الغوص في السعودية، هو موروث مرتبط بمهنة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ وتجارته التي كانت مزدهرة حتى ثلاثينات القرن العشرين الميلادي، وكذلك هو رياضة يمارسها سعوديون، ومجال سياحي واعد في المملكة العربية السعودية، خصوصًا في المناطق الساحلية منها، سواء على البحر الأحمر أو الخليج العربي.
يعد الغوص بحثًا عن اللؤلؤ في السعودية موروثًا قديمًا في المناطق الساحلية السعودية، سواءً في شرقها في الخليج العربي، أو غربها في البحر الأحمر. وكانت حصيلة الغوص تُصدر إلى دول الخليج العربي، ومنها إلى شرقي آسيا، وكذلك إلى أوروبا. وأسهمت تجارة اللؤلؤ في ازدهار الحركة التجارية والاقتصادية في مناطق الغواصين، قبل أن تضمحل مع ظهور اللؤلؤ الاصطناعي، لتصبح جزءًا من التراث.
الغوص بحثًا عن اللؤلؤ في الساحل الشرقي
تنطلق رحلات الغوص في الخليج العربي عادة في فصل الربيع، فيما يُطلق عليها "الدشة". وتبدأ برحلة قصيرة لمدة 30 يومًا، تُسمى "الخانجية"، يليها الموسم الرئيس للغوص، الذي يُسمى "الغوص العود "الكبير"، ويُطلق عليه أيضًا "الركبة"، ويستمر 130 يومًا. وتُسمى نهاية الموسم حين تعود سفن الغوص إلى الشواطئ "القفال"، إذ تقام احتفالية فرحًا بعودة الغائبين بعد أكثر من أربعة أشهر.
تعود السفن في "القفال" جماعيًا، ويُحدد موعد العودة باتفاق مع أمير الغوص، الذي يُطلق عليه "السردال"، وهو المسؤول عن جميع السفن المشاركة في الموسم. ويُعلن هذا الموعد رسميًا، بإطلاق المدافع إيذانًا بانتهاء الموسم، والعودة، فتتجمع السفن المنتشرة في هيرات الخليج (أماكن الغوص)، وتتوجه نحو الشاطئ مرفوعة الأعلام.
يقود رحلات الغوص "الطواش"، وهو تاجر لؤلؤ يتنقل بين سفن الغوص للبحث عن اللؤلؤ، ويكون مسؤولًا عن فريق البحارة على السفينة التي يبحرون بها، كما أنه يُحدد المدة التي يمكثها البحارة في البحر.
وينزل الغواص إلى البحر لمدة دقيقتين، ويربط بحبل في نهايته ثقل، لمساعدته على الغوص بسرعة، وتسمى هذه العملية "زيبل"، فيما يربط في خصره حبل يتدلى من السفينة، يُطلق عليه "السيب". ويستعمل الغواص الحبل لإرسال إشارة بانتهاء المهمة، ليتم سحبه بسرعة. ويغوص الغواصون لمسافات قد تصل إلى 18 مترًا.
ومن مسميات اللؤلؤ في الخليج العربي: "الدانة"، و"الحصباة"، و"السحتيت" النفيس. ويُقاس وزن اللؤلؤ بالمثقال، باستخدام ميزان حساس للغاية، كما تستخدم الطوس (جمع طاسة)، وتستعمل مصاف وغرابيل أو مكاييل، يعرف بها تجار اللؤلؤ أحجام اللآلئ لتحديد وزنها وقيمتها.
الغوص بحثًا عن اللؤلؤ في جزر فرسان
على ساحل البحر الأحمر، تحديدًا في جزر فرسان، تبدأ رحلات الغوص عادة مطلع شهر مايو، وتتواصل بين ثلاثة وأربعة أشهر، وهي أشهر الصيف، إذ يسهل العثور على اللؤلؤ. وكانت السفينة الواحدة تقل بين 30 و40 شخصًا، بين نوخذة، وغواص، وبحار، ورُبّان. وتجهز السفينة بالطعام الذي يكفي الرحلة والمياه الصالحة للشرب.
وتتوجه السفن إلى "المغاصات"، حيث المحار الذي يُسمى "البَلْبِيل" إذ يوجد داخله اللؤلؤ، ويبدؤون الرحلة في الأعماق بتقسيم عمليات الغوص لخمسة أيام، يكون محصول الأيام الأربعة الأولى منها للغواص، والخامس لمالك السفينة. ويبدأ الغوص يوميًا فجرًا حتى الظهر.
ويستخدم الغواص "الجليلة"، وهي ثُقل يربطه بقدمه ليساعده على النزول إلى أعماق تزيد أحيانًا على 12 مترًا. ويتواصل الغواص مع مساعدهِ على سطح السفينة بوساطة حبلٍ بينهما، إذ يسحبه نحو السطح. ويخصص الغواص لمساعده محصول "دنجيل"، وهو شبك يُجمع فيه المحار ليكون مقابل أجرة سحبه. وتبدء عملية "فلْق البَلْبيل (المحار)" عصرًا.
ويستعمل التجار أدوات لفرز حبات اللؤلؤ الكبيرة عن الصغيرة، منها "الغرابيل" النحاسية، التي تتدرج في المقاسات، وعددها سبعة غرابيل. كما يستعمل الميزان ووحدات وزن أخرى. ويُصنف اللؤلؤ حسب الحجم والوزن، فبعضها مكتمل الصفات ومستدير، ولمعانه ساطع وخال من العيوب، ووزنه أثقل، ويطلق عليه "الدانة"، يليه النوع الأصغر حجمًا، وأيضًا "المَزْوري"، و"الأنصار"، و"البدلة"، التي لها أشكال غير منتظمة.
فنون غنائية ارتبطت بالغوص بحثًا عن اللؤلؤ
أدت رحلات الغوص، إلى ظهور فنون غنائية، تساعد على تخفيف المشقة والتعب والمخاطر التي ترافق رحلات الغوص، وللترويح عن الغواصين. ويتولى هذه المهمة في سفن غواصي الساحل الشرقي شخص يُطلق عليه "النهام"، وهو منشد يؤدي الأهازيج من بعد غروب الشمس لتسلية البحارة، حتى يناموا على سطح السفينة. ويتغنى النهامُ بمواويل وترانيم واستهلالات وأدعية وابتهالات، تسمى "النهمة"، ولا يستعمل آلات موسيقية. وتتنوع الأهازيج أو النهمات بتنوع الأعمال على ظهر السفينة. ويتغنى النهام بالنهمات في كل مراحل رحلة الغوص، إذ توجد نهمات لوقت تجهيز السفينة بالأدوات التي تحتاجها، وأخرى لسحب الشراع ووقت الغوص وشد الحبال للغواصة ورفع البحارة من عمق البحر، مثل "يالله يالله"، وعند التجديف "هو يامال"، إضافة إلى نهمات خاصة لوقت استراحة الغواصين فوق سطح السفينة. ويتميز النهام بالقدرة على الحفظ، وصوته الشجي والجهوري، الذي يبعث الحماس في نفوس الغواصين.
ومن مواويل النهام "يامال"، الذي يؤديه النهام للتعبير عما يجيش في صدور الغواصين من حزن لفراق الأهل والأحبة والتعبير عن الشوق واللهفة للالتقاء بهم، إضافة إلى إيقاع موال "الخطفة"، الذي يؤديه أثناء رفع أشرعة السفينة لإبحارها، وموال "الحدادي" الذي يتغنى به النهام والبحارة بعد الفراغ من الغوص، لإضفاء نوع من المرح.
ويختتم موسم الغوص بـ"القفال"، الذي يُعد "عيد البحارة"، فتشهد السفينة أداء الأهازيج البحرية، و"اليامال" ويزداد الحماس بين الغواصين حين تنضم إليهم سفن أخرى للعودة معًا إلى الشاطئ، وعند اقترابهم من الساحل تُطرح الأشرعة، وينشد الغواصون النهمات، فيما يصطف الشيوخ والأطفال والنساء على الشاطئ مرددين أهازيج ترحيبية.
كما ظهرت في شواطئ المنطقة الشرقية فنون أخرى، منها: "الفجري"، المكون من: العدساني، والبحري، والمخلوفي، والحدادي، والحساوي. وتؤدَّى هذه الفنون في الدور الشعبية للغواصين على الساحل، وأثناء "دشة البحر" مع انطلاق السفن، وأيضًا "النهمة" التي تؤدى خلال الغوص، وهي نهمة: المجداف، والخراب، والبريخة، والشراع. ولهذه الفنون البحرية إيقاعات مختلفة، وتؤدى بتسلسل، من البحري إلى الحساوي، وهي خمسة أنواع، إذ تبدأ على الساحل، وكذلك مع دخول البحر أثناء الغوص، وتتنوع الموسيقى ونغمات الصوت في كل فن.
ولا يختلف الحال كثيرًا في البحر الأحمر، إذ ابتكر الغواصون فنًّا للترويح عن أنفسهم، ولكسر السّأم والمشقة، وتعبيرًا عن الشوق للعودة للديار ولقاء الأحبة، فبرز فنُّ "الدانة"، وهو أحد الفنون الشعبية في فرسان. وظهر اللون الشعبي بمطلعه "يا لدانه يا لدانه"، تعبيرًا عن تراكم الحنين في نفوس الغواصين.
مهرجانات عن الغوص بحثًا عن اللؤلؤ
تشهد السعودية عمومًا، والمنطقة الشرقية خصوصًا ومنطقة جازان مهرجانات ومعارض عن الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، وهي مهرجانات تراثية شعبية فلكورية، تُقام بمشاركة الأهالي وفرق شعبية. ومن هذه المهرجانات: مهرجان الساحل الشرقي، الذي أقيم في متنزه الملك عبدالله بالواجهة البحرية في الدمام، وكذلك في كورنيش الجبيل الشمالي. كما شهدت منطقة جازان إقامة معرض "فرسان.. الطبيعة والإنسان".
رياضة الغوص في السعودية
يتولى الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص، تنظيم رياضة الغوص في السعودية والإشراف عليها، وهو مؤسسة وطنية تعمل على تطوير ودعم الرياضات البحرية والغوص في السعودية، ووضع اللوائح المنظمة لها، وإقامة المنافسات والدورات التدريبية، ويمثل السعودية في المنافسات والفعاليات الدولية والأوليمبية.
خدمات الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص
من الخدمات التي يقدمها الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص: الرخصة الوطنية للغواصين المحترفين، وعضوية مراكز الغوص، وتسجيل اللاعبين. كما أطلق الاتحاد في 3 ذي القعدة 1441هـ/24 يونيو 2020م، منصة تراخيص مراكز الغوص الموجهة للمهتمين بالرياضات البحرية وممارسيها. وتهدف هذه اللوائح إلى تنظيم رياضة الغوص بالسعودية، والنهوض بصناعة هذه الرياضة وتطويرها. كما تسعى هذه اللوائح إلى تحقيق الاستدامة والحفاظ على البيئة، وبناء وتأسيس البنية التحتية لهذه الرياضة، وتشجيع الاستثمار في صناعة الغوص ورفع الجودة التدريبية بوضع الضوابط، إلى جانب توفير فرص وظيفية في مجالات الغوص المختلفة وتوطينها.
مراكز الغوص في السعودية
توجد في السعودية عشرات المراكز للغوص، تنتشر في مدنها الساحلية، وحتى بعض الداخلية، ففي مدينة جدة يوجد: مركز ناتلس للتدريب على الغوص، وغطاس المرجان الأزرق، ومركز غواص المتحد، والحداد سكوبا، وجزيرة الغوص، ونقطة الغوص، وهوب أوف سبرينج للغوص، وغواص الساحل الغربي، والخريف، ودايف هوليكس، وشركة خط الشاطئ المحدودة، وسكوبا ماستر، وجاي إف إس، وغواص العمق الأزرق، وسفنتين سكستي، ومتعة الغوص، وغواص جدة التقني، وسكوبا السعودية، ومؤسسة السنبوك للتجهيزات البحرية، وديسنت، وأكاديمية خبراء المستقبل، وغواص السلام، ومؤسسة غطاس البحر الأحمر، ومركز الغوص الاحترافي الرياضي، وأقصى الأعماق، وغواص الأحلام، ونجم البحار، ومؤسسة عالم الغوص للتجارة، ومؤسسة الأبطال السبعة التجارية، وشركة الشمس الماسية للترفيه - شاطئ لابلاج، وهيا غوص، ونسائم المحيط للرحلات، وغواص القفزة العملاقة، ودايف ديستينيشن. وفي الدمام يوجد: مرجان وصدف، وجامعة الأمير محمد بن فهد، ومركز غواص الدمام، وغواص البتيل. أما في ينبع فهناك: فقاعات الغوص، وغواص المغامرات، وغواص الدولفين. وفي القطيف يوجد: مركز غواصي الجزيرة، ومؤسسة حسين محمد آل فاران للتجارة في صفوى، ومركز غواص جازان في جازان، وخطة الغوص في المدينة المنورة، ومركز غواص الوجه في الوجه، ومركز أسرار الغوص، وغواص الرمال في الرياض، وغواص القنفذة في القنفذة، وغواصي سيهات فرع سيهات، وأهل الغوص في الخبر، ومركز غواص تبوك، ونادي سندالة الرياضي في تبوك.
مواقع ممارسة الغوص في السعودية
اعتمد الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص، مواقع لممارسة رياضة الغوص في البحر الأحمر والخليج العربي. ومن هذه المواقع في البحر الأحمر: شرم ينبع، ورأس الخور الشمالي، وجنوب مصنع الأسمنت، ومركز الحنو، ورصيف الوسائط البحرية بمركز اللقوق، وجنوب مركز المخرف، وشاطئ الرمال البيضاء، في محافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة، ومركز السرج، وبترو رابغ، والغزلاني في مدينة رابغ بمنطقة مكة المكرمة، وشاطئ ذهبان البحري، والقحاز، ومقابل ملاهي عطا الله، وسول، وكوكو، ولابلاج، وبهادر، والصالحية، والشيراتون، ومسبح النورس الجنوبي في مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة، إضافة إلى المجيرمة، وكورنيش الوسقة، وخور الزواهر في مدينة الليث بمنطقة مكة المكرمة، وكذلك حديقة الورود، والسفن الغارقة بالكورنيش الجنوبي، ورأس محيسن في مدينة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة، وشاطئ المحاجي (مركز عمق)، وشاطئ الحريضة في مدينة القحمة بمنطقة عسير، وشاطئ الحصيص، وشاطئ رأس القرن، ومرسى الحسين، والصدين (صير)، وخُتب، وشاطئ شذى، وشاطئ الدانة، ورأس أبو طوق في مدينة فرسان بمنطقة جازان.
أما في الخليج العربي فهناك كل من: كورنيش الخفجي، والعامودة بمدينة الخفجي، وشاطئ الفناتير في مدينة الجبيل، وشاطئ العزيزية، وشاطئ المرجان، وشاطئ المرتفع الرملي، وشاطئ المحار، وشاطئ الأمواج في محافظة الخبر، وشاطئ القصار، ودوحة حماة في محافظة الأحساء، والنخيل في مدينة الظهران.
سياحة الغوص في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة
يختزن البحر الأحمر مقومات تؤهل لقيام سياحة غوص واعدة، ففي سواحل مدينة جدة تتوافر تجارب غوص لمشاهدة كائنات بحرية نادرة، إذ يحتوي البحر الأحمر على نحو 1200 نوع من الأسماك، منها 20% من الأسماك النادرة، مثل: المرلين الشراعي، وسمكة نابليون المعرضة للانقراض، وتسمى أيضًا "ملكة الشعاب المرجانية"، إضافة إلى سمكتي الأسد والأنقليس، وقرش الثور، والقرش الحريري، والمهرج (نيمو)، والقرش الأبيض، وأسماك الماعز، والشيفينيات الزرقاء، وأسماك "اللمّا" المميزة ببقع زرقاء مضيئة، والتونة.
ويقصد هواة رياضة الغوص جزيرة أبوطير الواقعة جنوب غربي جدة، لاستكشاف حطام سفينة ستافونوس اليونانية، التي غرقت عام 1398هـ/1978م. وتحتوي منطقة أبوفرامش، على سلسلةٍ ممتدّة من الشِّعاب المرجانيّة الكبيرة بطول نحو 40 كم. ويوجد فيها أيضًا حطام سفينة آن آن، على عمق 32 م التي تحطمت عام 1397هـ/1977م.
وتعد جزيرة جبل الليث، التي تبعد 200 كم جنوب جدة، وتبلغ مساحتها 4 كم2، من مناطق الغوص الجميلة، خصوصًا في فصل الربيع أو بداية فصل الصيف. وتعد من كُبرى حواضن أسماك قرش الحوت، وتتميّز بمياهها النقية والرمال البيضاء.
ومن أماكن الغوص المفضلة جزر محافظة الليث في منطقة مكة المكرمة، وهي مجموعة من الجزر الطبيعية البكر، متنوعة التضاريس، وتحتوي على كنوز طبيعية، من جبال ومنحدرات الشعاب المرجانية. ومنها جزيرة مرمر، التي تبعد عن الساحل نحو 25.4 ميلًا بحريًّا جنوب غربي مدينة الليث. وتبلغ مساحتها نحو 1.00 كم. وتكثر حولها الدلافين، التي تستقطب محبي رياضة الغوص. كما تعشعش فيها أنواع من سلاحف البحر الأحمر. وتحيط بها مياه يزيد عمقها على 350م. وتقع على سفح جبل مرجاني شديد الانحدار، وتحتوي على تكوينات من الشعاب التي تشبه ناطحات السحاب المغمورة بالماء.
وتعد ينبع في منطقة المدينة المنورة من المدن المفضلة لهواة الغوص؛ لوجود شعاب مرجانية جميلة خصوصًا شرم ينبع.
سياحة الغوص في منطقة تبوك
شمالاً تمتد سواحل منطقة تبوك على مسافة 700 كم، وتعد مقصدًا مهمًا لهواة الغوص واستكشاف الأعماق، لما تتمتع به بيئتها البحرية من تنوع إحيائي، يشجع على ممارسة مسابقات الغوص الحر، والتصوير تحت الماء. وتمتاز سواحل حقل بنقاء المياه وصفائها ووفرة الشعاب المرجانية.
وتعد جزيرة الوصل في خليج العقبة على بعد 500م عن سواحل محافظة حقل في منطقة تبوك، مقصدًا للغواصين، وتمتد على مساحة 22 ألف م. وتتميز بتنوع الشعاب المرجانية، وبعضها بارزة فوق الماء، خصوصًا أثناء الجزر، ومنها: المخ، والمنضدة، والمرجان، والسادي، والناري، وسوفت، فضلًا عن وجود أنواع مختلفة من الكائنات البحرية حولها، مثل: الهامور، والنيمو، والترباني، وأسماك الزينة. فيما يتميز شاطئها بتدرجه اللوني ومياهه الفيروزية الصافية، إضافة إلى اعتدال مناخها وانخفاض نسبة الرطوبة فيها.
وتضم أعماق البحر في محافظة الوجه بمنطقة تبوك كنوزًا طبيعية وشعابًا مرجانية وعددًا من الكائنات البحرية والثروة السمكية. وتعد الوجه مركز غوص جذاب، سواءً للغوص العميق (سكوبا) أو الغطس السطحي (سنوركل)، ومقصدًا للمغامرات تحت الماء التي يلتقي الغواص من خلالها بأسراب الأسماك، والحلزونات ذات الألوان الزاهية، والرخويات من أنواع مختلفة، إضافة إلى الشعاب الرخوية التي تتراقص من حولها آلاف الأسماك الصغيرة، وشقائق النعمان الجاذبة لأسماك المهرج، والسردين، والبياض، والشعور، والهامور، والناجل، وخيار البحر. وحدد حرس الحدود في منطقة تبوك 12 موقعًا لممارسة رياضة الغوص.
وتعد جزيرة "سندالة" وجهة نيوم للسياحة البحرية الفاخرة. وعقدت "نيوم" اتفاقية تعاون مع شركة "دايف بتلر إنترناشيونال"، لتقديم تجارب غوص ومغامرات مائية للزوار، وتتولى "دايف بتلر" إدارة مركز غوص من فئة خمسة نجوم في الجزيرة، وهو مركز معتمد من اتحاد مدربي الغوص المحترفين (PADI)، ويوفر أنشطة لاستكشاف البيئة البحرية في سندالة، تشمل الغوص والرحلات البحرية عند غروب الشمس، واستكشاف أكثر من 100 موقع. وتعد "سندالة" موطنًا لأكثر من 1100 نوع من الكائنات البحرية، 15% منها مستوطنة في مياهها، ولا توجد في مكان آخر. كما يتم في مياهها رصد أبقار البحر، والسلاحف، والدلافين.
وتتميز منطقة مشروع البحر الأحمر، بتنوع الشعاب المرجانية، والحياة السمكية، وصفاء الماء، ما يجعلها من المناطق المفضلة والجاذبة للغواصين بكل مستوياتهم، ابتداءً من غواص المياه المفتوحة، وغواص المياه المفتوحة المتقدم، وغواص الإنقاذ، ومرشد الغوص (مستوى محترفين).
سياحة الغوص في جنوب السعودية
جنوبًا؛ من بين الوجهات التي يفضلها الغواصون في البحر الأحمر؛ أرخبيل جزر فرسان المرجانية الواقع قبالة شاطئ منطقة جازان الجنوبية، إذ يستهوي عمقها المرجاني بأسماكه الملونة الغواصين. وتحتوي مياه الأرخبيل على أكثر من 230 نوعًا من الأسماك، إضافة إلى أحياء فطرية مهددة بالانقراض، منها السلحفاة الخضراء والسلحفاة صقرية المنقار، وعرائس البحر والدلافين، وبعض أنواع الحيتان وأسماك القرش. ومن الوجهات المفضلة للغواصين في جزر فرسان شاطئا صير والحصيص، وجزيرتا دمسك، وقماح، بعمق يصل إلى 30 م.
الاختبارات ذات الصلة