الجراد الصحراوي

الجراد الصحراوي، (الاسم العلمي: Schistocerca gregaria)،هو أحد أنواع الآفات الحشرية الموسمية التي تصيب النخيل والغطاء الأخضر في المملكة العربية السعودية،ينتمي لحشرة النطاط ذات قرون الاستشعار القصيرة، ويتكاثر في ثلاثة مواسم، هي الشتاء والربيع والصيف. يمكن أن تكون أسرابه كثيرة التنقل، إذ يعيش ويتكاثر في إريتريا والحبشة وشرقي السودان، وينتقل إلى السعودية ومنطقة الساحل الأفريقي في فصل الخريف وبداية فصل الشتاء.

يتكاثر الجراد الصحراوي بعد البلوغ، ويعود النسل الناتج في فصل الربيع بشهرَي مارس وأبريل، لموطنه أو يتجه شرقًا أو شمالًا، أو يعبر البحر الأحمر متجهًا إلى اليمن، ويتكاثر فيها في فصل الشتاء، ثم يهاجر إلى السعودية، ويتكاثر في شماليها ووسطها. 

ويتغذى الجراد الصحراوي على كل المزروعات الخضراء، ويعيش في الطبيعة ضمن مجموعات بأعداد قليلة، أو على هيئة أسراب وهو الأخطر، إذ يستطيع الطيران بسرعة 20 كم في الساعة ولمدة 18 ساعة متواصلة، كما يمكنه عبور الخليج العربي للتكاثر في باكستان والهند. 

يُكافح الجراد الصحراوي بعدة طرق، منها استهداف بيضه من خلال تربية الخنافس والدبابير التي تتطفل عليه، وحرث الأماكن التي تحوي كميات كبيرة من البيض، ليتعرض للمؤثرات الجوية والحشرات والطيور، وبالإمكان رشه بمبيدات مخصصة. أما لو كان البيض في مساحات واسعة وفي أرض غير مستوية وصعبة الحرث، فتوضع إشارات في حقولها وتُراقب دوريًّا حتى فقسها لتُعالج. 

أما في طور الحوريات (الدبا) فتُعفر الحقول الزراعية بأحد المساحيق المخصصة لمكافحة الجراد، وتُستخدم النخالة كطُعم من خلال خلطها بأحد مبيدات مكافحة الجراد. وفي حال الإصابات في المناطق الصحراوية تُعفر الأعشاب مساءً أو في الصباح الباكر حين تكون الحوريات متجمعة تحتها أو فوقها، أو من خلال نثر الطعم حول الأعشاب وتحتها، وعند طلوع الشمس يُنثر الطعم في خطوط تقطع سير الحوريات.

ويمكن استعمال الموتورات في الرش للقضاء على جميع أنواع الجراد، كما تُستعمل قاذفات اللهب في المساء أو الصباح الباكر في أماكن التجمعات. وتعد مكافحة أسراب الجراد من أصعب عمليات المكافحة، وتحتاج إلى معدات خاصة. 

عملت السعودية على الحد من تفشي الجراد الصحراوي، وغطت بالمكافحة نحو 700 ألف هكتار خلال الفترة 2019 - 2021م باستخدام الوسائل المتاحة لمنع تكاثره وانتقاله للدول المجاورة.

واختارت هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" السعودية في عام 1443هـ/2022م لرئاسة دورتها الثانية والثلاثين. وأطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية عام 1441هـ/2020م خدمة "بلغ"، التي تتيح تقديم البلاغات عن مناطق تجمع الجراد الصحراوي،لتسريع السيطرة على الآفات النباتية المهاجرة والجراد في أنحاء السعودية،وفق خطط لاستكشاف أماكن تفشي الجراد ومتابعة تحركاته، كما تنسق مع الهيئات العلمية لرصد المعلومات وتبادلها ومتابعة توفير التجهيزات والمواد اللازمة للتصدي له.