تم نسخ الرابط بنجاح

موقع الحائط الأثري

saudipedia Logo
موقع الحائط الأثري
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

موقع الحائط الأثري، هو قرية تراثية أثرية تاريخية في محافظة الحائط بمنطقة حائل، في المملكة العربية السعودية. ويقع الحائط جنوب غربي مدينة حائل، على بعد 250 كم، ويعود تاريخه لأكثر من 1200 عام قبل الميلاد.

الفترة الزمنية لموقع الحائط الأثري

تاريخيًا كان موقع الحائط من الواحات الزراعية المهمة، لوفرة مياه العيون فيه، وخصوبة أرضه، ما جعله ملاذًا لكثير من البشر في العصور القديمة.

ويحتضن موقع الحائط دلائل أثرية تعود لفترتين زمنيتين مختلفتين: الأولى فترة ما قبل الإسلام، والثانية فترة العصور الإسلامية. 

نقوش موقع الحائط الأثري

يعد موقع الحائط منذ الألف الأول قبل الميلاد، حتى العصر الإسلامي المبكر، مكانًا رئيسًا في شمال غربي الجزيرة العربية، وعثر في جبال الموقع على مجموعة من الرسوم والكتابات الإسلامية الأولية، كذلك احتوى الموقع على مجموعةٍ من القلاع والأسوار والمنشآت المائية، وفي عام 1442هـ/2021م، اكتشفت نقوش صخرية، رسمت على أحد الصخور البازلتية، تعود للملك البابلي نابونيد في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وتجسد شخصيته وهو ممسك بيده الصولجان، وتقابله مجموعة من الرموز الدينية، كما وجد في الموقع نص مسماري، يعدّ أطول نصٍ كتابي عثر عليه في السعودية، إذ بلغت سطوره نحو 26 سطرًا.

وورد اسم الحائط (فدك)، والحويّط (بديع) على المسلّتين اللتين عثر عليهما في أطلال المسجد الجامع بحرّان. ونشر الباحث الإنجليزي جاد النص المسماري لهاتين المسلّتين عام 1378هـ/1958م. وأشار النص إلى حملة الملك البابلي نابونيد على شمال غربي الجزيرة العربية عام 553 ق.م، واحتلاله الحائط والحويّط، وإخضاعهما لسيطرته خلال إقامته في تيماء. 

أسماء موقع الحائط الأثري

عرف موقع الحائط الأثري قديمًا باسم "فدك"، وهو من المدن التي ذكرت في النص البابلي، عندما غزا الملك البابلي نابونيد في القرن السادس قبل الميلاد مدينة تيماء، وسمي بالحائط حينما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مدينة خيبر، واستسلمت فدك، فأصبحت تعرف منذ ذلك الحين بالحائط.

وتعد الحائط من قرى حَرّة خيبر الكبيرة، وتكثر فيها النخل، التي قُدّرت بـ20 ألف نخلة، ويُرجح أن اسم "الحائط" اشتق من كون نخيلها متشابكة، وتمثل طوقًا يحيط بالقرية، كما يطلق العرب على بستان النخيل اسم "الحائط".

ورغم الشهرة التي حظي بها موقع الحائط قبل الإسلام وفي عصوره المبكرة، إلا أنه تعرض إلى النسيان، بعد الفوضى التي تلت سقوط الدولة العباسية. وذكر المؤرخ حمد الجاسر، أن السمهودي ومؤرخين آخرين استغربوا عدم معرفة أهل المدينة لها في وقتها.

الأسلوب المعماري لموقع الحائط الأثري

رصد كتاب "بلدة الحائط تخطيطها وعمارتها التقليدية: دراسة أثرية معمارية"، للباحث زياد المصيول، تخطيط وعمارة الحائط، وأحياءها السكنية ومكوناتها ومنشآتها المعمارية الدينية والمدنية والدفاعية، إضافة إلى المنشآت المائية والخدمات في البلدة التي كانت شبه متكاملة المعالم، وما تزال تحتفظ بمعالمها وطرزها المعمارية والفنية وسماتها الحضارية القديمة.

ويضم موقع الحائط، قلاعًا وحصونًا وقصورًا قديمة مبنية بالأحجار البركانية السوداء، وتحيط به مرتفعات الحرة البركانية شمالًا وجنوبًا، وتوجد على صخورها كتابات إسلامية مبكرة. كما يحيط به سور شُيّد من الأحجار البركانية السوداء، وبُني على مرحلتين؛ الأولى عام 1250هـ - 1263هـ/1834 – 1847م، والثانية كانت بعد عام 1327هـ/1909م، ويصل ارتفاعه إلى نحو مترين، وطوله 6800م، ويحيط بالبلدة، ويحتوي على 18 برجًا مربعًا، وعدة أبواب، وسبع قلاع داخل الموقع، و21 قصرًا وحصنًا على هيئة مجمعات سكنية محاطة بأسوار مستقلة، وهي: حي الفقرة القديم، وحي الفقيرة، وحي القصير، وحي الشريف، إضافة إلى المزارع والعيون، مثل: فيّاضة، وجريدة، والغوير، والغار، وعجرة، والجواخين، والعوينة، وأبي سليمان، إضافة إلى سبعة مساجد، منها جامع كبير، وهي: القلعة، والضويحي، ومسجدا عثمان القديم والجديد، وقصر الحصان، وغيرها، وكذلك أربع أسواق رئيسة. ولم يبق من السور اليوم سوى أساسه.

السياحة في محافظة الحائط

تعمل أجهزة حكومية، بقيادة إمارة منطقة حائل على تحويل محافظة الحائط التي تحتضن موقع الحائط، إلى عاصمة سياحية أثرية، وإجراء دراسات وبحوث لتطوير المنطقة، والاستفادة من عناصرها السياحية والأثرية، ومنها وجود المتنزهات البرية، وفوهات بركانية، مثل رأس الجبل الأبيض المحاذي للمحافظة، ولكثرة الآثار والمذيلات الأثرية التي تتجاوز ثمانية آلاف مذيل، إضافة إلى القصور التراثية في القرية التراثية، وكذلك الكتابات القديمة الثمودية والإسلامية والمجسمات البشرية المنحوتة في الصخور. كما توجد فيها معادن ثمينة، مثل اليورانيوم في جبل أصفر ثويليل.