الفن الينبعاوي، أو اللعب الينبعاوي، هو مصطلح يعبر عن فلكلور تراثي من الفنون الأدائية، يضم أغانيَ ورقصة تقليدية ارتبطت بالمناطق الساحلية الغربية في المملكة العربية السعودية، وتقتبس تسميته من محافظة ينبع الساحلية في منطقة المدينة المنورة، وهو فن يعتمد على الرّتم الموسيقي السريع في ألحانه، ويندرج تحت فنون الغناء البحري التي أداها وتناقلها البحّارة في رحلاتهم، وعلى السواحل.
والينبعاوي نوع من الأغاني الشعبية التقليدية، كانت تُغنى في السابق مترافقة كإيقاع مع العمل على متن السفن. والأغنيات الينبعاوية من ألوان الفلكلور الشعبي المُشترك بين عدة مناطق ومحافظات سعودية على امتداد مناطق ساحل البحر الأحمر.
يمكن عد الفن الينبعاوي أحد الفنون الغنائية القديمة في السعودية، وقد أثرت سياقات الأداء الحديث لتلك الأغنيات في أدائها ومحتواها وطريقة فهمها، فأصبحت تُعرف بوصفها أغنيات تراثية شعبية.
أغاني الفن الينبعاوي
يعبّر الغناء الينبعاوي ضمن نصوصه المغنّاة عن قصص كل منطقة وأساليب عيشها، وتحتوي معظم أغنيات هذا الفن على قصائد شعريّة مكتوبة سابقًا، تعكس ثقافة الشعر الشعبي التقليدي في السعودية، الذي يصوّر رحلات البحر والسفر، ويتضمن موضوعات العاطفة والصداقة. ويتأثر نجاح أداء الينبعاوي بمدى قوة الصوت والانسجام بين المؤدين.
كما ترتبط الأغنيات الينبعاوية موسيقيًّا بآلات موسيقية شعبية، مثل السمسمية وآلات التخت الشرقي العربي، وتتكون تلك الأغنيات من ثلاثة أجزاء، هي: الموال، وهو جزء حديث عرفته الأغنية الينبعاوية في سبعينات القرن الميلادي العشرين، ثم توارثها المؤدون حتى الوقت الحالي، ثم يأتي الدور، وهو الجزء الثاني، إذ يُغنى ويُعزف موسيقيًّا على المقام الموسيقي للموال، وأخيرًا التبحيرة، التي تمثل الجزء الغنائي وخاتمة الدور.
ويعتمد الفلكلور الينبعاوي على الرتم السريع في اللحن، والدور والموشح العربي والعمل الموسيقي الغنائي مع أهازيج ورقصات خاصة، ليبدأ المغني بموال يبحر في مقامات الرصد والسيكا، ومن ثم تعزف الموسيقى، ليتميز هذا الفن بسيره على نهج واحد يسمى "الدقة الينبعاوية".
الرقصة التقليدية لفن الينبعاوي
تحمل الرقصة التقليدية لفن الينبعاوي معنى اللعب أكثر من الرقص، إذ يُشار إليها باللعب الينبعاوي، وفي الاصطلاح المحلي السائد يُسمى الرقص "لعب"، رغم أن هذا ليس صحيحًا بالمعنى الدقيق للكلمة، إلا أن هناك اعتبارات اجتماعية وثقافية قدمته كمفهوم جديد للرقص، ويُشار إلى الرقصات التقليدية في السعودية باللعب أولًا ثم يليه اسم "الرقصة".ويمكن التمييز بين رقصات الفن الينبعاوي تبعًا للمناطق التي ينشأ فيها، فهناك: ينبعاوي الطائف، وينبعاوي مكة المكرمة، وينبعاوي المدينة المنورة.
كما تعكس الطريقة التقليدية للعب الينبعاوي طقسًا احتفاليًّا، وهي تتبع النمط التقليدي للرقصات التقليدية في السعودية، إذ تأخذ نمط الصفوف المُتقابلة على ساحة الرقص وتأدية مجموعتين متقابلتين من المؤدين وقوفًا أو جلوسًا، يرتدون الزي الشعبي للبحارة، الذي يرتبط ارتداؤه بتأدية اللعب الينبعاوي وحمل الخيزران، مع اختلافه عن بقية رقصات الساحل في نوع التجاوب الحركي والصوتي بين الصفين.
ويُعد الفن الينبعاوي تراثًا غير مادي ضمن الفلكلور الشعبي في المنافسات الوطنية الثقافية لوزارة الثقافة، التي أطلقت مسابقةً عام 2019م، ضمن مسار الرقص الشعبي يتنافس فيها عدد من الفنون الشعبية.
الفن الينبعاوي في الفعاليات والاحتفالات الوطنية
تقدم الفرق الشعبية في الفعاليات والاحتفالات عادة عددًا من الألوان، منها: الفن الينبعاوي، والسمسمية، وزفة العروس، والبدواني، والخبيتي. ويحضر الفن الينبعاوي ضمن الاحتفالات الاجتماعية والوطنية في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، سواء في الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني في السعودية، أو المهرجانات الوطنية، واحتفالات الأعياد.
المصادر
قناة الإخبارية.
موسوعة المملكة العربية السعودية.
وكالة الأنباء السعودية.
موسوعة الفلكلورات والأهازيج الشعبية وإيقاعاتها المختلفة في المملكة العربية السعودية. طارق عبدالحكيم وإسماعيل حسناوي. 1434هـ/2013م.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة