وسط دارين التاريخي، هو أحد مواقع التراث العمراني في بلدة دارين بمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، يقع على ضفاف الخليج العربي، وكانت دارين قديمًا مركزًا لمملكة دلمون، ومركزًا لتجارة اللؤلؤ، ويضم وسط دارين التاريخي عدة مبانٍ أثرية تمثل 12% من مباني المنطقة، وتتشكل معظمها من طابقين، تليها مبانٍ بطابقٍ واحد.
تاريخ وآثار بلدة دارين
تقع بلدة دارين جنوب شرقي جزيرة تاروت، كانت جزيرةً صغيرةً منفصلة عن الجزيرة الأم "تاروت" ومحاطة بمياه ضحلة، حتى أُعيد ردم القناة المائية الفاصلة بينها عام 1399هـ/1979م.
تاريخيًّا ورد اسم دارين في تقرير جنود الإسكندر المقدوني عن منطقة الخليج المكتوب قبل نحو 300 عام قبل الميلاد، كما توارد استعمال هذا الاسم في كتب التاريخ وأشعار العرب قبل الإسلام، أي قبل أكثر من 1500 عام.
ومن آثارها التي زال كثير منها قلعة دارين وتعرف أيضًا بقصر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني التي تقع على تلّ ركاميّ في منتصف الساحل الجنوبيّ المقوّس لبلدة دارين،وهو تاجر لؤلؤ اشتهر في المنطقة آنذاك، أعاد بناء القلعة عام 1303هـ/1886م، وأقام القصر على أساساته السابقة. تتخذ القلعة شكل المربع وقد شيدت من الحجارة البحرية والطين، ويحوي القصر وحدات للسكن، إلى جانب المرافق الخدمية، وإسطبلات الخيول، كما عُثر في أسفل القصر على آثار تعود إلى فترة ما قبل الميلاد.
ميناء دارين التاريخي
يضم وسط دارين التاريخي ميناء دارين الذي كانت ترد إليه المنسوجات الحريرية من الصين، وبضائع من الهند، تشمل: العطور، والسيوف، والمنسوجات، والتوابل، والبخور، والأحجار الكريمة، والخشب، والبضائع العربية كاللبان، والتمر، والعاج من الساحل الشرقي الإفريقي.
وميناء دارين هو ميناء بحري أثري يقع على خليج تاروت، وكان يسمى ميناء المسك والعنبر، ويعود تاريخ وجود الميناء إلى ما قبل العصر الإغريقي، وفي الوقت الحاضر فإن الميناء أصبح لقوارب الصيد الصغيرة عامة، وفي عام 1432هـ/2011م بدأت أعمال توسعة الميناء بقيمة 35 مليون ريال.
المباني التراثية في وسط دارين التاريخي
تشغل المباني التراثية في وسط دارين 12% من مباني المنطقة، ومعظمها هُجِر أو تهدم، ويظهر أن أغلب المباني تتشكل من طابقين، تليها المباني ذات الطابق الواحد، إضافةً إلى مبانٍ قليلة مكونة من ثلاثة طوابق، واستخدم في بناء البيوت: الطين، وجذوع النخل، والشندل، وأحجار البحر.
التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت
في 30 ربيع الآخر 1444هـ/24 نوفمبر 2022م أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اعتماد التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت والمبادرات المستقبلية للجزيرة، وإنشاء مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت.
ولتحقيق مستهدفات التوجه التنموي للجزيرة طُورت أكثر من 19 مبادرة نوعية، تشمل في الجانب الثقافي تطوير قلعة ومطار دارين كوجهات سياحية تراثية، وإقامة عدة مهرجانات ثقافية وتراثية في الجزيرة.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة