السبحة أو المسبحة، هي من منتجات الحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية، يتوارث صناعتها عدد من الحرفيين في مناطق السعودية، واشتُهرت حتى أصبحت جزءًا من الهوية الثقافية السعودية.
عُرفت صناعة السُّبَح منذ نحو خمسة آلاف سنة عند السومريين، وعرفها أيضًا عدد من الحضارات الأخرى، مثل: الفرعونية، والهندية، والفارسية. ومع مرور الزمن أصبحت ضمن الفنون الأصيلة للتراث اليدوي في السعودية. وتستخدم السبحة من كبار السن والشباب على السواء ضمن الهدايا، أو للتسبيح، أو التسلية، وللوجاهة الاجتماعية.
صناعة السبح في السعودية
تحتاج صناعة السبحة لمهارة كبيرة من الحرفيين الذين يبدؤون ذلك بالخراطة القديمة، وتقطيع الخام وتسبيب الأطراف والتخريم وتشكيل الخرز، ثم الصنفرة والتلميع والشك بالخيط.
وتتعدد فنون صناعة السبحة في السعودية، إذ تُصنع من خشب اليسر الذي يستخرج من أعماق البحر، وهو خشب بحري أسود اللون، يقطع إلى قطع صغيرة ثم يوضع في مرطبان، ويُنقع بالماء حتى لا يتشقق، ويمكن بعد ذلك تطعيمه بالرصاص أو تلبيسه بالفضة.
وتستغرق صناعة السبحة الواحدة من نويات الزيتون يدويًّا نحو خمسة أيام، ولا يُكتفى في ذلك بالألوان البراقة للمسابح، وإنما تضاف الفضة والمعادن إليها، مع حقن النويات بدهن العود، كي تعطي السبح رائحة زكية تستمر لفترة طويلة.
مواد صناعة السبح
تتنوَّع المواد المستخدمة في السبحة، ويشمل ذلك المواد الطبيعية، مثل: العاجيات، والأخشاب، والأحجار، والمواد شبه الطبيعية، مثل المواد العضوية، إضافةً إلى المواد المصنعة، مثل: البكالات، والفيبر، والبلاستيك. كما تتعدد فيها قصات الخرز، مثل: الدائري، والزيتوني، والزوردي، والبرميلي، والصنوبري، ومن أشكال "الأميات"، وهي رأس المسبحة: منارة المسجد، والمنارة البحرية الأزهري، والملولوي، والعراقي، والجرس.
وتتفاوت القيم الجمالية والسعرية للسبح، فمنها ما هو غالي الثمن، الذي يُصنع من الأحجار الكريمة، مثل: الزمرد، واللؤلؤ، والمرجان، والياقوت، والزبرجد، والزفير، والألماس، فضلًا عن سبح العقيق، والفيروز، والذهب، والفضة، واليسر، والكوك، والأبانوس المطعم بالذهب والفضة والكهرمان، فيما هناك سبح رخيصة تُصنع من مواد بلاستيكية، وزجاجية، وأخشاب عادية، أو تلك المصنوعة من مواد حجرية عادية، أو من مادة الفيبرجلاس.
قياسات السبح
تتفاوت أعداد حبات السبح المصنوعة من الأحجار شبه الكريمة، لكنها تتألف غالبًا من 33 حبة إضافة إلى المنارة والفاصلتين، ويكون معدل قطر الحبة عادة هو 6 ملم، وقد يكون هناك استثناءات في الحجم أو القطر، وهناك قياس ثان، وهو الحديث، وفيه تتألف المسبحة من 45 حبة أو 66 حبة إضافة إلى المنارة والفواصل. ويكون معدل قطر الحبة الواحدة أحيانًا منطبقًا مع النوع الأول.
ويتألف القياس الشائع، وهو نمط السبح الدينية، من 99 حبةً زائدًا عليه المنارة والفواصل والملحقات الأخرى، ليصبح مجموع القطع بحدود 101 قطعة، ويقل قطر حباتها عن 5 ملم، ولا يحظى هذا النوع من السبح الحجرية الأصل بطلب كبير.
من أسواق السبح في السعودية
للسبح أسواقها الخاصة في المناطق التاريخية على وجه الخصوص، إلى جانب مواقع بيع الهدايا والمنتجات اليدوية في مختلف مناطق السعودية، وقد اشتهرت أسواق بعينها ببيعها، كما في سوق السبحية بجدة التاريخية الذي يُسمى أيضًا سوق الخاسكية، إذ كانت تُصنع وتُباع فيه السبح.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة