تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
ألحان العرضة السعودية
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

ألحان العرضة السعودية، هي خط بياني يستخدمه شعراء العرضة السعودية في بناء اللحن والمقامات لقصيدة العرضة، بحيث لا يتعدى هذا اللحن جنس الجزع "تتراكورد أول"، على غرار بقية الأغاني الشعبية العالمية التي تتسم بالبساطة، ولا تستخدم فيها أي آلة لحنية، حيث يقتصر الأداء فيها على قرع الطبول، التي تعطي دويًّا ومهابة لصوت العرضة.

سمات ألحان العرضة السعودية

لا يتعدى اللحن في العرضة السعودية الدرجة الصوتية الرابعة في المقام المُستخدم للعرضة، ويهبط اللحن أحيانًا دون درجة الأساس في المقام بنغمة أو نغمتين، فإذا كان المقام المستخدم هو "السيكا"، وهو المقام الأكثر استعمالًا في ألحان العرضة، لا يتعدى الخط البياني اللحني نغمة الحسيني "الدرجة الرابعة"، وأحيانًا يهبط إلى درجة الرصد أو الدوكا.

وتعود أسباب ضيق المساحة اللحنية في العرضة السعودية إلى أنها تعتمد اعتمادًا كليًّا على أسلوب الإلقاء الإنشادي، وهو الأسلوب المستخدم عند تلحين الملاحم الوطنية، والمقاطع القوية في المؤلفات الغنائية الكلاسيكية، والقوالب الكورالية، مثل: الأوبرا، والأوبريت، حتى تعطي انطباعًا مطلوبًا لإظهار قوة الأداء في إلقائها، وحيث إن العرضة رقصة حرب فإلقاؤها إلقاء درامي قوي، وكان عنصر التطريب فيها ضئيلًا، ومن ثم انحصر الخط البياني اللحني في نطاق الدرجة الرابعة الصوتية للمقام المستخدم، حتى تبتعد عن الأسلوب الرقيق الذي يتميز به أسلوب التطريب في الموسيقى العربية.

دور شاعر العرضة في أداء اللحن

لحساسية شاعر العرضة الموسيقية دور بارز في نجاح ألحان العرضة، إذ لا يستخدم سوى الأساليب المقننة أكاديميًّا في مواضع استخدامها الصحيحة، وهذا الأسلوب الموسيقي في اللحن يقابله من أغراض الشعر "الحماسة"، مما يؤكد أهمية دور أحاسيس شاعر العرضة الموسيقية، التي تظهر أيضًا في الجانب الإيقاعي للعرضة السعودية.

اللحن الأساسي في العرضة السعودية

اللحن الأساسي الذي يبنى عليه الشطر الأول من البيت الأول في القصيدة "الصدر"، هو الذي يستمر طيلة القصيدة، ولضآلة عنصر التطريب والمساحة اللحنية، لا يستخدم الفنان الشعبي أي آلة لحنية، ويقتصر استخدامه على الطبول حتى تعطي دويًّا ومهابة، ومن ثم يعتمد البناء اللحني للقصيدة في العرضة على الكمية الموسيقية لدى الشعراء، وبالذات الشاعر الذي "يشيل" القصيدة أي يرفعها بالصوت المرتفع، وهذه "الموسيقية" هي التي تحدد النغمة ودرجتها الصوتية ومسارها اللحني والمقام الأساسي لها. 

العرضة السعودية

هي موروث ثقافي راقص، تؤدى لإظهار القوة والشجاعة وبث الحماسة في النفوس، إذ تُؤدى في المناسبات الوطنية والخاصة، واشتقت تسميتها من كلمة العرض، وهو الجيش الكبير. وحضرت العرضة السعودية في ملحمة توحيد المملكة العربية السعودية، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي كان حريصًا على أدائها قبيل انطلاق عمليات التوحيد، لتصبح لاحقاً رمزًا ثقافيًا يُفتخر به، ويحرص على تأديتها ملوك السعودية، وُيستقبل بها كبار ضيوف الدولة من رؤساء دول وغيرهم.

وينقسم المشاركون في العرضة السعودية إلى مجموعتين؛ الأولى منشدو قصائد الحرب، والثانية حملة الطبول، ويتوسط حامل العلم صفوف المجموعتين، ليبدأ منشدو القصائد في أداء الأبيات وترديدها، ثم يليها الأداء مع قرع الطبول لترتفع السيوف.

وأدرجت العرضة السعودية في عام 1437هـ/2015م، على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للتراث الثقافي غير المادي (الشفوي)، وأُسّس المركز الوطني للعرضة السعودية عام 1438هـ/2017م في دارة الملك عبدالعزيز، لتعزيز الثقافة والهوية الوطنية، وليكون بيتًا للفنون الشعبية الخاصة بالعرضة في السعودية.