة من الحصول على الخدمات التعليمية التي تتناسب مع أوضاعهم، إذ يتوافر عدد من البرامج المخصصة لرعايتهم، إلى جانب معاهد ومدارس عدة لتقديم الرعاية والتعليم حسب نوع الإعاقة، ومنها: مدارس ومعاهد الإعاقة الصحية والجسمية، ومدارس ومعاهد الإعاقة السمعية والبصرية، ومدارس ومعاهد الإعاقة الفكرية وصعوبات التعلم. وتعد إدارة التربية الخاصة التابعة للإدارة العامة للتعليم في منطقة المدينة المنورة الجهة المسؤولة عن كل ما يتعلق في الشؤون التعليمية لذوي الإعاقة.
النقل التعليمي في المدينة المنورة
يمكن الوصول إلى المرافق التعليمية في المدينة المنورة عبر وسائل عدة، كالنقل العام والنقل الخاص، إضافة إلى النقل المدرسي، وهو خدمة تتوافر في كل المدارس، وتشرف عليها وزارة التعليم بالتنسيق مع شركة تطوير لخدمات النقل التعليمي، وهي الشركة المسؤولة عن كل ما يختص بوسائل النقل الطلابي في المدارس.
وفي عام 2020م، خلال جائحة كورونا، تحوَّل نظام التعليم في السعودية إلى التعليم عن بُعد، وحضر طلاب التعليم العام في المدينة المنورة دروسهم وأجروا اختباراتهم عبر منصة "مدرستي"، في حين استُخدمت منصة "بلاك بورد" لأغراض التعليم الجامعي في جامعتي طيبة والجامعة الإسلامية.
برامج الموهوبين في المدينة المنورة
يتيح نظام التعليم في المدينة المنورة الالتحاق بعدد من البرامج المخصصة للموهوبين، التي تهدف إلى: رفع مستوى الموهبة لديهم، وتنمية مواهبهم المتنوعة، واستكشاف المواهب الجديدة لديهم، إضافة إلى إلحاقهم في المؤسسات والمراكز المختصة برعايتهم، ومنها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، وتتصدى إدارة الموهوبين لمسؤولية استكشاف الطلاب الموهوبين، وهي تابعة للإدارة العامة للتعليم في منطقة المدينة المنورة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة