تم نسخ الرابط بنجاح

رواية التوأمان

saudipedia Logo
رواية التوأمان
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

رواية التوأمان، تعد أول رواية سعودية، وهي للكاتب عبدالقدوس الأنصاري، طبعت عام 1349هـ/1930م، في مطابع الترقي في دمشق، ويتفق النقاد أنها كانت البذرة الأولى لهذا الفن الأدبي في السعودية، ودوَّن الكاتب على الصفحة الأولى بأنها "أول رواية في الحجاز"، ومنها انطلقت الرواية في الأدب السعودي الحديث.

الولادة الأولى للرواية السعودية

اتفق النقاد على تسمية عام ولادة رواية التوأمان في السعودية، بأنه عام "مخاض" الرواية السعودية، وأنها لم تصل إلى النضج الفني المطلوب، وفضّل آخرون وصفها بأنها "المحاولات الأولى"، إلا أن بعضهم ذهب لوصف الروايات في تلك المرحلة بأنها روايات تعليمية إصلاحية، واتجهت الدراسات النقدية الأدبية إلى هذه الرواية وشقيقاتها في المراحل الأولى، إلى الدراسة التاريخية فقط.

حكاية رواية التوأمان

تدور حكاية رواية التوأمان حول فكرة "التأثير السلبي للتعليم الأجنبي"، وهو ما جعل النقاد يعدّون الرواية إصلاحية اجتماعية، وترتكز على الأخوين التوأمين "رشيد وفريد"، اللذين أنهيا المرحلة الدراسية التحضيرية، وبعد تخرجهما انضم رشيد إلى المدرسة المحلية الوطنية، بينما وقع اختيار فريد على المدرسة الأجنبية، لتبدأ الرواية في مرحلة تصوير الفروقات الاجتماعية والتعليمية في كلا المدرستين، وتأثيرهما على شخصيتي الأخوين.

زرعت المدرستان توجهات فكرية في بطلي الرواية، وأثرت في سلوكهما الاجتماعي، وأظهرت النجاح الكبير الذي حققه رشيد بعد التحاقه بالمدارس الوطنية، وتدرجه في الوظائف، بينما انتهت حياة أخيه فريد بالضياع والشتات في بلدان أجنبية، لتكون نهايته مأساوية.

واعتبر نص الرواية مباشرًا ويميل إلى التوجيه والوعظ، إلا أنه طرح مواقف اجتماعية وفكرية مهمة، واعتبر أن الرواية حققت الهدف الذي كتبت من أجله، وحملت شعار الصراع الأزلي بين فكرة العروبة والغرب، وأراد الكاتب الأنصاري أن يسلط الضوء على فكرة "أضرار المعاهد الأجنبية التي أنشئت في البلدان العربية".

ترفع رشيد من منصب لآخر ومن رتبة لأخرى، وحقق نجاحات متتالية كونه اختار الدراسة في المعاهد الوطنية على الأجنبية، حتى وصل إلى رتبة "باشا الفخامة" والذي صدر بمرسوم ملكي، بينما آل حال فريد إلى أن انتهت حياته مقتولًا في إحدى حانات باريس.

اتكأ الكاتب على فكرة الدفاع المطلق عن الحضارة العربية والإسلامية، في مقابل الهجوم المباشر على الحضارة الأجنبية وتأثيرها السلبي على المنخرطين فيها، واتخذ وسيلة التعليم كمثال على ذلك، من خلال خلق حوارات مختلفة بين أطراف الصراع ومنهم أساتذة المدرستين، وإظهار أهدافهم ونواياهم.

اعتبرت هذه الرواية من خلال فكرة طرحها للصراع الشرقي والغربي من خلال التعليم، الأولى التي خرجت عن السياق المعتاد في الرواية العربية التي تناولت هذه الفكرة، لكنها تنتهي كشقيقاتها من الروايات العربية بفكرة أن النجاة والنجاح في الرجوع إلى الثقافة المحلية.

الاختبارات ذات الصلة