النقل في المدينة المنورة، هو حركة النقل البري والجوي ضمن منظومة النقل في المدينة المنورة، العاصمة الإدارية لمنطقة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. تشرف على النقل في المدينة المنورة جهات عدة، أبرزها: وزارة النقل والخدمات اللوجستية، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة.
وتعتمد منظومة النقل في المدينة المنورة على ركيزتين أساسيتين، هما: النقل الجوي والنقل البري، وتشمل حركة النقل ضمن المنظومة التنقل بالطائرات والقطارات والحافلات والسيارات.
النقل الجوي في المدينة المنورة
تضم المدينة المنورة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، الذي يُعد بوابة النقل الجوي في المدينة المنورة، تأسس المطار عام 1370هـ/1950م، وشهد أعمال تطوير وتوسعة جديدة افتُتحت عام 1437هـ/2015م، ليسهم في استيعاب الزيادة المُطردة في حركة النقل الجوي، خاصة مع وفود ملايين الحجاج والمعتمرين إلى المدينة المنورة.
النقل السككي في المدينة المنورة
تضم المدينة المنورة محطة لقطار الحرمين تقع في حي الهدراء على طريق الملك عبدالعزيز، وتبعد مسافة 9 كم عن المسجد النبوي الشريف و13 كم عن مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، وترتبط مع محطة القطار في مكة المكرمة، مرورًا بمحطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومحطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
ويعمل قطار الحرمين السريع على الطاقة الكهربائية، وتصل سرعته إلى 300 كم/ساعة، ويحتوي على 35 قطارًا، بعدد 417 مقعدًا لكل واحد منها موزّعة بين درجتين هما الأعمال والاقتصادية.
ويربط مشروع قطار الحرمين السريع بين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويلبي الطلب المُتنامي لخدمة الأعداد المتزايدة من حجاج الداخل والخارج، ويخفف من الازدحام على الطرق بين مكة، والمدينة، وجدة.
النقل البري في المدينة المنورة
ترتبط المدينة المنورة مع باقي مدن المملكة بشبكة طرق بريّة سريعة رئيسة، منها: طريق القصيم – المدينة المنورة السريع بطول 448 كم، وطريق جدة – المدينة المنورة السريع بطول 410 كم، وطريق مكة المكرمة – المدينة المنورة السريع بطول 421 كم، وتُسيّر الشركة السعودية للنقل الجماعي "سابتكو" رحلات بريّة بين المدينة المنورة وباقي مدن المملكة عبر محطتها في المدينة.
ويتكون أسطول مشروع حافلات المدينة، والذي تشرف عليه هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة من 27 حافلة عبر 6 مسارات، و106 محطات توقف رئيسية وفرعية في مواقف عدة، منها: موقف سيد الشهداء، وموقف الأزهري، وموقف الجامعة الإسلامية، وموقف الاستاد الرياضي، وموقف الدعيثة، وموقف الهجرة، وموقف العالية مول، وموقف الخالدية، وموقف شظاة، وموقف مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي.
وتؤمن الحافلات حركة نقل أهالي المدينة المنورة وقاصديها من المسجد النبوي الشريف وإليه، وهي مهيأة لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة أيضًا، إذ تنطلق حافلة واحدة كل خمس دقائق، وتبلغ مدة الرحلة الواحدة 15 دقيقة تقريبًا، ويمكن إصدار البطاقات الذكية الخاصة بالنقل وإعادة شحنها عبر أجهزة الخدمة الذاتية التي تؤمنها الشركة.
وتنقل حافلات المدينة المُصلين من مسجد قباء وإليه عبر مسار العالية مول - مسجد قباء، لتسهم في انسيابية الحركة المرورية بمحيط المسجد، وأطلقت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة تطبيقًا إلكترونيًّا من أجل تعزيز التواصل مع مستفيدي الخدمة.
ويمكن لزوار المدينة المنورة عبر رحلة الباص السياحي الوقوف على عدد من المواقع الأثرية والتاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، بإشراف هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، إذ تمر الرحلة عبر مسار يتضمن 12 موقعًا، هي: المسجد النبوي، وساحة المناخة، ومعرض الأسماء الحسنى، وباب السلام، وجبل أحد، ومجمع النور، وطريق سلطانة، ومسجد القبلتين، وموقع غزوة الخندق، ومسجد قباء، ومحطة قطار الحجاز، وجادة قباء.
مبادرة الحافلات السريعة في المدينة المنورة
شهدت المدينة المنورة عدة مشاريع لتطوير قطاع النقل فيها، ففي عام 1442هـ/2021م دشنت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة مبادرة حافلات النقل السريعة (BRT) بالمدينة المنورة، تحت إشراف الهيئة، ويمولها برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد البرامج التنفيذية لرؤية السعودية 2030، وتهدف المبادرة إلى تعزيز أداء شبكة النقل العام داخل المدينة المنورة وربط أحيائها ببعضها، وتسهيل وصول القادمين عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي إلى المسجد النبوي، مرورًا بمحطة قطار الحرمين السريع والمنطقة المركزية.
وتتكون مبادرة الحافلات السريعة من مسارين رئيسَين، يصل مجموع طوليهما إلى 54.2 كم، وتتضمن 36 محطة وقوف، بالإضافة للمسار ذي الأولوية بطول 10.4 كم، ويضم 10 محطات توقف، وتُشغل المسارات بحافلات صديقة للبيئة ذات جودة عالية، في مسارات مخصصة لا تتعارض مع وسائل النقل الأخرى.
وتنطلق حافلات المسار الأحمر في مسار خط إرشادي يبلغ طوله 38 كم، ينطلق من محطة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز وصولًا إلى محطة حي العزيزية - مسجد الميقات، يضم 24 محطة توقف في الطريق، وثلاث مناطق لإيقاف السيارات وركوب الحافلة.
وتنطلق حافلات المسار البنفسجي في مسار خط إرشادي ذات أولوية يبلغ طوله 16.2 كم، وينطلق من محطة جبل أحد وصولًا إلى مسجد قباء، يتضمن 12 محطة وقوف تتوزع على جانبي الطريق مع منطقتين لإيقاف السيارات وركوب الحافلة.
وينطلق المسار البرتقالي في مسار خط إرشادي ذي أولوية يبلغ طوله 10.4 كم، يضم 10 محطات توقف في منتصف الطريق مع منطقة واحدة لإيقاف السيارات وركوب الحافلة. كما تضم الشبكة حافلات التغذية المكونة من حلقات بطول 3 كم، وتضم أسطولا من 160 حافلة لتوصيل الركاب لخط الحافلات السريع ذات الأولوية، بالإضافة لحافلات التوزيع التي تعمل في المناطق السكنية لتوصيل الركاب إلى شبكة النقل الرئيسية.
الجسور في المدينة المنورة
دشنت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور بالمنطقة عام 1442هـ/2021م، مشروع جسر تقاطع الإمام مسلم مع طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز (غربي المدينة المنورة)، لتعزيز الانسيابية المرورية وتسهيل تنقلات السكان عبر محور طريق الإمام مُسلم ليكون رابطًا حيويًّا للأحياء السكنية في تلك المنطقة مع طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الدائري الثاني). ويتكون المشروع من جسرين علويين بطول 1.2 كم ومخرجين لمحاور الالتفاف الجانبية، إضافة إلى تركيب الجدران الاستنادية على جانبي الطريق وأعمال حماية الطريق من الصخور على المرتفعات المُطلة على جانبيه. ومشروع جسر تقاطع الإمام مسلم مع طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز امتدادًا لمشروع تطوير طريق الإمام مُسلم، الذي تحررت الحركة المرورية فيه عبر 6 مسارات رئيسة في كلا الاتجاهين بعرض 64م، إضافة إلى أربعة مسارات مخصصة للخدمات العامة والوقوف على جانبي الطريق.
كما دشنت أمانة المدينة المنورة، في جمادى الأولى 1445هـ/ديسمبر 2023م، جسر طريق الملك عبدالعزيز المتقاطع مع طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويضم المشروع جسرين في أعلى طريق الملك عبدالله، ويبلغ عدد حاراته الرئيسية ثلاث حارات لكل اتجاه بالإضافة إلى حارة مسار حافلات النقل الترددي لكل اتجاه. ويعد المشروع حلقة ربط هامة لتحرير الحركة المرورية لمدخل المدينة المنورة من الجهة الشرقية من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز ومحطة قطار الحرمين، وصولاً إلى للمسجد النبوي الشريف.
ونفذت أمانة المدينة المنورة عدة مشروعات للجسور والأنفاق ضمن مشروعات البنى التحتية في عدة مواقع بهدف رفع كفاءة شبكة الطرق والتقاطعات بالمدينة. ومن هذه المشروعات مشروع نفق تقاطع طريق خالد بن الوليد مع طريق سلطانة، ومشروع تقاطع طريق السلام مع طريق الملك عبدالله، وتنفيذ جسر تقاطع طريق السلام مع طريق الأمير نايف، وتوسعة جسر تقاطع طريق الملك سلمان مع وادي العاقول، وتوسعة جسر تقاطع طريق عمر بن الخطّاب مع وادي العزيزية، ومشروع نفق تقاطع سعد بن خيثمة مع طريق الأمير عبدالمجيد، ومشروع جسر تقاطع طريق عمر بن الخطّاب مع طريق الملك عبدالله، ومشروع نفق تقاطع طريق أبو بكر الصديق مع طريق الأمير عبدالمجيد.
مشاريع الطرق في المدينة المنورة
يسهم في تسهيل حركة المرور في المدينة المنورة طريق دائري بطول 67 كم يلتف حولها، ويخفف الضغط عن الشوارع الداخلية من خلال تقاطعات وطرق محورية، تساعد على نقل حركة السيارات العابرة إلى خارج المدينة.
ومن ضمن مشاريع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة إنجاز مشروع تطوير طريق السلام بالمنطقة المركزية عام 1441هـ/2020م، من أجل تحديد وتسهيل حركة المشاة والمصلين إلى الأرصفة الجانبية، وحصر الحركة في الجزيرة الوسطية في معابر مشاة محددة، كما استخدمت مسارات خاصة للمكفوفين من سيراميك عالي الجودة وباللون الأصفر لتوضيح خصوصية المسارات للزوار، كذلك حُدّدت مسارات مخصصة للمركبات ومواقف لباصات النقل الترددي.
وتُطبق أنظمة مراقبة الطُرق والشوارع الرئيسة في المدينة المنورة، ومنها أنظمة ساهر وأنظمة الرصد الآلي، التي ترصد عددًا من المخالفات المرورية كعدم ربط حزام الأمان، واستخدام الهاتف المحمول باليد أثناء القيادة، وعدم الالتزام بحدود المسارات المحددة على الطرق، وتُرصد آليًّا دون تدخل بشري.
ونال فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية في المدينة المنورة عام 1439هـ/2018م جائزة أفضل تحسين - فرع التميز في متابعة تنفيذ المشاريع، وجائزة أفضل تحسين - فرع التميز في توظيف وخدمة المرأة، وهما فرعان من ضمن فروع جائزة المدينة المنورة للأداء الحكومي المتميز.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة