مناورات رعد الشمال، أو تمرين رعد الشمال، هي تمرين عسكري مشترك، وتعد أحد أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد الدول المشاركة، واتساع منطقة المناورات، والعتاد العسكري المتقدم، من أسلحة ومعدات عسكرية نوعية، نُفذت في محافظة حفر الباطن، شمال شرقي المملكة العربية السعودية، انطلقت في 18 جمادى الأولى 1437هـ/27 فبراير 2016م، بمشاركة 20 دولة.
ركزت مناورات رعد الشمال على إعداد القوات للتصدي للقوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية، وتدريب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية، إلى العمليات منخفضة الشدة، والعمل في ظروف مختلفة، متباعدة الزمان والمكان، وجاءت المناورة في وقت تنامي التهديدات الإرهابية، وما تعيشه المنطقة من اضطرابات أمنية وسياسية، أبرزت رغبة الدول المشاركة في الحفاظ على السلم الدولي، واستقرار المنطقة.
الدول المشاركة في مناورات رعد الشمال
شاركت قوات 20 دولة في مناورات رعد الشمال، هي: المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية التونسية، والجمهورية التركية، والمملكة المغربية، وجمهورية السودان، وجمهورية القُمر المتحدة، وجمهورية جيبوتي، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجمهورية تشاد، وجمهورية السنغال، وجمهورية باكستان الإسلامية، ومملكة ماليزيا، وجمهورية المالديف، إضافة إلى قوات درع الجزيرة المشتركة.
أهمية مناورات رعد الشمال
مثّلت مناورات رعد الشمال نقلة نوعية في العمل العسكري الاحترافي، من حيث حجم القوات، وتنوع تسليحها، وقدراتها القتالية العالية، مع سرعة استجابة قياسية، مما أسهم في تطوير مستوى الجاهزية القتالية للقوات العسكرية المشاركة، ورفع درجة استعدادها لتكون قوة رادعة.
وشكلت المناورات تجربة مهمة في المنظومة العسكرية، بما أتاحته من احتكاك بمختلف الخبرات العسكرية المجهزة بالعتاد النوعي، استخدمت خلالها أنواع الأسلحة الحديثة، وهو ما حقق كثيرًا من المكتسبات، وعزز الإمكانات التي تتوافر في القوات السعودية.
وأبرزت المناورات تفاهم قادة الدول واتفاقهم على أولويات المشكلات، وفي مقدمتها مشكلة الإرهاب، وضرورة مكافحته، وشكّل التجمع العسكري للمناورات رسالة رادعة لأي تهديد لأمن المنطقة.
أسلحة القوات المشاركة في مناورات رعد الشمال
تضمنت الأسلحة التي تم التدريب عليها واستعراضها واختبار فعاليتها في مناورات رعد الشمال: سلاح المدفعية، وتشكيلات الدفاع الجوي، ومنظومة القوات البحرية، وقوات المهمات الخاصة، والدبابات، والمشاة، وأطقم إسعافية وطبية، ومستشفى متنقل ميداني، في محاكاة لأعلى درجات الجهوزية لجيوش الدول الـ20 المشاركة، استخدم فيها العتاد العسكري من ناقلات وراجمات الصواريخ، وعربات الجنود، ونماذج للدبابات وسلاح الإشارة، إضافة إلى أنظمة صواريخ الباتريوت والهوك، وعربات نقل وحدات البحرية والاتصالات، والعربات المدرعة ووحدات من سلاح الحدود، وطائرات هجومية ودفاعية ومروحية، وطائرات تزود بالوقود، وعمليات إنزال مظلي.
المناورة الختامية لمناورات رعد الشمال
اشتملت المناورة الختامية لـ"رعد الشمال" التي جرت في 1 جمادى الآخرة 1437هـ/10 مارس 2016م، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحضور ملوك وأمراء ورؤساء الدول المشاركة، بميدان العرض العسكري، بمدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، على مجموعة فرضيات لمواجهات برية وجوية وبحرية، مع أهداف عدائية، شاركت فيها مختلف القوات المُناورة، بدأت بفرضية توضح القدرات القتالية للقوات الخاصة لبعض الدول المشاركة في تمرين رعد الشمال، المؤلف من وحدات المظليين والقوات الخاصة وقوات الأمن البحرية الخاصة، بمحاكاة توجيه ضربات على مراكز القيادة والسيطرة للمجموعات الإرهابية، وضم التمرين عملية جمع البيانات، وإرسالها لمركز المعلومات، والمراقبة، والاقتحام، فيما نفذ فصيل من قوات العملية الخاصة مهمة التطويق والغلق وقطع التدخل الإنجادي.
وشارك في الفرضيات سرب من طائرات الأباتشي الهجومية، مع طائرات الاستطلاع 406 من طيران القوات البرية، ثم نُفذ عرض عسكري لاعتراض هجوم العدو، وتصدي القوات المشتركة لها، ومواكبة حرس الحدود بتسيير دوريات منتظمة راكبة على مدار الساعة، ونقاط ثابتة، ومراقبة إلكترونية للحدود البرية، عبر كل النقاط الحدودية وما بينها، بمشاركة طلعات الطيران العمودي لمراقبة الحدود البرية والبحرية، وأظهرت المناورات كيفية التعامل مع فرضية اكتشاف 4 طائرات معادية قرب الحدود، وتم توجيه طائرات القوات الجوية المشتركة الدفاعية للاشتباك الجوي، حيث تم اعتراض طائرتين معاديتين ضمن الحدود، بإطلاق صواريخ جو جو بعيدة المدى وقصيرة المدى والمدفع الرشاش، في حين تم صد الطائرتين المعاديتين المتبقيتين بصواريخ أنظمة الدفاع الجوي وتحطيم الهدف المعادي، في تكتيك دقيق لإدارة المعركة يظهر الكفاءة، ونجاح التنسيق بين الطيران الجوّي والدفاع الأرضي.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة