النقل في مدينة مكة المكرمة

النقل في مدينة مكة المكرمة، هو جزء من منظومة النقل العام في المملكة العربية السعودية، وتندرج ضمنه خيارات تنقل الأشخاص وشحن البضائع والمعدات، عبر السيارات والحافلات والقطارات، وتشرف عليه جهات عدة، أبرزها: وزارة النقل والخدمات اللوجستية والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة. 

في إطار التخفيف من الازدحام المروري في مكة المكرمة، صدر الأمر السامي القاضي بالموافقة على تنفيذ مشروع النقل العام في مدينة مكة المكرمة عبر شبكة الحافلات والقطارات في عام 1433هـ/2012م، لتكون حلًّا استراتيجيًّا للتخفيف من الازدحام المروري في مكة المكرمة، خاصة في موسم الحج وشهر رمضان، حيث يُنفذ المشروع على مراحل عدة. وفي عام 1443هـ/2022م وافق مجلس الوزراء على الإطار التنظيمي لمشاريع النقل العام، ومن بينها هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة والقاضي بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص، برفع جميع الدراسات التي أعدت في شأن مشاريع النقل العام قبل صدور هذا القرار، إلى اللجنة الإشرافية (الخاصة) للتخصيص في قطاع النقل العام.

تتولى الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الإشراف على مشروع النقل العام في مدينة مكة المكرمة، وتتكون المرحلة الأولى من مشروع الحافلات ويضم 12 مسارًا منها 7 للحافلات المحلية بطول 172 كم، و5 للحافلات السريعة بطول 103 كم. 

ويبلغ عدد حافلات مشروع النقل العام بمكة المكرمة 400 حافلة منها 240 حافلة عادية و160 حافلة مفصلية، بينما تشتمل مرافق المشروع على 4 محطات مركزية و7 جسور و11 تقاطعًا ذكيًّا و438 محطة توقف، ومساحة إجمالية للمخطط الشامل لمبيت الحافلات 320 ألف م2.  

وأطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، من خلال المركز الموحد للنقل في مكة (نقل مكة) في 14 رجب 1443هـ/15 فبراير 2022م، التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع النقل العام للحافلات بمكة، عبر المسار (7A)، الذي يربط بين محطة قطار الحرمين السريع بحي الرصيفة ومحطة جبل عمر بالقرب من ساحات المسجد الحرام.

وبعد أكثر من عام ونصف من إطلاق الفترة التجريبية التي استفاد منها نحو 100 مليون راكب، أطلق مشروع حافلات مكة الخدمات المتكاملة المدفوعة، في 7 ربيع الآخر 1445هـ/22 أكتوبر 2023م، وفي مطلع نوفمبر من ذات العام جرى الإطلاق الفعلي للمشروع، وذلك بسعر 4 ريالات للتذكرة شاملاً الخدمات المتكاملة التي يقدمها، كما تتوفر باقات وأسعار خاصة لمختلف الفئات ضمن أطر زمنية تلائم عموم المستفيدين.

يتكون مشروع شبكة النقل العام بالقطارات في مدينة مكة من أربعة مسارات، يبلغ طولها الإجمالي 182 كم و88 محطة، هي: الخط (أ) والخط (ب) والخط (ج) والخط (د)، وتُشرف عليها شركة قطارات مكة للنقل العام.

يبدأ الخط (أ): من طريق الليث حتى طريق السيل، ويصل طوله إلى 54.2 كم تتوزع عليه 27 محطة، بينما يبدأ الخط (ب): من محطة الجمرات (نهاية قطار المشاعر) إلى طريق مكة – جدة السريع (بالقرب من نقطة تفتيش الشميسي) ويصل طوله إلى 32.1 كم وتتوزع عليه 15 محطة.

ويبدأ الخط (ج): من طريق المدينة (بالقرب من نقطة تفتيش الجموم) حتى جامعة أم القُرى بالعابدية، ويبلغ طوله 48.1 كم، وتتوزع عليه 21 محطة، بينما يبدأ الخط (د): من طريق مكة – جدة القديم إلى شارع إبراهيم الخليل، ويصل طوله إلى 47.3 كم وتقع عليه 25 محطة.

ويتم إنشاء مسار مترو مكة على امتداد وجهة "مسار"، ضمن أربعة قطاعات، بدءًا من المنطقة الأولى حتى المنطقة السادسة. ويتضمن المسار محطتين رئيستين هما محطة مترو مكة (أ) التي تشمل الخط "أ" والخط "ب“، ومحطة مترو مكة (ب) الخط "ب"، ويصل المسار بين الوجهة والحرم المكي الشريف وباقي أجزاء مكة.

يُعد مشروع قطار الحرمين السريع أكبر مشاريع النقل العام على مستوى الشرق الأوسط، والسادس على المستوى العالمي من حيث صناعة النقل، إذ بلغت تكلفة الإنشاء 60 مليار ريال، ويربط المشروع بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتتوزع محطات القطار الخمس في خمسة مواقع استراتيجية في كل من: مكة المكرمة، وجدة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، والمدينة المنورة.

وتقع محطة قطار الحرمين السريع بمدينة مكة المكرمة في حي الرصيفة، وتبعد نحو 3.5 كم عن المسجد الحرام، ويختصر القطار الوقت اللازم لقطع مسافة 450 كم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة في حدود ساعتين بسرعة 300 كم/س، وتُعد محطة جدة أكبر محطة مسافرين للقطارات في العالم.

في إطار خدمة ضيوف الرحمن القاصدين مدينة مكة لأداء فريضة الحج، افتتح مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي انطلقت أولى رحلاته في موسم حج 1431هـ/2010م، ويربط بين جنوب شرق مشعر عرفات وجنوب غرب مشعر منى (منطقة الجمرات) عبر مشعر مزدلفة بمسار يبلغ طوله نحو 20 كم تقريبًا، ويصل عدد القطارات إلى 17 قطارًا تضم 204 عربات مكيفة يصل طولها إلى 300م تستوعب كل عربة 300 حاج، بالإضافة لعربتين: أمامية وخلفيَّة.

ويمر القطار عبر مساره على 9 محطات موزعة بواقع 3 محطات في كل مشعر، حيث يمر من محطات مشعر عرفات، وبعدها يمر بمحطات مزدلفة الثلاث، ثم يتوقف في المحطة الأولى في مشعر منى، ثم في المحطة التي في وسط مشعر منى، ويصل محطته الأخيرة في الطابق الرابع في منشأة جسر الجمرات. ووصل عدد الحجاج الذين انتقلوا بالقطار في موسم حج 1445هـ/2024م إلى 2.2 مليون حاج خلال 7 أيام بمجموع 2206 رحلة ترددية، بحسب الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" وهي الجهة المُشغلة للقطار.

أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المركز العام للنقل في مكة المكرمة "نقل مكة" في عام 1442هـ/2021م، وهو أحد مشاريع برامج التنقل والبنية التحتية للنقل، وذلك من أجل الإشراف على جميع الأعمال والأنشطة المُتعلقة بقطاع النقل في مدينة مكة والمشاعر المُقدسة، ويمثل الإطار الأساسي لحوكمة منظومة قطاع النقل. 

وخُصصت 8 محطات لحافلات النقل الترددي التي تُؤمِّن نقل المُعتمرين والمُصلين من المسجد الحرام وإليه، لتسهيل الوصول من وإلى الحرم ومنع الزحام في المنطقة المركزية المُحيطة به،  وتُشرف شرطة العاصمة المُقدسة على تلك المحطات أمنيًّا.

تأسست النقابة العامة للسيارات في عام 1372هـ/1952م، وتتولى مُهمة ترتيب وتنظيم نقل الحُجاج، من خلال تقديم خدمات نقل مُنظمة للحجاج والمُعتمرين، باستخدام وسائل النقل الحديثة وفق شروط السلامة ومعايير الحفاظ على البيئة، ووضع الخطط التشغيلية لضبط حركة نقل الحافلات المُتعلقة بنقل الحجاج والمعتمرين خلال رحلتي الحج والعمرة. 

وبدأت النقابة أعمالها بخمس شركات نقل، وألف حافلة، و160 سيارة نقل صغيرة، وتوسعت إلى أن وصل عدد الشركات والمؤسسات الناقلة إلى 49 شركة ومؤسسة نقل في عام 1440هـ/2019م، ووصل عدد العاملين بها في موسم حج 1440هـ/2019م إلى أكثر من 45 ألف عامل لخدمة نقل أكثر من 1.8 مليون حاج، نُقلوا باستخدام أكثر من 18 ألف حافلة نقل، وبلغ إجمالي ما نقلته النقابة منذ بدء أعمالها حتى حج عام 1440هـ/2019م نحو 73.5 مليون حاج. 

وفي مكة المكرمة محطة للشركة السعودية للنقل الجماعي "سابتكو" تنطلق منها رحلات بين مدينة مكة المكرمة وباقي مدن المملكة، وتُقدم الشركة أيضًا خدمة النقل العام داخل مكة.

ترتبط مكة المكرمة مع باقي مدن المملكة بشبكة طرق برية، منها: طريق مكة المكرمة – جدة السريع بطول 70 كم، وطريق مكة المكرمة – الطائف السريع (السيل) بطول 70 كم، وطريق مكة المكرمة – المدينة المنورة السريع بطول 421 كم.  

وتضم مدينة مكة المكرمة طرقًا دائريةً تُسهم في تسريع الحركة والانتقال من جهة لأخرى خلال وقت قصير، حيث زُوِّدَت بعدة تقاطعات وطرق محورية تُسهم في نقل حركة السيارات العابرة خارج المدن.

يُعدُّ مشروع طريق الملك عبدالعزيز الموازي "مسار" الواقع في الجهة الغربية من مدينة مكة المُكرمة، أحد أهم مشاريع البنى التحتية في مدينة مكة المكرمة، حيث سيسهم في إحداث تحولات في عدة مجالات، منها النقل، وهو جزء من المنظومة الشاملة لحركة النقل في مدينة مكة المكرمة، حيث يُمثل المدخل الرئيس للمدينة من جهة الغرب، ويهدف المشروع إلى تسهيل حركة الوصول إلى الحرم وتسهيل حركة المنطقة المجاورة لمكة المكرمة.

وتبلغ مساحة المشروع 1.2 مليون م2، ويصل طوله إلى 3.65 كم، إضافة إلى 141 ألف م2 مساحة مسجد الملك عبدالله الواقع ضمن نطاق المشروع، يبدأ المشروع من طريق مكة جدة السريع مرورًا بالدائري الثالث، وشارع عبدالله عريف بالرصيفة، وشارع المنصور، ليدخل الدائري الثاني، فالطريق الدائري الأول.

وأزيل لصالح تنفيذ مشروع طريق الملك عبدالعزيز أكثر من 3600 عقار، ويتميز بتركيزه على تنفيذ بنية تنموية متكاملة تعتمد على مفهوم الحركة الشاملة، وسيحدث المشروع الذي تنفذه شركة أم القرى للتنمية والإعمار، تحولاً شاملاً في مجالات النقل والتنمية.

ويستقبل طريق الملك عبدالعزيز عند اكتماله ما يزيد على 60% من حركة المركبات القادمة إلى مكة المُكرمة، مما يُقلل من نسبة الضغط على منطقة الحرم، حيث يحتوي على نحو 40 ألف موقف للسيارات، إضافة إلى 40 ألف وحدة فندقية، و10 آلاف وحدة سكنية تربطها معا حركة تنقل متعددة. 

وفي إطار ضبط وإدارة الحركة المرورية في مكة المكرمة، طُبقت أنظمة الرصد الآلي، لمخالفات السرعة، وعدم ربط حزام الأمان، واستخدام الهاتف المحمول باليد أثناء القيادة، وعدم الالتزام بحدود المسارات المحددة على الطرق.