الأمثال الشعبية في السعودية، هي أقوال قصيرة تعبّر عن الحكمة الشعبية في ثقافة المملكة العربية السعودية، قيلت في مواقف معينة ثم اتجهت لتصبح ملاحظة عامةً حول سياق أوسع، وهي تنطلق من مبدأ قول بسيط وملموس يعبّر عن حقيقة مدركة، على أساس الحس السليم والخبرة، لإعطاء النصائح حول التجارب الإنسانية. لم تُصَغ الأمثال الشعبية بوساطة جهود علمية، لذا يُلاحظ أنها مجازية، وتختلف ألفاظها حسب لهجة المنطقة التي قيلت فيها، وثقافتها.
رغم كون الأمثال الشعبية خلاصة تجربة عامة في الذاكرة الشعبية، إلا أن ألفاظ بعض الأمثال تختلف من لهجة إلى أخرى، إذ يستعير الناس ألفاظًا من لهجات وثقافات مشابهة، ويغيِّرون بعض الألفاظ لتقارب معاني لهجاتهم، وقد تؤدي بعض الأعمال الفنية دورًا كبيرًا في شيوع الأمثال الشعبية، كما تستمد بعض الأمثال ألفاظها من تسميات محلية تختص بمنطقة أو محافظة معينة. تدعم الأمثال الشعبية إثبات قضية يتحدث عنها أشخاص في مجلس أو اجتماع ما، وهي مصدر فخر لمن يُثبت حديثَه بوساطتها، ولِمَن يستطيع فهمها كذلك.
ارتباط الأمثال الشعبية بالأحداث التاريخية
يمكن تقسيم الأمثال الشعبية في السعودية حسب ارتباطاتها، فهناك أمثال ترتبط بأحداث تاريخية، وأخرى ترتبط بأحداث جارية، فيبدو تداولها أقل ضمن مواسم عن أخرى، وهناك أيضًا الأمثال التي تتعلق باللفظ الفريد الذي صيغ بوساطته المثل، ليصبح فيما بعد لغزًا أو نكتة. وقد تحوَّل عدد من الأمثال مع مرور الوقت إلى أحجيات، ما يدفع بعض العلماء أو الجهات التراثية إلى إنشاء تسمية ارتباطية بين كل من "الألغاز والأمثال".
وتندرج الأمثال الشعبية السعودية تحت تقسيمات التراث الثقافي غير المادي، وتُصنَّف -حسب وزارة الثقافة- تحت اسم الفنون القَولية، أو الأدب الشفهي، أو التعابير الشفهية. وتُعرَف في الاصطلاح المحلي السائد باسم "سَباحين الأوَّلين".
الاهتمام بالأمثال الشعبية في السعودية
تُعد دارة الملك عبدالعزيز إحدى الجهات التي تهتم بالأمثال الشعبية بوصفها تراثًا غير مادي، وتاريخًا شفهيًّا للمجتمع السعودي، من خلال مشروع توثيق التراث الشفهي في السعودية، إذ أجرت الدارة ممثلةً في مركز التاريخ الشفوي نحو ستة آلاف مادة تسجيلية ومقابلة شفوية مع كبار السن، من المواطنين المعاصرين، وتدوين ذكرياتهم وسيرهم الذاتية. ويُعد مركز التاريخ الشفوي التابع لدارة الملك عبدالعزيز الثالث من نوعه في العالم، بعد مركزين أحدهما في أمريكا، والثاني في بريطانيا.
وجمع المؤلف السعودي عبدالكريم الجهيمان الأمثال الشعبية السعودية بوصفها تراثًا شفهيًّا، ووثقها في كتاب "الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب"، وتضمن هذا الكتاب نحو عشرة آلاف مَثل دارج في السعودية.
فعاليات تراثية للعناية بالأمثال الشعبية
في السياق الترفيهي تنظَّم فعاليات تراثية متعددة تعتني بالأمثال الشعبية، بوصفها موروثًا شعبيًّا لا يقل أهميةً عن الشعر الشعبي، إذ تستقي معظم الأمثال الشعبية جُملَها من أبيات شعرية.
وفي السبعينات الميلادية من القرن العشرين عُرض برنامج "مع الأمثال الشعبية" على القناة السعودية الأولى. واهتم البرنامج، الذي قدمه الإعلامي محمد الرشيد، بسرد الأمثال الشعبية مع توضيح معانيها وقصصها، وعرض مشاهد تمثيلية للمواقف التي تتناسب مع قول تلك الأمثال، أسهم في تمثيلها عدد من الممثلين السعوديين، مثل: سعد خضر، وعلي إبراهيم، ومريم الغامدي.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة