تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
الأوقاف التاريخية في المدينة المنورة
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

الأوقاف التاريخية في المدينة المنورة، هي أوقاف في المدينة المنورة، أوقفها النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته، وزوجاته وصحابته، والتابعون، وتابعو التابعين، وصولًا إلى الوقت الحاضر، طوال ما يربو على 1400 عام هجري. وتشمل: مساجد، ومدارس، وأربطة، ومكتبات، وأسبلة وآبارًا، ومنشآت خدمية وتنموية عامة، وغيرها.

تطور الأوقاف في المدينة المنورة

تسابق الصحابة، رضي الله عنهم، في صدر الإسلام وخلال عهد الخلفاء الراشدين، في إيقاف الأوقاف، وازدهر الوقف في المدينة المنورة، وتنوعت تطبيقاته، إذ كان يقتصر في البدايات على بناء المساجد ووقف المزارع والآبار، والدور، وبعض العتاد الحربي كالدروع ونحوها، لتتنوع تطبيقاته لاحقًا مع ظهور المدارس والمكتبات خارج أروقة المساجد، بعدما كانت ملحقة بها. إضافة إلى ظهور الأربطة والتكايا والزوايا التي كانت تقدم خدمات إغاثية وحضارية متعددة للفقراء والمساكين، وبقية أطياف المجتمع، مثل رعاية العلماء وطلبة العلم، ونشر الثقافة والمعرفة، وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار.

نماذج من أوقاف صدر الإسلام في المدينة المنورة

يعد وقف مخيريق أول الأوقاف المستغلة خيريًا في الإسلام. ومخيريق هو رجل يهودي كان يحب النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، وقاتل مع المسلمين في معركة أحد. وأوصى أنه في حال قتل؛ فإن حوائطه السبعة (مزارع نخيل) ملك للنبي يفعل بها ما يريد، فلما قتل أوقف النبي حوائطه السبعة، وهي: الأعواف، والصافية، والدلال، والمثيب، وبرقة، وحسنة، ومشربة أم إبراهيم.

فيما تعد الأرض التي أوقفها الخليفة عمر بن الخطاب في خيبر، هي أول وقف في الإسلام، أوقفها على الفقراء، وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضعفاء. كما أوقف عمر بن الخطاب دارًا، وأوقف عثمان بن عفان بئر رومة ليشرب منها المسلمون، وعلي بن أبي طالب أوقف مجموعة من الأوقاف، منها الفقيرين بمنطقة العالية وبئر الملك بقناة، والأذنبة في إضم، ودار علي بالقرب من البقيع وبئر قيس والشجرة. فيما أوقف أبو طلحة الأنصاري بئر حاء، والزبير بن العوام أوقف بقيع الزبير، كذلك أوقف دوره صدقة على بنيه؛ لا تباع ولا تورث. وأوقف خالد بن الوليد دار المناء، وأدراعه وعتاده، وكذلك أوقف داره في المدينة المنورة؛ لا تباع ولا تورث. وأوقف مجموعة من الصحابة دورهم، منهم: أنس بن مالك، وعبدالله بن عمر، ومعاذ بن جبل، وسعيد بن زيد، وعبدالله بن الزبير، وابن أبي الدحداح، وأوقف عبدالله بن عباس بعض ماله، وزيد بن ثابت أوقف دورًا وبساتين، وجابر بن عبدالله أوقف حوائطه. كما أوقفت بعض الصحابيات وزوجات النبي دورهن أو أموالهن، مثل: عائشة بنت أبي بكر، وأم سلمة، وصفية بنت حيي، وأم حبيبة. وأوقفت فاطمة بنت النبي بعض مالها، إذ تصدقت به على بني هاشم وعبدالمطلب، إضافة إلى أوقاف أسماء بنت أبي بكر.

المساجد التاريخية في المدينة المنورة

هي مساجد بنيت في الصدر الأول للإسلام، بعضها بني في مواضع صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، في القرن الهجري الأول، وتعاهد الخلفاء والحكام ترميمها وصيانتها وصولًا إلى العهد السعودي. ومن هذه المساجد: مسجد قباء، ومسجد الجمعة، ومسجد الغمامة، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد الفتح، ومسجد الإجابة، ومسجد أبي ذر الغفاري، ومسجد الدرع (الشيخين)، ومسجد المستراح، ومسجد القبلتين، ومسجد المنارتين، ومسجد المغيسلة، ومسجد الميقات، وجميع هذه المساجد أسست في العهد النبوي، بوصفها أوقافًا، وبعضها أسس في العام الهجري الأول.

الآبار والأسبلة الوقفية في المدينة المنورة

تعد الأسبلة الوقفية فرعًا بارزًا من فروع العمارة المدنية في العمارة الإسلامية، ويندرج ذلك الفرع تحت العمائر أو المنشآت الخيرية، فلفظة السبيل كانت مصطلحًا يندرج تحته كل ما أوقف في سبيل الله. ومن هذه الأسبلة ما خصص لتوفير المياه، وحتى المصاحف المسبلة، والتوابيت المسبلة، والسواقي المسبلة. وكل ما أوقف في سبيل الله، وتنوعت هذه الأسبلة حسب وظيفتها وحجمها، منها أسبلة مراكز السقايا والسقائين التي كانت تخدم المسجد النبوي الشريف، فتقدم المياه الباردة والمعطرة لرواد المسجد، فيصل السقاؤون إلى المصلين في أماكن جلوسهم بالمسجد. واستمرت هذه الظاهرة فأقيمت مراكز السقاية حول المسجد النبوي لفترة طويلة جدًا. ولم تنحصر إقامة هذه الأسبلة في أهل المدينة المنورة، إذ شارك في إقامتها مسلمون من أصحاب السلطان والأغنياء من مختلف الأماكن.

ومن الأسبلة في المدينة المنورة: سبيل فاطمة الصغرى، وسبيل العقيق، وسبيل مدرسة الأشرفية، الذي أمر بإنشائه السلطان قايتباي، وسبيل داؤود باشا، وهو أحد أسبلة العصر العثماني، وسبيل الساقزلي، الذي أنشئ عام 1125هـ/1713م، وسبيل بشير آغا، الذي أنشئ عام 1151هـ/1738م، وسبيل السلطان عبدالمجيد خان، وشيد السبيل والميضأة السلطان أحمد خان.