جامع القبب،هو أحد المساجد والمعالم التاريخية في محافظة أبو عريش بمنطقة جازان جنوب غربي المملكة العربية السعودية، يعود تاريخ بنائه إلى الربع الأول من القرن الثالث عشر الهجري وتحديدًا عام 1233هـ/1818م،وتؤدى الصلاة فيه حاليًّا.
يُعرف جامع القبب بتسميات عدة، مثل: مسجد القباب، ومسجد أبو عريش، ومسجد العين، ومسجد أبو القبب، وسمي بالقبب أو القباب، لكثرة قبابه التي تبلغ 18 قبة، ويمثل ثالث المساجد السعودية في عدد القباب بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
موقع جامع القبب
يقع جامع القبب في حي الخالدية الذي يعرف باسم "ديرة الأشراف" وذلك نسبة إلى الأشراف آل خيرات، وهم حكام المخلاف السليماني، في غرب محافظة أبو عريش، ويبعد عن مدينة جازان مسافة تقدر بنحو 35 كم.
تاريخ بناء جامع القبب
عمل الشريف حمود بن محمد الخيراتي، الذي يعرف باسم أبو مسمار، على بناء جامع القبب، إلا أنه توفي قبل إكماله، وأتمه من بعده الشريف الحسين بن حيدر بن محمد، وكانت أول صلاة فيه عام 1248هـ/1832م.
تعاقب على جامع القبب أئمة عدة، منهم: توفيق الجهني، وفتحي دربشي، ومحمد الجهني، الذي كان إمامًا للجامع لنحو 50 عامًا، ومن مؤذني الجامع: علي الفتحي، الذي ظل مؤذنًا فيه لنحو 80 عامًا.
وأسهم فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان في توفير الأئمة والمؤذنين والخطباء في جامع القبب، بوصفه معلمًا أثريًا، إضافة إلى كونه أحد روافد العلم والمعرفة، حيث عقدت فيه حلقات الذكر، ودروس العلم.
تصميم جامع القبب
بني جامع القبب من الآجر، على مساحة إجمالية تقدر بنحو 1025م2، وتبلغ طاقته الاستيعابية نحو 600 مصل، ومن مكوناته المعمارية الرئيسية: بيت الصلاة، وهو الجزء القديم، والمكون الرئيسي للجامع، ذو هيئة مستطيلة، وتبلغ مساحته نحو 375 م2، ويستند سقفه على أعمدة حجرية مستديرة، تتضمن عقودًا دائرية تحمل قبابًا كروية الشكل، يتوسطها المحراب والمنبر.
كما يحتوي الجامع على توسعة حديثة تقع في الجزء الجنوبي منه، تأخذ شكل المستطيل، وتقدر مساحتها بنحو 322م2، ويشتمل على رواقين موازيين لحائط القبلة، ويستند سقفه على أعمدة حديد ذات شكل مستدير، وسقفه من ألواح الحديد التي تعرف بـ"الشينكو"، ويضم ست نوافذ على حوائطه الخارجية، كما يضم ثلاثة مداخل منها مدخل للنساء.
يقع مصلى النساء جنوب غربي جامع القبب، على مساحة تبلغ نحو 56م2، يضم غرفة مستطيلة يستند سقفها على حوائط المسجد، ويضم مدخلين أحدهما يُفضي إلى خارج الجامع، والآخر إلى مصلى الرجال، كما يشتمل على نافذتين، ودورة مياه للنساء.
ومن مكونات جامع القبب مئذنة ذات شكل مربع، مفرغة من الداخل، تستند على أربعة أعمدة مستطيلة. كما يضم قبة نصف دائرية، تقع شرق الجامع في أعلى بيت الصلاة، يصل ارتفاعها إلى نحو2.20م2، ويقدر طول ضلعها 1.45م.
ويحتضن جامع القبب محرابًا داخل بيت الصلاة وسط حائط القبلة، وهو ذو شكل مجوف، وفي أعلاه عقد دائري، وعلى يمين المحراب يقع المنبر، الذي يحتوي على جلسة للإمام.
ويضم جامع القبب عشرة أبواب مصنوعة من الحديد، نفذ على بعضها مشغولات وأشكال حديد متباينة، إضافة إلى احتوائه على ثماني نوافذ ذات شكل مستطيل على حوائط الجامع الخارجية، وتحتوي حوائط بيت الصلاة على تجاويف في أعلاها عقود دائرية، تستخدم لوضع المصاحف والكتب الدينية، كما يضم الجامع نحو 15 عمودًا مكسوًا بالسيراميك يستند عليها سقف بيت الصلاة، إضافة إلى احتضانه 18 قبة بُنيت من الآجر فوق بيت الصلاة.
جامع القبب ضمن مشروع تطوير المساجد التاريخية
أدرج جامع القبب في المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية،وذلك بهدف الحفاظ على خصائصه التاريخية، وهويته العمرانية، إلى جانب تعزيز مكانته بوصفه أحد دور العبادة والعلم.
المصادر
موسوعة المملكة العربية السعودية.
إمارة منطقة جازان.
وكالة الأنباء السعودية.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة