تم نسخ الرابط بنجاح

الأسواق الشعبية في السعودية

saudipedia Logo
الأسواق الشعبية في السعودية
مقالة
مدة القراءة 5 دقائق

الأسواق الشعبية في المملكة العربية السعودية، هي مواقع مكشوفة أو مغلقة، كليًا أو جزئيًا، يلتقي فيها عدد من فئات المجتمع من أعمار وجنسيات مختلفة، ويتداول فيها عدد من السلع والمنتجات التراثية والحرفية والمأكولات الشعبية والنباتات العطرية، وغيرها من الأنشطة المعروضة، مثل: التمور، والمنتجات الموسمية، والحطب، وبيوت الشعر، ومستلزمات الرحلات، والأثاث المستعمل والخردوات، والطيور، والحيوانات الأليفة وغير الأليفة، والماشية وغيرها. وتعتمد هذه الأسواق على إيجاد تكوين معماري يحقق التكامل والتناغم بين الماضي والحاضر في إطار من المزج بين الأصالة والمعاصرة.

تطوير الأسواق الشعبية

وطنيًّا؛ نظّمت الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقًا) عام 1431هـ/2010م، برنامجًا لتطوير الأسواق الشعبية في السعودية، وإعادة تأهيلها، بهدف المحافظة على استدامة الأسواق الشعبية وتطويرها كوجهة اقتصادية وثقافية وسياحية، ويراعي البرنامج في خطته الفئات المُستخدمة للأسواق، والأنشطة المعروضة في الأسواق الشعبية، والأنماط التصميمية لهذه الأسواق. واستطاع البرنامج في 2018م، تطوير ثمانية أسواق شعبية في مناطق عدة.

أنماط الأسواق الشعبية

تتوزع أنماط الأسواق الشعبية في السعودية على امتداد 13 منطقة إدارية، وتتنوع ما بين نمط البازار الممتد، والبازار المتجمع، ويُعرَف أيضًا بالقيصرية، وهو الأشهر في المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى (نجد). ويُلاحظ نمط البازار الممتد ونمط الممرات والأزقة الضيقة في المنطقة الغربية، متمثلةً في أسواق المدينة المنورة القديمة، بينما تأخذ الأسواق الشعبية في المناطق الجنوبية غالبًا نمط المساحات المفتوحة ونمط المسطرة؛ أي أن تُبنى المتاجر متجاورةً على خطٍ واحد.

سوق الزل بالرياض

يقع سوق الزل الشعبي في منطقة قصر الحكم، وَسَط مدينة الرياض، بين شارع طارق بن زياد جنوبًا، وشارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب غربًا، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقًا، وتبلغ مساحته 38,580 م2، وهو سوق قديم في مدينة الرياض متاخم لمسجد الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة الديرة، ويعود تاريخه إلى عام 1319هـ/1901م.

ومر السوق بمراحل تطويرية وتأهيلية، ورغم ذلك؛ حافظ على ذوقه، مع مراعاة هدفه الأساسي، وهو حركة البيع والشراء فيه، إلى جانب أنشطة تجارية لبيع وتصنيع المواد التقليدية والتراثية مثل: البشوت، والسيوف، والتحف، والسجاد (الزل)، والأحذية وغيرها، كما يُعدُّ مقرًا للصناعات الحرفية، سواء الأزياء الشعبية، أو السجاد والأحذية.

وظل السوق محافظًا على خصوصيته التراثية، والتي تُعد مصدر جذب سياحي لأهل الرياض وزوارها، لشراء المقتنيات الأثرية والملابس التقليدية والمنتجات الجلدية والسجاد المميز، إلى جانب العطورات.

ويشكل السوق بطابعه التراثي وطرازه المعماري العتيق الذي تميزت به الرياض، معلمًا سياحيًا متكاملًا على مستوى المدينة، وأحد عوامل الجذب الأساسية فيها.

سوق الزل في مدينة الرياض. (واس)
سوق الزل في مدينة الرياض. (واس)

سوق القيصرية بالأحساء

في حي الرفعة وسط مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء؛ يقع سوق القيصرية، وهو من الأسواق الشعبية، باعتباره إرثًا تاريخيًا وتفردًا عمرانيًا له تاريخه، إذ بني عام 1238هـ/1822م، ويقصده السيّاح من أهالي المنطقة الشرقية ومعظم دول الجوار، ليشاهدوا التصميم المعماري للسوق والتسوق فيه.

يتكون السوق من صفوف من الدكاكين الصغيرة والمتقاربة، تقع في ممرات مُغلقة، ومسقوفة وفق الطراز المعمول بِه في تركيا، وبلاد الشام، والعراق قديمًا، ثم أخذ شكله وهويته النهائية في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، حيث بني وفق الطراز المعماري لمحافظة الأحساء.

ويصطف في سوق القيصرية أكثر مِن 400 دكان، على مساحة تُقدر بـ15 ألف م2، وتتوزع المحال بين جزئين رئيسيين: أحدهما الجزء الأكبر، ويمتد بين شارعي الخباز والحدادين، والثاني بين شارع الحدادين، وسوق الحريم (البدو). ويُعدُّ سوق القيصرية معلمًا سياحيًا بارزًا ونموذجًا اقتصاديًا لمحافظة الأحساء، إذ إنه يقع بين مجموعة من معالم التراث العمراني التاريخي، كقصر إبراهيم والمدرسة الأميرية؛ أول مدرسة في الأحساء.

سوق القيصرية في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية. آر إي تشيزمان. 1923. (دارة الملك عبدالعزيز)
سوق القيصرية في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية. آر إي تشيزمان. 1923. (دارة الملك عبدالعزيز)

الأسواق الشعبية بجدة التاريخية

تشتهر منطقة جدة التاريخية، بأسواقها الشعبية والتي تُعدُّ علامة فارقة على امتداد الممرات والأزقة، وهي من أكثر الأماكن حيوية في قلب مدينة جدة، إذ تلتقي السلع القديمة والحديثة، وعلى مر السنين استمدت هذه الأسواق هويتها الثقافية لتصبح رمزًا للمنطقة، مثل: سوق البدو، وسوق قابل، وسوق العلوي، وسوق الندى، والخاسكية، وباب مكة، وباب شريف.

سوق الطباخة بالمدينة المنورة

يجتذب سوق "الطباخة" في المدينة المنورة، الذي يشتهر بأكلاته الشعبية المدينية، أعدادًا كبيرة من أهالي وزوار طيبة.

ويحتوي سوق الطباخة، الذي يقع على مقربة من المسجد النبوي، على عدد من المطاعم الشعبية التي تقدم أكلات مختلفة، منها: رؤوس المندي، والكباب، والكبدة، والمقلقل، والكمونية، والمقادم، وشوربة الحَب، والهريسة، والأرز بأنواعه: الكابلي، والبخاري، والعربي، والبرياني، والأسماك بأنواعها، إضافة إلى المنتو، واليغمش، والبوف. ويُعدُّ السوق جزءًا من الحياة الاجتماعية في المدينة المنورة، ومقصدًا مهمًا لأهالي المدينة وزوارها.

أسواق نجران الشعبية

تتنوع الأسواق الشعبية في حي أبا السعود التاريخي بنجران، وتضم عددًا من السلع والمنتجات التراثية، المصنعة محليًا كالخنجر النجراني (الجنبية)، وعدد من الصناعات الجلدية والخشبية والمنسوجات التي تشتهر بها منطقة نجران، وتشتمل على سوق الصناعات الفخارية والحجرية، الذي يحتوي على منتجات الحجر الصابوني والفخار. كما تضم تلك الأسواق محلات لبيع المنتجات الجلدية المصنَّعة من جلود البقر، والجمال، والغنم، والماعز، بعد دباغتها وتجهيزها.

ويُعدُّ سوق النساء الواقع بجوار قصر الإمارة التاريخي في نجران من الأسواق النسائية القديمة في المنطقة، التي تلبي احتياجات المرأة من الملابس، والزينة، والعطور، والتجميل والعناية بالبشرة، وتمارس النساء فيه البيع والشراء منذ القدم، وما زلن إلى اليوم عبر دكاكينهن المعروفة لزوار ومرتادي السوق.

سوق الجنابي في منطقة نجران. (واس)
سوق الجنابي في منطقة نجران. (واس)

سوق أبو عريش في جازان

يزدهر سوق أبو عريش الشعبي في منطقة جازان بحركته التجارية الدؤوبة في موعده الأسبوعي؛ الأربعاء، نتيجة للنشاط التجاري اللافت، الذي جعل السوق واحدًا من الأسواق الأسبوعية الشعبية البارزة في المنطقة، فحافظ على مكانته الاقتصادية بين الأسواق والمولات التجارية الحديثة، واحتفظ بقيمته الشعبية والتراثية بين الأسواق الأسبوعية الشعبية المنتشرة بين محافظات المنطقة.

ويرسم سوق محافظة أبو عريش الشعبي لوحة اقتصادية وشعبية معًا، فمع ازدهاره التجاري ونشاط حركة البيع والشراء أسبوعيًا وعلى مدار العام، بقي كذلك معرضًا لموروثات منطقة جازان من صناعات يدوية محلية وحرفية وأزياء شعبية.

سوق الثلاثاء في عسير

يُعدُّ سوق الثلاثاء في مدينة أبها بمنطقة عسير أحد الأسواق الأسبوعية الشعبية القديمة المنتشرة في محافظات المنطقة، متربعًا بتاريخه القديم وسط أبها بجوار مركز الملك فهد الثقافي (قرية المفتاحة).

وكان سوق الثلاثاء يُعرف باسم "سوق ابن مدحان" قبل عام 1242هـ، ثم أُطلق عليه اسم سوق الثلاثاء، لكونه سوقًا أسبوعيّصا يقام يوم الثلاثاء، يلتقي فيه أبناء قبائل جنوب السعودية من زهران إلى ظهران الجنوب كما أورد ذلك الهمداني، وهو مقر مفتوح لتبادل أخبار الزراعة، والرعي، والتجارة، ومعلم اجتماعي تدور فيه لقاءات الود والمصالحة والتعارف والتقارب، وتستقي من خلاله أخبار الأمطار، والحصاد، والحلال.

سوق الخميس بالقطيف

هو سوق تراثي، يقام في المنطقة المركزية من مدينة القطيف. واستمد اسمه من كونه يقام يوم الخميس، ورغم إقامته حاليًّا يوم السبت، بعد تغيير الإجازة الأسبوعية الرسمية إلى الجمعة والسبت، إلا أنه ما يزال محتفظًا باسمه القديم. ويرتاد السوق مشترون من سكان مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، مثل: الدمام، والظهران، والخبر، ورأس تنورة، إضافة إلى بعض مواطني دول الخليج. ويستهوي السوق المشترين، لتنوع المنتجات الذي تعرض فيه، والأسعار المقبولة.

ويستقطب سوق الخميس الشعبي الباعة من مختلف قرى محافظة القطيف وخارجها، إذ تقام فيه البسطات والمظلات من الليل، لبيع المنتجات الزراعية والحرفية المصنعة من سعف النخيل (الخوص)، مثل: السلال، الحصر، وسف الخوص، والمراوح، إضافة إلى السمن البلدي، والمسابح، والخواتم، والأواني الفخارية، والملابس، ومنتجات النخيل والأشجار، والخضروات، والفواكه، والعسل، والبهارات، والتمر، ومستلزمات النساء من حلي وملابس والمشغولات اليدوية، والأواني النحاسية القديمة، وفي الجهة الغربية من السوق يقع قسم الحيوانات الأليفة والمواشي والطيور، وفي الجهة الجنوبية منه قسم لبيع الأقمشة والأحذية، إضافة الى البضائع المستوردة والمنتجات الحديثة.